الأسرةالتربيةالروح وعلومهاتنمية بشريةعلم نفسمقالات نورا عبد الفتاح

هل يمارس الذكور الفطرة

يمتلك الذكر رجولة تستدعى لديه القوة البدنية والعطاء والبذل والحماية والمسئولية ومنح الأمان والصدق والمساعدة والفاعلية والإنجاز، كما يمتلك ذكورة وهى حالة يمارسها الذكر مع أنثاه فقط وليس طوال الوقت مع كل الناس، تستدعى منه السيطرة وفرض قوته وحاجته للإشباع.

ولكن أغلب الرجال يمارسون الذكورة طوال الوقت مع كل الإناث بما فيهم الأم والجارة والأخت والزميلة فى العمل والإناث فى الشارع والأطفال وحتى الرجال أحياناً وكأن الجميع إناثه.

فالسيطرة سمة من سمات الذكورة وليست الرجولة، الرجولة تتسم بالعطاء الدائم والأمان والمساندة والمساعدة ( وحاجات مالهاش دعوة بالسيطرة خالص )، ولكن أن يبحث الشخص عن سيطرته على الغير وحاجته الدائمة للإشباع المادى والمعنوى طوال الوقت، فهذه متطلبات ليست فى محلها، بل محلها فى وقت علاقته مع أنثاه، وتنتهى عندها السيطرة والرغبة فى الإشباع، ليعود رجلاً يبذل جهداً وعطاء وأماناً ويتفاعل وينجز، فهذا شغفه الطبيعى.

والذكر الذى يسير بالفطرة يستمتع بكونه معطاء ومانح للأمان ومنجز لأعماله ومساعد لأنثاه وللجميع ويمارس قوته البدنية والذهنية والصدق( يستمتع ) بممارسة كل هذه الفضائل وتمنحه الرضا والتوازن والراااااحة، وبالتالى تتوازن علاقاته مع أنثاه ومع الجميع.

فهل يمارس الرجال رجولتهم بالفطرة التى فطرهم عليها الله، أم يمارسون ذكورتهم، أم يمارسون الأنوثة فى كثير من الأحيان وهم لا يدركون !

نعم بعض الرجال يمارسون سلوكيات أنثوية خلقها الله فى النساء ولم يزرعها فى الرجال.
فكما قلنا فى البداية أن فطرة الذكر مبنية على العطاء والبذل والمساعدة والمساندة، أما الأنثى ففطرتها الأخذ والإحتياج إلى الذكر، فلو بدّل الذكر دوره الفطرى فى العطاء والبذل بدور الأخذ والإحتياج، فهو بهذا يمارس سلوكاً أنثوياً بحتاً، وفى الغالب سيقابله تبديل لدور الأنثى الذى جعل الله دورها الأخذ، فأصبحت هى التى تعطى وتبذل، فأصبحت تمارس سلوكاً ذكرياً، والذكر هو الذى يأخذ فهو يمارس سلوكاً أنثوياً.

(طب وإيه المشكلة لو بدلوا الأدوار ؟ )

المشكلة أنهما يسيران ضد الفطرة أى لن يرتاح أى منهما؛ لا الذكر فى دور الأنثى ولا الأنثى فى دور الذكر.

فالذكر الطبيعى لا يرتاح ولا يجنى الرضا إلا إذا بذل جهداً من أجل من حوله وحقق لهم الأمان المادى والمعنوى وحمل مسئوليته ومسئولية أنثاه وصغاره ذلك فى الذكور عموماً، حتى الحيوانات.

وكون الذكر محباً للفاعلية وإسعاد الآخرين لا يحتاج إلى تدريب أو تعليم، هى ( فطرة ) من الله، فلو أن ذكراً وضعوه فى جزيرة منعزلة فسيمارس الحماية والأمان والصدق دون أن يعلمه أحد إياها.

فى الكثير من الخلافات تجد المرأة تقول ( أنا إديتك عمرى، أنا إديتك شبابى، أنا إديتك حياتى )، أما الرجال فلا يقولون مثل هذه العبارات، فالذكر المتزن ( يعطى ) ولا ينتظر الأخذ لأنه مستمتع بالعطاء ولا ينتظر المقابل، ينتظر فقط التقدير.

ولكن هذا بالطبع لا يحدث فى كثير من الأحيان، فالكثيرون من الذكور يطالبون بحقوقهم وأكثر من حقوقهم بكثير، ويتمسكون بها بكل قوة، وهم فى الأساس ينهجون منهج الإناث فى الأخذ أو الإحتياج الدائم للأنثى أو للآخرين.

ما الذى يجعل من الرجال ذكوراً وأحياناً إناثاً ؟

التربية تفعل، والتقاليد والموروثات تفعل والدراما الفاشلة تفعل، وكل هؤلاء يبرمجون عقول الذكور ويجعلون منهم ذكوراً لا رجالاً، وأحياناً إناثاً بفكر وتوجه ومعتقدات وسلوكيات الأنثى.

يقول علماء النفس أن قدرة الرجل الجنسية تتحدد بمقدار صدقه، فكلما كان صادقاً فى الصغيرة قبل الكبيرة كلما كانت قدرته الجنسية فى الصاعد، والعكس كذلك.
فالصدق كسمة من سمات الذكور تتآزر مع حسن التصرف مع المسئولية والأمان فينتجون نموذجاً صحيحاً ومثالياً، والعكس فى حالة الكذب والمراوغة والأنانية، فتتأثر دائرته الطاقية وتضطرب ويلازمه الشعور بعدم الراحة وعدم الرضا وبالطبع ستتأثر قدرته الجنسية وقدراته كلها بالتبعية.

الرجولة أسلوب حياة لو أتقنه الذكور سيمارسون كل الفضائل التى ذكرناها بمنتهى الراحة والهدوء ودون الشعور بأنهم ضحايا ومساكين؛ بل سيجدون أنفسهم وهدوئهم وإستقرارهم فيه لأنها الفطرة، وسيفرضون على الإناث أن تلتزم الإناث بدورهم فتستقيم الإعوجاجات التى تملأ حياة الجميع والإنهيارات الزواجية وفشل العلاقات والتوتر بين الناس وسوء الفهم الدائم بين الذكور والإناث فى كل مكان فى العالم.

ولكن هل يمارسون الذكور الفطرة ؟؟؟

إنتظروا مقال للإناث.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع