إفشاء الأسرار
الأسرار من الأمانات ، وهي كذلك من العهود التي يجب الحفاظ عليها ، ويجب التغليظ على من يفشونها ، فيخونون الأمانة ، وينقضون العهد ، وتعزير من يستحق التعزير منهم .
قال تعالى : ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا ) الإسراء / 34 ، وقال : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) النساء / 58 .
وإذا كان الحفاظ على السر واجبا فإن إفشاء السر حرام .
وقد أسرَّ النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وحفصة بحديث وائتمنهما عليه ، فأظهرتا سرَّه صلى الله عليه وسلم ، فعاتبهما الله تعالى على ذلك .
قال تعالى : وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) التحريم / 3 .
كلا الزوجين مطالب بكتمان أسرار شريكه وبيته، وهذا أدب عام حث عليه الإسلام ورغب فيه سواء كانت خاصة بالعلاقات الزوجية أو بمشكلات البيت، فخروج المشكلة خارج البيت يعني استقرارها، واشتعال نارها، خصوصا إذا نقلت إلى أهل أحد الزوجين، حيث لا يكون الحكم عادلا، لأنهم يسمعون من طرف واحد، وقد تأخذهم الحمية تجاه ابنهم أو ابنتهم.
إفشاء الأسرار الخاصة يهز الثقة ويولد الشك ويدمر العلاقة الزوجية. ويمكن تعريف الأسرار الأسرية بأنها: “جميع الأحداث والأحوال وما يصاحبها من أقوال وأفعال داخل الأسرة التي لا يرغب أحد أفراد الأسرة أن يعرفها غير أسرته”. فقد وُصف من يفشي أسراره بأنه ضيق الصدر قليل الصبر.
ومن أسباب إفشاء الأسرار الزوجية عدم قدرة أحدهما على الصبر لما يعانيه من مشكلات وأزمات في أسرته، مما يدفعه إلى إفشائه إما بحثا عن علاج أو تخفيفا من ألم الكتمان.
قلة العقل والدين، فالعقل السليم يمنع الإنسان من التحدث عن أي حديث يجلب له الضرر، ولا دين يردعه عن كل قول وفعل لا يرضاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
كثرة الاختلاط بالآخرين، فعندما تجلس الزوجة أو الزوجان مع آخرين فترات طويلة فيتحدث كل عن حياته وأسرته.