الفارابى وفلسفة الجمال
إنفرد العرب بميزة لم تتوفر في غيرهم وأن نهضتهم إقترنت برسالة دينية خصهم الله بها, فقد كانت هذه الرسالة تعبيرٱ عن النهضة فالإسلام هو بحق خير مفصح عن يقظة العرب ونهضتهم.
ولهذا فإن الدين الأسلامي هيأ للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم, الظروف المواتية للانتصار ونشر الدعوة الأسلامية بين جميع قبائل العرب في الجزيرة العربية وخارجها.
وامتد الأسلام إلى مناطق شاسعة في العالم ,فالأسلام كان مبعث نهضة فكرية وفلسفية واجتماعية و وشاركت في تجربة البشر الفلسفية والحضارية مشاركة ذات أبعاد إيجابية فعالة ساهمت في تطور الأنسانية في الشرق والغرب فصار نتاجها جزءٱ أساسي من تراث النمو العقلي والعاطفي في عموم الإنسانية والإسلام إعتنقته أمم عريقة عرفت حضارات شتى وثقافات متنوعة.
فقد إتصل الإسلام بهذه الأمم واتصلت به وأخذ منها وأعطاها ,تعرف على حضارة الهند وفلسفة اليونان ,ومذهب التصوف ,وإختلط بأقوام ونتج عن ذلك كله مزاج فكري وفلسفي واجتماعي وروحي واقتصادي ,أعطى الحضارة العربية الأسلامية طابعها المميز.
وقد كان للتقارب العربي الإغريقي أثر كبير في البناء الفلسفي الذي أنتجه العرب المسلمون وتبلورت في افكارهم وفلسفتهم وآذانهم وقاموا بصياغة فلسفتهم بعقلية عربية وأسلامية.
فقد كانت فلسفة الفارابي الجمالية فقد حاول الفارابي الجمع بين فلسفة افلاطون وأرسطو ,فقد كان لهما تأثيرا كبيرا في نظريته الجمالية.
فمزج بنزعة رومانسية صوفية تحمل في طياتها الروح الشرقية الأسلامية مابين الفلسفة الجمالية عند كل من افلاطون وارسطو.
وهذا واضح في (كتابه الموسيقي الكبير ),والتوفيق بين الدين والفلسفة فقد كان الجمال بالنسبة للفارابي هو تحقيق القيم الخيرة في الأشياء الجميلة من خلال بنائها وترتيبها ,وقد أعد الفن صفة حسية أساسها التجريب والفنان عند الفارابي يستطيع التقرب من العقل الفعال عن طريق نسكه وتنقية نفسه من شوائب المادة, والعملية الإبداعية عند الفارابي عملية انسانية بفعل بناء الفنان الشخصي وامكانيته الفكرية وهي نتاج خلاق يمكن ان يضفي على جماليات الطبيعة جمالا أكبر .
أما الفيلسوف العربي ابن سينا فكانت فلسفته عقلية في أصولها ,صوفية في ألفاظها وتعابيرها وتوفقية في غاياتها وأهدافها ,وقد اكد على المعرفة ,وقسم المعرفة حسب مستواها وتقوم دراسته النفسية على منهجين هما المنهج التحليلي والمنهج التركيبي.
وقسم الوظائف النفسية إلى ثلاث أقسام ,النفس النباتية ,والنفس الحيوانية ,والنفس الأنسانية ,وأكد على الوهم والقوة الوهمية ,وأكد على الغرائز.
أما الكندي يقول أن الروائح موسيقى صامتة فهناك روائح الشجاعة وأريج عن المعاناة وأريج عن الكبرياء.
ومن أهم خصائص الفلسفة العربية الأسلامية هي إنبثاقها من البيئة العربية الإسلامية فقد أثارتها العقيدة والتعاليم الأسلامية بعد تفاعلها مع ثقافة المجتمع العربي وعقائده وإرثه الحضاري