عندما يطرق الزنا بابك
يسعدنى ويشرفنى أن أكشف سرا، وقد قاربت على الثامنة والثلاثين وأزعم أننى أفهم النساء كما أفهم الرجال.
عزيزى الزانى:
اعلم جيدا أن المرأة مهما بدى منها من صلاح والتزام، فهى تعلم أن جسدها ودلالها سلاح متعدد الحدود، أمام أى رجل خلقه الله، وتعلم متى تستخدمه ومتى تغمده، فإن وجدتها تدخل فى دائرة المحظور من مكالمات هاتفية غير ضرورية إلى لقاءات عامة إلى مناقشات محرمة إلى لقاءات منفردة، فاعلم أنها ليست صالحة وليست ملتزمة، بل انها تقودك أو تحاول أن تقودك للزنا، ليس لأنها رأت فيك فحولة زائدة أو رجولة طاغية أو قدرات خارقة، بل لأنها رأت الحيوان الذى داخلك؛ وجدت فيك ضعفا وليس قوة، وجدت هوانا وليس فحولة، وجدت ثغرات عدة يسهل اختراقها.
فهى تعلم أن الرجل القوى يملك نفسه، فإن لم تملك نفسك؛ فانت (ولا قوى ولا يحزنون) انك عبدها.
إربأ بنفسك عن هذه النظرة الدنيا، وستسعد بنفسك وتفتخر.
إثبت لها العكس، إثبت لها أن رجولتك حقيقية وأن أصلك طيبا، إياك أن تسمع لها أو ترتقى معها الدرجة الأولى فى سلم المعاصى، وهى تجاوز أول خط أحمر ( أغلق الباب )، ثم أغلق الباب ثم أغلق الباب، أرفضها وتجهم فى وجهها وفى وجه كل امرأة تستخدم أنوثتها سلاحا لأى سبب كان.
لا يظنن أحدكم أننى أدافع عن الزانى أمام الزانية، حاشا لله، فالله تعالى يقول :
ولا تقربوا الزنا.
كما يقول:
والزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما.
ويقول تعالى :
الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك،
فالله لا ينظر إلا إلى أعمالنا، لا فرق بين رجل وامرأة.
ولكن الحقيقة أن الرجل عندما يحاول إغواء امرأة فيجدها صالحة متمسكة بصلاحها، مغمدة سلاح أنوثتها ودلالها ومصدرة طوال الوقت الجدية فقط وتبتعد عن كل مواضع الشبهات؛ ولا يستطيع العفريت الأزرق اغوائها، فانه يفقد فيها الأمل سريعا ويبحث عن غيرها ويتركها بل ويحترمها.
أما المرأة فهى ليست كذلك فهى عندما تحاول اغواء رجلا، فمهما بدى لها من صلاحه وتدينه؛ فهى لا تفقد الأمل أبدا وتظل تلهث خلفه بكل أسلحتها المحللة والمحرمة، حتى توقعه فى الفاحشة، ويالشدة ضعف الرجال إلا من رحم ربى، ويا لقوة النساء فى هذا الشأن.
لذلك علمونا أن ؛ الأم مدرسة، إذا أعددتها أعددت (شعبا ) طيب الأعراق.
وحديث سيدنا محمد يقول” من كان له ثلاث بنات يؤدبهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة، قيل يا رسول الله فإن كانتا اثنتين ؟ قال : وإن كانتا اثنتين، فرأى بعض القوم أن لو قيل : وإن واحدة لقال : وإن واحدة.
فلم يقل حافظ ابراهيم: الأب مدرسة.
ولم يقل سيدنا محمد؛ من كان له ثلاثة صبية أو ثلاثة غلمان.
فصلاح الإناث يساوى صلاح الدنيا، فاعلم وميز( عزيزى المستمع )الأنثى القويمة من الأنثى المعوجة وانأى بنفسك عن الاعوجاج.
الأعداد الرهيبة من الزناة ومتبعى الفاحشة التى نسمع عنها كل ليلة وضحاها تشير إلى نشاط عنيف فى قدرات من يغوى وضعف مقاومة من يتم إغوائه، أيها الشخص رجل كان أو امرأة أغلق ابواب الخطأ؛ الخطأ وليس الرذيلة، فالخطأ هو بداية طريق الرذيلة، إن سمحت بالخطأ فسوف تسمح بالرذيلة، أغلق الباب فى وجه كل من تخطى خطوطك الحمراء، إنهره وابتعد عنه لمصلحتك أنت، فسوف تلقى الله وحدك ومعك كامل أعمالك واختياراتك دون إستثناء لفتة أو همسة أو نظرة( كله هيبقى معاك، وربنا يستر).
لا تسمح بتجاوز فى الحديث مع غريب، فالانحراف يدخل من هنا، لا تسمح بتحرر فى الملابس بين البنت وأخيها أو بين البنت وأبيها فزنا المحارم كان له تلك المقدمات، لا ترتبط بأصدقاء شغلهم الشاغل المواقع الإباحية والصور الإباحية والافلام الإباحية، بين الرجال وبعضهم أو بين النساء وبعضهن، فالزانى قد بدأ بمتابعة هذه البدايات.
وليسترنا الله فى دار الدنيا ودار الآخرة، ويرزقنا الثبات على الصواب واتقاء مواضع الضعف التى لا تأخذنا إلا إلى الهلاك.