الروح وعلومهاتنمية بشرية

ما مقدار قوتك النفسية ؟

يهتم كلٌّ من علماء النفس وعلماء الاجتماع بالفرد في المجتمعات الحديثة ودوره في النهوض بالمجتمع وتطويره، ومع تزايد الضغوط التي تدفع بالإنسان إلى الإصابة بمشكلات نفسية كبيرة كالقلق والاكتئاب المرضي، فإنّ دِراسة قوة الإنسان النفسية والعوامل المؤثرة فيها سلباً وإيجاباً يعدّ من أهم مجالات الدراسات النفسية الحديثة، إلى جانب اهتمام متخصصي التنمية البشرية بالقوّة النفسية للفرد لمُساعدته في زيادة معدلات الإنتاج والوصول للنجاحات المجتمعية التي ينشدها.

وتنعكس قوّة الفرد النفسية على التعاملات اليومية وإدارة الأزمات بصورة عقلانية وسليمة، ومع ازدياد قوة التحمل النفسية فإنه يصبح عنصراً فاعلاً في المجتمع بصورة أكبر.


  والتحمّل النفسي هُو قدرة الفرد على تحمّل ومواجهة قدرٍ عالٍ من الضغوط دون أن يُصاب بأعراضٍ نفسيّةٍ أو بدنيّةٍ سلبيّةٍ، كما تختلف قوّة التحمّل النفسيّ من فرد إلى آخر وفقاً لعدة عوامل تنبع من شخصية الفرد، وتتمثّل تلك العوامل في قوّة السيطرة على اختيار البدائل المناسبة لحلّ المشكلات المُختلفة مع الثقة الذاتيّة في القدرة على امتلاك مهارات التعامل اللّازمة لمواجهة الضغوط وعدم الاستسلام.

كذلك وجود صفتي الالتزام والتحدّي لدى الفرد وتمسّكه بمواجهة المُشكلات والوصول إلى الغايات التي ينشدها، وتحمّل الإحباطات المُختلفة التي تنتج عن الفشل.

وعن كيفية زيادة قوّة التحمّل النفسي فمن أفضل الطرق لزيادة قوة التحمل النفسي:

تدريب النفس على الصبر والثقة في الذات، وذلك بالترفّع عن الأمور الصغيرة وتجاوزها بصدق، ويتطلّب ذلك الأمر قدراً كبيراً من الشجاعة والتحكم في الذات، ومع النجاحات المتكرّرة في هذا الإطار تزداد قوّة التحمّل النفسيّة لدى الفرد تلقائياً ويصبح غير عابئٍ بالتصرّفات التي قد تصدر من الآخرين وتسبّب الغضب في الحالات العادية.

ويترافق ذلك مع الاعتماد على المبادئ الحسنة والأخلاق الحميدة كأسلوب حياةٍ في التعامل مع الآخرين.

ويتساوى في ذلك أفراد الأسرة وزملاء العمل والغرباء في المجتمع.

الواقعيّة: هي من أهمّ عناصر النجاح في زيادة قوّة التحمّل النفسيّ، فعندما يبدأ الإنسان في التطلّع نحو المستقبل يترك لخياله العنان في الوصول إلى درجاتٍ كبيرةٍ من النجاح، ويتبع ذلك مواجهة الواقع بكافّه عوائقه ومشكلاته التي تؤخر تلك النجاحات.

وهو الأمر الذي يُسبّب الإحباط والاضطراب نتيجة الاصطدام بمواقف غير محسوبة، ولكن في حالة النظر للإمكانات الذاتيّة والمهارات بموضوعيّة والعمل على تطوير تلك الإمكانات سيكون من المنطقيّ في تلك الحالة الوصول إلى الأهداف المتوسطة التي لا يكون مبالغاً فيها، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الفشل في المحاولة لا يعني الفشل للأبد إلا في حالة التوقف عن المحاولة.


وتمثل قوة النفس محطة الدعم، والإمدادات التي يقابل بها الإنسان العقبات التي يواجهها في حياته، وتتمثل في الكثير من المميزات، وتتضمن: المزاج الإيجابي، والنزاهة، والسلام الداخلي، والحس السليم، وحدد الباحثون نقاط قوة أخرى، مثل: التراحم، والتعلق بالأمور الجيدة، مثل: الأمن والتفاؤل، ووجود الذكاء العاطفي، والمرونة، والقدرة على التنظيم الذاتي، بالإضافة للرضا واحترام الذات، وغيرها من الأمور الإيجابية، وتكون نقاط القوة هذه مصدراً دائماً لدى الشخص للعمل بفعالية في حياته، ومصدراً دائماً للراحة لديه.

يبدأ اكتساب قوة النفس الداخلية من خلال وجود قوة التحمل الداخلية، والتي تمثل القوة الدافعة لتحدي الإنسان لذاته كي يحقق كل ما يرجوه في الحياة، والتي تظهر عند القيام بكل خطوة، مثل: الرغبة في إنجاز شيء ما، أو الإقلاع عن شيء آخر، وعند مواجهة التعب، والألم، والخوف والضغوط..إلى آخره.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع