هل سنتحول ذكورٱ يومٱ ونخلص ؟
أنا فى التاسعة عشرة من عمرى، لى ثلاث أخوات إناث، ليس لنا أخٱ ذكرٱ، أبى وأمى لا يكفان عن معاقبتنا لكوننا إناث، منذ أن أدركنا الدنيا وهما لا يكفان عن إهانتنا أنا وأخواتى ومعايرتنا بأننا إناث، لا سيما وأن كل الأسر فى عائلتنا لديها أبناء من الذكور ومن الإناث إلا أسرتنا، حتى أن أبى وأمى لا يمر عليهما يومٱ واحدٱ إلا ويعيران بعضهما بأن كلٱ منهما هو سبب هذه الانتكاسة والغيمة التى لا تنزاح عنا أبدٱ.
كرهت نفسى وكرهت أخواتى وكرهت كل الإناث وكل الذكور وكرهت والداى، وليس هناك أى حل لأننا لن نتحول ذكورٱ يومٱ فتنتهى الأزمة، ولن يغير أبواى فكرهما هذا، فهل سنبقى عالقين فى هذا الوحل إلى الأبد ؟
صديقتى الأنثى الجميلة بكونها أنثى :
هذا الأمر الذى تتحدثين فيه قديم قدم الإنسان على الأرض، ولا فكاك منه مهما حاولنا، والحل الأوحد هو تقبله والتأقلم معه وإعتباره أساس سئ فى حياة البشر، كما تأقلمنا وتقبلنا الكذب والخيانة والتنمر والأنانية والكسل والغش وغيرها.
إعتبرِ والداكِ مبتلين بمرض وأنتِ تتحملينهما أنتِ وأخواتك الثلاثة، تقبلنَ الأمر وتعاملن معه بلا مبالاة واسمعن وتظاهرن بالصمم، وانشغلا عنه بقدر الإمكان بالمذاكرة مثلٱ أو حتى التسلى بالقراءة أو أصدقائكن كلما ظهر هذا الحديث على السطح، ولا تتكلفن مشقة الرد على مثل هذا الكلام.
إثبتن لهما أنكن بارعات فى تخصصاتكن وفى دراستكن وفى إتقان أى عمل تشتركن فيه، إجعلن لكن بصمة مميزة وفريدة فى أمور لا يبرع بها الذكور أو تخطين فيها براعة الذكور وتغلبن عليهم.
لا تجعلن الأمر حربٱ تستهلك طاقتكن وأوقاتكن التى ستكون دراستكن أو عملكن أولى بهما.
وانسين الأمر تمامٱ وتصالحن معه كما نتصالح جميعنا مع الأذى والسوء الذى يملأ العالم.
إعتبرن أنفسكن أقوى من أى إهانة وأرفع من أى إذلال وأعقل من أى جهل.
أتمنى لكِ النجاح فى الحياة أنت وأخواتك وأتمنى لكِ تجنيب نفسك وأخواتك أى معرقلات عن مستقبلكن وإنجازكن فى الحياة، فهناك الكثير مما ينتظر كل واحدة منكن غدٱ.