النحل يسْكَر ويُعاقب على سُكْره
لم يخلق الله جل جلاله مخلوقاً صغيراً كان أم كبيراً إلّا وهداه لسبل عيشه، وزرع في فطرته ما يمكنه من التعايش والقيام بأعماله اليومية دون تعليم أو تدريب، ويصل إبداعه جل جلاله إلى أبسط مخلوقاته وأصغرها.
ومن هذه المخلوقات النحل الذي يتبع نظاماً تعايشياً مدهشاً ومنظماً بصورة تذهل العقول؛ ففي كل يوم يكتشف العلماء شيئا جديداً في سلوكه، متعجبين من علم النحل وسلوكه هذا! {ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ً…69} النحل.
من عجائب و غرائب النحل ظاهرة سماها العلماء ” ظاهرة شرب الخمر عند النحل “، فبعض النحل يتناول أثناء رحلاته بعض المواد المخدرة مثل الايثانول و هي مادة تنتج عن تخمر بعض الثمار في الطبيعة فتأتي النحلة و تلعق بعضٱ من هذه المواد فتصبح “سكرى” تماماً مثل البشر! و من الممكن أن يدوم مفعول هذه المادة المسكرة لمدة 48 ساعة.
وتظهر عليها أعراض سُكْر تشبه تمامٱ الأعراض التي تظهر على الانسان عند تعاطيه المسكرات، إذ لاحظ العلماء أن النحل السكران يصبح عدوانيا و مؤذيا لأنها تفسد العسل و ذلك بإفراغه هذه المواد المخدرة داخله، مما يؤدي إلى تلفه!
لكن الله سبحانه و تعالى وصف العسل بأنه شفاء للناس، و ذلك في الآية 69 من سورة النحل: {ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
النحلة التي تسكر سيئة السمعة ومرفوضة و يتم جلدها و إبعادها.
تابع العلماء و راقبوا على مدى ثلاثين سنة سلوك النحل عن قرب، فلاحظوا أن في كل خلية نحل هناك نحلات مزودة بجهاز يشبه الحساسات أو اجهزة الإنذار، يستطيع تحسس النحل السكران، فتقوم بمقاتلته و إبعاده عن الخلية.
حتى إذا أفاقت من سكرتها و استعادت وعيها و تأكدت النحلات المدافعة من ان تأثيرها المؤذي قد زال، يسمح لها حينئذٍ بالدخول إلى الخلية، و إن أعادت الكرة، فإن المدافعات سيقومون بكسر أرجلها لمنعها من تعاطي المسكرات.
كما ترون في هذا الفيديو الذي يوضح كيف تتم معاقبتها من قبل النحلات الموكلة من الله، للدفاع عن الخلية.