معارف عامة

ما هو العلم

يعتبر العلم هو دراسة العالم المادي والطبيعي ، ويتم ذلك من خلال الملاحظات، والتجارب التي تتم من حولنا في كل مكان؛ فالبحث والقراءة عن أي موضوع من الموضوعات يُعد علم، الهواء الذي نتنفسه هو علم أيضاً، الطعام الذي نتناوله ونستمتع به، والماء الذي نشربه والملابس التي نرتديها كل ذلك يستند في النهاية إلى العلم؛ فنجد العلم في كل مكان وهو أحد أهم مواضيع الدراسة في عالمنا، وتتعدد موضوعات العلم وتتنوع.

مصطلح العلم يأتي من الكلمة اللاتينية ” علم ” والتي تعني المعرفة؛ فهو يعتبر عمل فكري يقوم به الإنسان، وذلك من أجل اكتشاف كل ما هو جديد في الكون من حوله، ومعرفة الطرق التي من خلالها يمكن تنظيم كل ما يتعلمه ، ويتوصل إليه في أشكال ذات معنى، ويرجع الهدف الأساسي للعلم ، ومعناه هو جمع الحقائق، والمعلومات، وغرضه البسيط هو التمييز بين الترتيب الموجود بين تلك المعلومات المختلفة، وبعضها البعض؛ فالعلم هو التحقيق المنظم والمنهجي في الكون الطبيعي؛ فدائماً يدور العلم حول أهمية اكتساب الفهم الصحيح والمفيد للكون والتعمق في ذلك.

فيُعرف العلم بأنه الهيكل المادي المنظم الذي يُمثل جسم المعرفة، التي تستمد من الإشعارات والتي يمكننا اختبارها، أو التحقق منها عن طريق مزيد من الأبحاث؛ فالعلم هو مراقبة منتظمة للأحداث، والظروف من أجل معرفة الحقائق التي تتعلق بتلك الأحداث ، والعمل على تطوير القوانين، والقواعد استناداً لتلك المعلومات المتاحة.


ويساعد العلم على اكتشاف العديد من العلاجات للكثير من الأمراض مثل الإيدز والسرطان، فهو يعتبر نقل المعرفة من جيل إلى جيل آخر ؛ وبالتالي يمكننا بناء معرفتنا الأساسية لحل المشكلات المعقدة والمتزايدة المتعلقة بإنتاجيتنا، ووجودنا، وسعادتنا؛ فيعمل العلم على مساعدتنا في إجراء أبحاث حول الكائنات الحية وغير الحية؛ فهو الإجابة على كل الشكوك التي من حولنا ، ولا يشجع العلم أبداً على العنف ، ولكنه يعلمنا الحقائق.


ويعتبر الهدف الأول والأساسي للعلم هو الوصف، ويتم تحقيق ذلك الهدف عن طريق عمل بعض الملاحظات الدقيقة، مثال على ذلك لفهم أفضل للحالات الطبية التي يستخدمها مرضى الماريجوانا، في تلك الحالة يجب التوصل إلى السجلات في العديد من مراكز ترخيص الماريجوانا الطبية ، وذلك من أجل معرفة الشروط التي يحصل عليها الأشخاص لاستخدام الماريجوانا الطبية، أو من الممكن عمل مسح لعينة كبيرة من مرضى الماريجوانا الطبية ، ومعرفة الحالات الطبية التي يستخدمون الماريجوانا لعلاجها أو إداراتها وذلك من خلال المرضى نفسهم.

يُعد الهدف الثاني للعلم هو التنبؤ، عند ملاحظة ارتباط سلوكين، أو حدثين بشكل منهجي ومنظم ببعضهم البعض؛ فنستطيع استخدام المعلومات التي لدينا للتنبؤ بما إذا كان حدث، أو سلوك سوف يحدث في موقف معين؛ فعلى سبيل المثال عند معرفة أن معظم مرضى الماريجوانا يستخدمونها في علاج الألم ؛ فيمكن التنبؤ بناءاً على تلك المعلومات بأن الشخص الذي يستخدم الماريجوانا الطبية من المحتمل أن يعاني من الألم؛ فذلك لا يعني أن تلك التنبؤات لابد أن تكن دقيقة بنسبة 100% ، ولكن سوف تكون هذه التنبؤات أكبر من دقة الصدفة، إذا كانت العلاقة بين استخدام الماريجوانا الطبية والألم علاقة قوية.

يأتي الهدف الثالث للعلم في صورة الشرح ، والذي يتضمن تحديد أسباب السلوك ؛ فعلى سبيل المثال قد يعمل الباحثون جاهدين من أجل فهم الآليات التي من خلالها تقلل الماريجوانا من الألم؛ فيبدأ الباحثون بطرح الأسئلة للتوصل إلى شرح لها وتفسير، ومعرفة الآليات الأساسية والعلاقات السببية، وتتمثل هذه الأسئلة في هل تقلل الماريجوانا من الالتهاب مما يقلل بدوره من الألم ؟

أو طرح سؤال آخر مثل هل تعمل الماريجوانا على التقليل من الضيق المرتبط بالألم بدلاً من تقليل الألم نفسه ؟

والعديد من الأسئلة الأخرى التي يقوم بطرحها الباحثون، ووضع التفسيرات، والإجابات المنطقية لها للتوصل لشرح مفسر ومرضي لهم.


ونجد دائماً أن النظام التعليمي يركز على تعليم العلوم ، والتكنولوجيا ، والهندسة ، والرياضيات على مستوى المدارس المتوسطة والثانوية، وقد يعتقد العديد من المعلمين أن تعليم العلوم، لابد أن يبدأ قبل ذلك بكثير؛ فهو يعمل بدوره على تعليم الصغار مهارات حل المشكلات، والتفكير النقدي البناء الذي يساعدهم طوال فترة تعليمهم؛ فيُعد تعليم العلوم من أهم المواد في المدرسة، وذلك نظراً لارتباطه بحياة الطالب، ومهارات حل المشكلات والمهارات العديدة الآخرى القابلة للتطبيق عالمياً التي يستخدمها الطالب، ويقوم بتطويرها، والتي تسمح له بتوليد الأفكار ، وموازنة القرارات بذكاء ، وحكمة ، وفهم الأدلة التي تكمن وراء صنع السياسة العامة.

ومن الجدير بالذكر أننا محاطون بالتكنولوجيا ومنتجات العلم الحديثة من حولنا ، ونشاهدها بشكل يومي؛ فتستند قرارات السياسات العامة التي تؤثر على كل جوانب حياتنا إلى أدلة علمية، ونجد أن العالم الطبيعي الذي يحيط بنا شديد التعقيد، وبه العديد من المفاهيم العلمية التي لا حصر لها، ومع نمو الأطفال في عالم التكنولوجيا الحديثة، والتطور العلمي؛ فيجب أن يكونوا متعلمين بشكل جيد، ومتقدم لمواكبة هذه التكنولوجيا، ولتحقيق النجاح المطلوب.


فالعلم يعتبر الأداة الحاسمة للتنقل بنجاح في عالمنا المعقد؛ فبدون البحث العلمي سنضطر إلى الاعتماد فقط على الحدس وسلطة الآخرين والحظ الأعمى، ونجد أن التاريخ به العديد من الأمثلة عن مدى الأخطاء التي نرتكبها عندما نفشل في إدراك الحاجة إلى الأدلة في دعم الادعاءات؛ فمن خلال البحث العلمي المنهجي يمكننا التخلص من الخرافات المسبقة، واكتساب الفهم الموضوعي المنظم لأنفسنا ولعالمنا.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع