أشكو زوجتى لأصدقائى، فإذا بهم ينبهرون بها.
الحقيقة أننى كنت أشكو زوجتى لكثيرين من أصدقائى وأصفها بصفات سيئة وكريهة، كنت أراها وأتصور أنها تعيبها بالفعل.
كنت أشكوها لأصدقاء لم يعرفوها شخصيٱ ولم يروها قط، ولم يجتمعوا معها فى مكان، فهم لم يسمعوا عنها وعن صفاتها إلا من خلال شكواى وحكاياتى.
ولكن شاءت الظروف وبعد مرور فترات طويلة وأنا أشكوها وأشكوها، أن تجتمع زوجتى بهم وبزوجاتهم ونتقابل معهم لعدة مرات، وإذا بهم يجدون ويصرحون بشكل مباشر أحيانٱ وغير مباشر أحيانٱ، أنها ممتازة ومثالية وخلوقة وذكية بالأدلة الواقعية وأن شكواى منها ظلمٱ وبهتانٱ، وكأنها أصبحت فتاة أحلام كل أصدقائي حتى بعد كل الشكوى التى حكيتها عنها من قبل.
هل يمكن أن أكون أخطأت بقص حكاياتى على أصدقائى، أم أننى من حقى أن أفضفض مثل كل البشر ؟
وهل أترك الأمر هكذا، أم أبعد زوجتى عنهم لئلا يطمعون فيها ؟
أم أقطع علاقتى بهم وأبحث عن أصدقاء جدد، وأحترس فى شأن إظهارها أمامهم ؟
صديقى الحائر :
لقد جلبت الحيرة لنفسك بسوء إختيارك لطريق الشكوى وإفشاء أسرار بيتك وزوجتك، والذى يبدو لى أنه كان إختلاقٱ منك وليس له أساس من تصرفات زوجتك.
فأنت فضلت تشويه صورتها وإطمأننت إلى أن هذه الصورة السيئة ستمنعهم عنها، أو تضمن لك كراهيتهم لها فيرتاح بالك ولا تقلق بشأن الغيرة عليها منهم.
ولكنك لكذبك الكبير إتضحت الحقيقة لأصدقائك وظهرت كياستها وطيبتها، فحطمت هذا النبذ والنفور الذى بنيته فى قلوبهم تجاهها، وإذا بهم يتهافتون عليها.
وأنت بكل سوء التقدير حصرت نفسك فى ثلاث إختيارات تنم عن تشوش فى إدراكك كما التشوش الأول فى فضح أسرار بيتك وزوجتك.
فقررت الاختيار بين أن تترك أصدقائك يصرحون بإعجابهم بزوجتك، وهذا ما لا أظن أنك ستحتمله، لا سيما بعد أن أدركت قيمتها فجأة.
أو أن تكتم أنفاسها وتخفيها عن الناس حتى يطمئن قلبك، ( وطز فيها ).
وإما أن تقطع علاقتك بأصدقائك بهذه السهولة، كما فرطت فى أسرار زوجتك بمنتهى السهولة، وكأنك تجد الأصدقاء على الرصيف.
صديقى العزيز ؛ أصدقائك عندما يثنون على أخلاق زوجتك أو طيبتها فهذا ليس مبررٱ لإخفائها عن البشر وليس مبررٱ لوصم أصدقائك بالعار والإنحراف وإستبدالهم بأصدقاء جدد كأنهم أحذية.
كما أنك لابد لك وأن تدفع ثمن تشويه صورتها ظلمٱ وعدوانٱ من أعصابك وتفكيرك، وتطلب منها العفو ولو بشكل غير مباشر.
لفت نظرى قولك أنك تريد إستبدال أصدقائك وتحتاط فى أمر إجتماعهم بها، ولم تذكر أنك ستحتاط فى أمر الإفتراء عليها وإفشاء أسرارها بدون جريرة، لأنه من الواضح أن شكواك محض إفتراء.
إفشاء الأسرار ليس فضفضة وليست من حقك، فمادامت هى طرف فى هذه الأسرار فمن حقها أن تظل هذه الأسرار أسرارٱ وليس حديثٱ وحوارٱ مع أصدقائك الذين يبدو أن عددهم ليس واحد أو إثنين بل كثيرون.
إستمر فى حياتك مع زوجتك وأصدقائك، وتوقف فورٱ عن أمر الفضفضة هذا، الذى يخلق العقبات، خاصة إذا كانت قصص وهمية كما يبدو أنك كنت تفعل.
إن كان أصدقائك يرونها مثالية وخلوقة وذكية، إذٱ مم كنت تشكو ؟؟؟