بريد نورا عبد الفتاح

تزوجت ثلاثة عشر رجلٱ

أنا سيدة فى الثامنة والأربعين تزوجت وأنا فى التاسعة عشر من عمرى وأنجبت ابنتى الوحيدة وبعد حوالى عام من زواجى وقع الطلاق سريعٱ بينى وبين زوجى لأسباب عدة وبعدها وحتى الآن تزوجت ثلاثة عشر رجلٱ، كل عام تقريبٱ أو كل عامين على الأكثر أتزوج رجلٱ، أحيانٱ بل فى الغالب يكون زواجٱ عرفيٱ حتى لا تعرف ابنتى وأحيانٱ معلنٱ غير موثق حتى لا يأخذ طليقى الأول ابنتى وأحيانٱ زواجٱ رسميٱ، ولكن لم تطل زيجة من هذه الزيجات أكثر من بضعة أشهر، حتى أن بعضها يستمر عدة أسابيع أو شهرٱ، حتى أملّ وأختنق وأطلب من زوج المرحلة والذى عادة ما يجهل العدد الحقيقى لزيجاتى؛ قدر يكفينى من المال وأرحل عنه ويرحل عنى وينتهى الأمر.

ولكنى بدأت أضج من هذا القلق والتوتر، كما أن ابنتى بدأت تشك فى تصرفاتى كلها وتتهمنى بسوء التقدير وقلة الحكمة وهى الآن رافضة الزواج تمامٱ على الرغم من تخطيها الخامسة والعشرين.

ولا أستطيع تحقيق الاستقرار النفسى لها ولا لنفسى، كما لا أستطيع اجتذاب ابنتى ولو قليلٱ.

أعلم أنك ستتفهميننى جيدٱ وتعذريننى.
أنا الآن متزوجة منذ ثلاثة أشهر وبدأت أختنق الاختناق الذى تكون نهايته الطلاق، هل أطلب الطلاق أم أنتظر؟

وهل يمكن أن أكون السبب فى إحجام ابنتى عن الزواج حتى لو كنت فى أغلب الزيجات لا أخبرها من الأساس ؟

سيدتى:

من قال لكِ أننى أتفهمك وأعذرك ؟
أنا لا أتفهمك على الإطلاق.

أنتِ ترتكبين عدة أخطاء لا بأس بها فى عدد من الاتجاهات؛ فأنتِ تتزوجين زواجٱ عرفيٱ أو غير موثق، وتتلاعبين بالميثاق الذى غلظه الله وقال عنه ” الميثاق الغليظ”، وتتلاعبين بالرجال وتخفين عن ابنتك وتتصرفين بغرابة، فهى حتى لو لم تفهم التفاصيل كاملة فهى بالطبع تشعر بغرابة فى سلوكياتك لأنها بالفعل غريبة جدٱ، وابنتك ليست صغيرة، إنها فى الخامسة والعشرين مما يعنى أنها إمرأة عاقلة وراشدة.

ولكن يبدو أن إنشغالك عنها جعلك لا تنتبهين إلى أنها كبرت بل وكبرت جدٱ وتنتبه لتصرفاتك وتحسبها عليكِ وتقيّمها حتى ولو بينها وبين نفسها.

أما عن حيرتك فى فكرة أن تتطلقى أم لا، فالاختيار لا يخلق فرقٱ، فى الغالب إن عاجلٱ أو آجلٱ، ستنالين من زوجك الحالى القدر الذى تطمحين به من المال وترحلين عنه كما تفعلين.

إن كنتِ تبحثين عن الراحة ابتعدِ عن الزواج تمامٱ والحقِ ابنتك قبل أن ترحل عنكِ إلى الأبد دون عودة وبالنسبة لسؤالك عن ما إذا كنتِ السبب فى إحجامها عن الزواج أم لا ؟

بالطبع نعم أنتِ السبب ولا سبب آخر، لأنها بالتأكيد ترى طوال حياتها منذ وعت الدنيا؛ رجالٱ غريبة تظهر فى حياتكما وتختفى، ويعلم الله ماذا يدور فى عقلها بشأنهم.

فهى فى الغالب قد وضعتكِ فى خانة المرأة الماجنة التى يتطلب إصلاح صورتك أمامها إلى وقت طويل ولكن إلحقِ الأمر ولا تتأخرِ أكثر من ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع