لم يحن الوقت على فكرة
أزعم أن هذا المقال من المقالات المحببة إلى نفسى، والتى تتحدث عن شئ كثيرٱ ما حيرنى كلما رأيت غاضبٱ لسبب ما ومعه الحق كله ويحاول أن ينسى ويسامح ولكن تخونه قوته ومعه الحق أيضٱ.
يقولون لك؛ حان الوقت أن تغفر؛ فلقد مضى على خطأهم أيام وشهور وقد اعتاد الجميع منك على التغافل والتسامح فى حقك مهما كبر الخطأ أو صغر.
لقد مضى وقت طويل وها قد هدأ الأمر ومر الوقت وتكررت المواقف واعتذروا لك وقالوا كل عبارات الندم والمجاملات المتوقعة فى مثل هذا الموقف والمواقف المشابهة.
لقد حان الوقت أن تغفر لأن الغفران أفضل الحلول القاسية، فخطأهم يفعله الكثيرون كل يوم ليلا ونهارا.
إغفر ففى الغفران تنازل وأنت سيد المتنازلين، واحتساب كظم الغيظ عند الله.
لقد اعتادوا على صمتك وأنت ( مش أول ولا آخر واحد يتظلم).
لقد حان الوقت التقليدى للغفران ولكنك لا تقوى على الخطوة.
أليس كذلك ؟
فعقلك وضميرك وقلبك وكل كيانك يستعصى عليهم النسيان.
ربما كان الخطأ كبيرا !
ربما نفدت طاقتك !
ربما طفح الكيل !
ربما إسود قلبك !
ربما بالغت فى ظلم نفسك وقررت التوقف !
هل الوقت مناسب الآن لاتخاذ هذا الموقف الجاد أم أنك تأخرت كثيرا ؟
أم لا يزال لديك بعض الوقت ؟!
هل تخشى الندم بعد المسامحة كما عودوك من تكرار الأخطاء بنفس المنهج وبلا أى ابداع ؟
هل تعيش بغصة كل أيامك وسنواتك وليست لديك الشجاعة لاقتلاعها ؟
عزيزى المنكسر :
يسعدنى ويشرفنى أن أجيب على بعض الأسئلة التى تفسد عليك حياتك وتؤرق راحتك وأقول :
أنه من حق كل مخلوق خلقه الله أن يسامح فى حقه كما من حقه ألا يسامح.
إن كنت حقٱ معتاد الغفران للجميع، فأبشر؛ سوّد قلبك بكل ثقة، إن وجدت قلبك يتغير تدريجيا ووجدت الغفران صعبٱ عليك، إسعد فلقد نضجت.
فمن حقك أن تتمرد إما لنفاد طاقتك أو لسواد قلبك أو لكبر حجم الخطأ، لا تدع لنفسك خيارٱ واحدٱ وهو الغفران، عدّد لنفسك الخيارات؛ ما بين الغفران أو الانتظار لبعض الوقت الاضافى لعلك تنسى أو الرفض التام وتفضيل الابتعاد.
جرب حظك فى أخذ حقك قبل أن تندم مجددٱ.
لا تقلق فلم يحن الوقت طالما لا يظهر عليهم ندم صريح، طالما لم تعتدل سلوكياتهم، طالما لم يرتح قلبك وعقلك.
لم يحن الوقت؛ طالما لم تصفو.
إسترح ورمم صدوعك على مهل، ولا تتعجل كما تعجلت فى الماضى.
لا تغفر مهما مارسوا عليك ضغوطٱ من نوعية؛ ( كلنا بنغلط، وانت اتغيرت، ومتكبرش الموضوع، وانا اتأسفت عايز إيه تانى أموت نفسى يعنى ؟)
لا تبالغ فى مساعدتهم على تجاوز أخطائهم فى حقك، فهم فى الغالب لا يستحقون، كما لا يستحقون استمرار فى علاقتهم معك على النحو القديم، مع أن الحق أن تغير مكانهم عندك وتغير نظرتك إليهم وتخبرهم بذلك من خلال سلوكياتك.
إن لنفسك عليك حق ولقلبك عليك حق ولراحة بالك عليك حق، لا تظلم نفسك وتنصر المجرم وتمكنّه من العودة لنقطة يبدأ منها إيذائك من جديد.
سامح عندما يحن الوقت ويفرض العفو نفسه، لا تتعجل، وإن لم تستطع انتظر قليلٱ أو كثيرٱ، فأنت تستحق هذا البراح.