نحب من يبتسم لنا بود، ننتظر الدعم النفسى والمعنوى لا سيما فى الأزمات والأوقات العصيبة.
نشعر بالراحة مع من يبدو عليه الحزن لحزننا والفرح لفرحنا, هذا هو الطبيعى فى البشر.
.
دخلت إمرأة من الأنصار على عائشة فى حادثة الإفك وبكت معها كثيرٱ دون أن تنطق كلمة.
قالت عائشة : لا أنساها لها.
عندما تاب الله على كعب بن مالك بعد ما تخلف عن غزوة تبوك، دخل المسجد مستبشرٱ فقام إليه طلحة يهرول واحتضنه.
قال : لا أنساها لطلحة.
لا تدّعى القوة طوال الوقت، وتزعم أنك لست فى حاجة لأحد، ولا تنتظر دعما من أحد, بل أنت فى أشد الحاجة دائما إلى شخص حريص عليك، إياك أن (تسرقك السكينة )وتتخيل أن القوة هى قمة الغموض والجاذبية وهكذا ستعجب الجميع وينبهرون بك وبقدراتك (الفلتة).
.
نعم، ستعجب الجميع، ولكن ستعجبهم لأنهم يعلمون أن قوتك تصريح منك بإهمالهم لك وتجاوز حقوقك والتخلص من أى واجبات نحوك من أى نوع، فلم لا يفرحون ويسعدون و( يظقططون)، فأنت انسان لن يحتاج إليهم ولن يطلب شيئٱ وليس عليهم تجاهه شيئٱ البتة ولن يلجأ إليهم أو ( يوجع دماغهم) ( يبقى أهلا وسهلا).
قد تدعى القوة الدائمة وأنت متصور أنك لو ضعفت لوجدتهم بجانبك ولكنك مخطئ كل الخطأ, لن تجد أحداً.
.
إبحث عن دعم وإن لم تجد، فاكتفِ بأمك وأبيك، هما أولى بك من الوحدة بنفسك.
إن ادعيت القوة طوال الوقت، سيسلبك الجميع حقك فى أن تضعف أو تأن، سيسلبوك حقك فى أن تمرض أو تبكى أو تتألم.
إن ادعيت القوة وكتمت دموعك الساخنة وقت الحزن والباردة وقت الفرح، فستستعصى عليك دموعك بعد ذلك ولن تستطيع البكاء مجددٱ.
دع الأمر يحدث؛ إضعف وإبكِ وفضفض واغضب , إضعف ولو قليلا واترك نفسك ترتاح كما تريد أن ترتاح
.
أما أن تغلق على نفسك متصورٱ أن الجميع سيئون ولا أحتاج لأى منهم، فستندم ويكرهك الآخرون.
منذ زمن وأنا أرى طرفى الخلاف بين اثنين أحدهما يبكى والآخر متماسكٱ، تجد التعاطف دائمٱ موجه إلى الطرف الباكى حتى قبل أن يسمع أحد تفاصيل القصة حتى يتمكنوا من الحكم وحتى ولو كان بكائه تصنعاً.
.
ونحن فى المدرسة كان المعلمون ينصرون من بكى حتى ولو كان ظالمٱ
.
فى معارك الأطفال تجد أغلب الأمهات ينصفون الطفل الذى بكى بصرف النظر عن أى اعتبارات.
عندما يتشاجر رجل وامرأة فى أى مكان، وتنهار السيدة وتبكى أو حتى تتصنع الانهيار، فيتراجع الرجل على الفور لأنه يعلم أن الجميع سيلومونه على إفترائه على إمرأة مسكينة، حتى ولو أجرمت, لأنها بكت.
.
وكذلك الحال معك يا صديقى، كلما ادعيت رباطة الجأش، كلما فقدت دعمهم وانصاتهم وحرصهم جميعٱ، فهم لا يفكرون فى الصورة الكلية أو ينظرون نظرة فوقية شاملة، بل إنهم سطحيون ( يستسهلون)، والويل لك، ستدفع الثمن مرات عدة.
مرة فى ضغطك النفسى بزعم القوة الدائمة ومرات بالصدمات المستمرة من ردود أفعالهم.