أنا رجل فى الخامسة والخمسين من العمر، متزوج منذ عشرون عامٱ كانت حياتنا الزوجية مستقرة جدٱ، إلى أن تغير مكان عملي، وترقيت وانتقلت إلى فرع المصنع الذى أعمل به ولكن فى محافظة نائية.
وبعدها بدأ الهرج والفوضى يغزوان أسرتنا الصغيرة، ويهددان إستقرارنا ويوتر أعصابي، ويؤثر على عملي، فبعد استقراري أغلب أيام الأسبوع فى هذه المحافظة النائية، أصبحت لا آتي إلى البيت إلا كل
أسبوع صباح الجمعة وأعود مساء السبت، ولا أدرى شيئٱ عن البيت إلا فى هذين اليومين.
ولكن بعض أخوتى وهم يسكنون معنا فى نفس العقار، أخبرونى عدة مرات، أن زوجتى تخونني فى غيابى في بيتي، منهم من قال فى غياب الأولاد ومنهم من قال أنها لا تعبأ بهم حتى، وتخونني فى وجودهم.
وقد حاولت التأكد بمراقبتها وتسليط أولادي لمراقبتها ولكنى لم أتأكد بعد، ويجن جنوني؛ هل أطلقها الآن أم أنتظر إلى أن أتأكد، ولكنى لا أطيق النظر إلى وجهها أو الحديث معها، فى هذا الأمر ولا فى غيره.
صديقى العزيز:
هل تصدق أن امرأة تخون زوجها فى بيت الزوجية فى عقار يضم أهل زوجها وأخوته وفي وجود أولادها ؟؟؟
هل تصدق أنها تخونك لمجرد ( إن واحد ولا اتنين ولا تلاتة) قالوا لك إن زوجتك تخونك، فتراقبها وتسلط أولادها عليها ولا تطيق النظر فى وجهها وتفكر فى طلاق سريع، وأنت لم تتأكد وحتى لم تفاتحها فى الأمر ؟؟؟
ألم تشك فيمن أخبرك للحظة واحدة أنه كاذب، مثلما صدقت أنها خائنة بهذه السهولة والسرعة؟
ألم يأتِ فى ذهنك أن الزوجة التى استقرت معك عشرين عامٱ، ليس من السهل عليها الخيانة بهذه السرعة والسلاسة؟
صديقي الرجل سئ التقدير؛ يبدو أن هناك من يعمل على إفساد علاقتك بزوجتك لسبب يعلمه هو والله.
إن كنت مصرٱ على الشك والمراقبة والبحث عن ثغرة تطلقها بسببها، فسيكون مكسبٱ لها، لأنك لا تستحقها.
حاول أن تبحث وتنقب عن آثار خيانة ولن تجد.
ولكن ماذا ستفعل حينها، هل ستحاسب من اتهمها فى شرفها واخلاقها وعرضها ؟؟؟؟
أبدٱ، بل ستصمت على الأمر وتتعامل مع الكاذب كأنه لم يكذب ولم يسعَ لإفساد حياتك، أما هى فهى ( الحيطة المايلة ) التى تبخسها أنت حقها فى رد الاعتبار وفى التقدير لمجرد شكوك مبنية على ( كلمتين رغي على الكنبة).
إن طلقتها ستكون أنت الخاسر وهى الفائزة، وأنصحك أن تراجع نفسك وبصيرتك وحكمك على الأمور وعلى الناس القريبة منك والبعيدة، لأنك فى حاجة ملحة إلى هذه المراجعة.
مرتبط
زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع