الأسرةالتربيةمقالات نورا عبد الفتاح

18+

عندما تضاف 18+ على أى منتج إعلامى؛ فيلم أو مسلسل أو كتاب أو مقاطع مصورة، يعلم الجميع أن محتواها إما جنسيٱ وإما عنفٱ أو متطرفٱ دينيٱ أو فكريٱ.

وفى كثير من الأحيان يبحث عنها البعض على وجه الخصوص للحصول على جرعته من المحتوى الغير سوى الذى يلهث خلفه؛ جنسيٱ كان أو متطرفٱ.

وكأن سيطرة الجنس والتطرف والشطط الفكرى وظيفة كل من تخطى الثامنة عشرة وأصبح من حقه البحث فى هذه السبل وحلال عليه.

فالكثيرون يعتادون على مثل هذه المواد الإعلامية المليئة بمشاهد الجنس أو العنف والقتل والتعذيب أو التطرف الدينى أو أى سلبيات، كاعتيادهم شرب الماء أو التنفس، لا يشعرون تجاهها بأى مشاعر، فهم لا يخافون ذنب مشاهدة أفلام إباحية أو مشاهدة أناس يعذبون آخرون أو يحرقون أطفالٱ أو يقطًعون أجسادٱ، ( عادى كدا ).

متصورون أنهم لا يتأثرون بهذه المواد، وأنهم أقوى من أن يتأثروا بها، ولكنهم لا يعلمون أن من يشاهد أفلام إباحية ولا يخاف الجزاء الذى ينتظره، والذى يشاهد مقاطع تعذيب أناس أو حرق آخرون أو إيذاء آخرين ولا يتأثر، فهو معدوم الإحساس والإنسانية وليبشر بمستقبله الملئ بالعنف والإيذاء عليه وعلى من حوله.

هذه المحتويات مؤذية لأى إنسان سوى حتى لو كان فى سن التسعين.

حرى بنا أن نصنف المواد الإعلامية من محتويات مقروءة أو مسموعة أو مرئية لما هم 18+
للموضوعات الراقية السامية بالذوق والعقل، التى لا يدركها إلا ذو العقل الراجح الذى تخطى الثامنة عشرة، المحتوى الرفيع الذى لا يفهمه الأطفال، محتوى يناسب إنسان يخطط لمستقبله، يخشى عواقب أفعاله، يتحمل المسئولية، محتوى للعاقلين والحكماء، وليس لمدمنى الإنحراف وإدمان كل ما هو مؤذِ.

ماذا لو جعلنا القاعدة أن محتوى البالغين ( 18+) محتوى لمن يبنون مستقبل بلادهم، يعرفون ماذا سيقولون حين يسألهم الله : فيم أفنوا شبابهم ؟

وماذا لو إستبدلنا عبارة محتوى البالغين ( 18+) بعبارة محتوى مدمنى الجنس أو محبى حرق الأطفال وتعذيب الآخرين، حتى نسمى كل شئ بمسماه الحقيقى.

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع