مقالات نورا عبد الفتاح

إتعشى بيهم أو إعمل أى حاجة .



لن أطلب منك أن تكون أسود القلب أو ملئ بالضغائن والأحقاد والغل ممن آذوك أو سببوا لك ألم طويل أو معاناة شديدة مؤقتة أو لفترة محدودة.

بل سأطلب منك العكس؛ أن يكون قلبك بنفسجى اللون مع قليل من الفوشيا؛ سأطلب منك أن تسامح وتتغاضى وتغفر وتمرر هذا الخذلان وتلك الاهانة وهذا الاهمال، كأنه لم يقع، يكفى أن الذي وقع هو هذا الشخص الذى سيسقط من محيط عينيك وقلبك وعقلك دون رجعة أو تردد وبلا أى ندم، وقد يسقط أيضا من الشباك
.

ستمر بأشخاص بالأمس وغدا وبعد غد وفى عام 2060 ؛ يسيئون إليك عمدا أو سهوٱ، بغلظة أو برقة؛ فى العمل أو فى البيت؛ قريبون أو بعيدون، سيسببون لك صدمات من كل الألوان وتأوهات ومشاق من كل الأنواع والألوان والأشكال والأحجام، لكن ما داموا يمرون ،سيأخذون صدماتهم وآهاتهم فى حقائبهم وهم راحلون .

أما المستمرون الدائمون المزمنون ؛ الذين لا تتمكن أبدا من الافلات منهم والتخلص من صدماتهم المتوالية عليك كالأمواج؛ والتى تصدر عن لا مبالاتهم بك وفتورهم نحوك وسوء معاملتهم بشكل أو بآخر؛ والتى تأخذ الكثير والكثير من طاقتك وعافيتك وتفقدك بهجتك ومرحك وهم لا يستحقون.

لا يستحقون لأنهم يأخذون منك عنوة ؛ أكثر من حقوقهم ولا يعطونك ( أ – ب ) حقوقك ؛ طوال الوقت وفى كل موقف يخذلونك، ويتخلون عنك؛ لا يدعمونك مهما احتجت اليهم أو حتى لوجودهم فقط، تعطيهم الفرصة تلو الثانية تلو الثالثة تلو المائة، وهم يقفون مشاهدون لانهيارك وضعفك النفسي الذى سببوه بفتورهم وتخليهم عنك طوال الوقت وهم يستمتعون؛ من الممكن أن يأخذوا منك أكثر من حقهم بافتراء ومن غير رضاك من الحقوق المادية؛ أما انهيارك النفسي والمعنوى ؛ فهو تحت إمرتك وتصرفك ، ولن يستطيعون أن ينالوهما إلا برضاك .

لا تدعهم يسلبوك طاقتك ويضعفون قدراتك ويسعدون ويمرحون بانتصارهم بتحطيمك .
[ ] تخلى عنهم مرة فقد تخلوا عنك كثيرا، حافظ على ما تبقي منك لنفسك؛ أنت أولى بها منهم، حتى وإن لاحظوا تغيرك نحوهم؛ الملاحظة التى تكون قد تأخرت حوالى 48 سنة، وكنت تؤجلها لسذاجتك او لبقائك على الود أو لارتدائك الحذاء، أو لطيبة قلبك أو لوجود بقايا أمل فى ترميم علاقاتك بهم .

إلغِ كل هذا الهراء؛ كل هذا هراء أمام اللامبالى بوجودك ، صدر لهم بعض من لا مبالاتك بدورك . فهذا حقك حتى لا تندم أكثر مما ندمت .

لا تفعل أكثر من اللامبالاة ، لا ترد أى إساءة بمثلها أو أى تدنى أخلاقى بشبيهه؛ كل ما عليك أن تبالى بنفسك ولا تبالى بهم .


وإن سألوك : لماذا تغيرت ؟ هل من جديد ؟
فلا تبالى بالإجابة أيضٱ.


ولجبروت إهمالهم سيختارون أحد حلين ؛ إما لن يبالون أيضا بنقصان حبك لهم وسيستمرون كما استمروا لسنوات .

و إماسيحاولون خداعك بطرقهم الملتفة الصاعدة الهابطة؛ التى لا تتقنها ببياض قلبك والذى لن يمكنك من مجاراتهم فى سواد قلوبهم، لا تصدقهم لأن من فتر وفرط وتهاون لسبعة وثمانين عاما كما ذكرنا، اغلب الظن انه لن يهتم أبدا.

كنت أتمنى أن أذكرك فى الختام أن ” تتغدى بيهم قبل ما يتعشوا بيك ” ولكن بعد ان أكلوا منك بعض من بهجتك وراحتك وطاقتك واصابع قدمك، لا يسعنى الا أن أذكرك أن ؛ “تتعشي بيهم بعد ما اتغدوا بيك ” وخلاص (ده اللى متاح ).
فانهم لم يأكلوك كاملا ولا يزال متبقي منك ما يساعدك على افتراسهم فى العشاء ؛ لا تنسي تجهيز السلاطة والخبز الساخن والمشروب البارد . “وعشاء سعيد ” .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع