بريد نورا عبد الفتاح

فاشل مقدمٱ فى كل المقابلات الشخصية



أنا شاب فى السابعة والعشرين عندى خوف رهيب من أى مقابلة شخصية لأى وظيفة جديدة، لا أستطيع تجميع جملة واحدة مفيدة ولا أستطيع التعريف بنفسى حتى أو سرد خبراتى، وأنا شبه متأكد أن اهتزازى الشديد أمام من يقوم بالمقابلة، يحسم الأمر بالرفض من بدايته، فأعرف أننى فاشل مقدمٱ حتى قبل دخول المقابلة.

وكذلك أخشى الحديث إلى الغرباء أو البائعين أو الجيران وآخرون، وهذا الأمر يضيع على فرصٱ كثيرة فى العمل وفى إقامة علاقات مع من حولى.

وهذا الأمر جدّ علىّ حديثٱ فلم أكن كذلك من قبل، لا أعلم كيف أتخلص من هذا الخوف ولماذا طرأ فجأة هكذا ؟

صديقى العزيز :

إعلم أن الناس جميعٱ ضعفاء فى الأساس حتى ولو بدوا غير ذلك، جميعهم يخافون ويضحكون ويجوعون ويأكلون وينامون ويبكون ويحزنون، جميعهم يحك رأسه ويبدل ملابسه، جميعهم يمرض ويذهب للطبيب، جميعهم يحاول وينجح أحيانٱ و(قد) يفشل، جميعهم كان طفلٱ وكبر، فلماذا القلق من شخص مثله مثلك، يعيش كما تعيش ويتنفس كما تتنفس ويفعل كل ما تفعل.

عندما تتوتر أمام من يقوم بالمقابلة الشخصية أو أى من كان؛ تصوره وهو يأكل الطعام أو وهو يلاعب أطفاله أو وهو يسمع نصيحة من والده، أو وهو يمارس نوع من الرياضة أو يجرى مثلٱ، فتتذكر أنه إنسان وليس غير ذلك، فتتذكر أنه لا داعى لأى خوف.

جرب، لعل الفكرة تفلح معك.

أما بالنسبة إلى سؤالك بخصوص لماذا طرأ الأمر فجأة ؟

فالاجابة ببساطة؛ لأنك واجهت الحياة ودخلت سوق العمل وشققت طريقك نحو ما تبغى وتحلم، وهذا ما لم تكن قد فعلته فى سابق عهدك أو أثناء الدراسة، بيد أنه اتضح وظهر مع محاولاتك الحديثة فى طريق جديد.

وربنا يوفقك وتضع الناس فى أماكنها من عقلك، لا تزيد أحجامهم أكثر من اللازم وكذلك لا تبخسهم أشيائهم.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع