الصحةتنمية بشريةعلم نفس

هل يمكن السيطرة على المخاوف

الخوف هو أحد أقوى المشاعر التي لها تأثير قوي على العقل والجسم وهو شعور غريزي خُلق مع الإنسان لكي يبقى على قيد الحياة، فقد احتاج البشر الأوائل إلى الاستجابات السريعة والقوية التي يسببها الخوف لأنهم كانوا غالبًا في حالات الخطر البدني؛ وهو يعبر عن نفسه بإشارات قوية للاستجابة عندما نكون في حالات الطوارئ كخوفنا من الثعابين أو المرتفعات وهذا ما يبقينا في مأمن.

لم نعد نواجه نفس التهديدات في الحياة المعاصرة ولكن بقي له نفس التأثير علينا، فعند خوفنا من الفشل مثلا يعمل الخوف على تحفيزنا للقيام بعمل جيد حتى لا نفشل، ولكن يمكن أن يمنعنا أيضًا من الأداء الجيد إذا كان الشعور قويًا جدًا.

يمكن أن نشعر بالخوف أيضًا عندما نواجه أحداثًا غير خطرة مثل الامتحانات أو وظيفة جديدة، إنها استجابة طبيعية لتهديد يمكن أن يكون محسوسًا أو حقيقيًا، أما القلق فهو نوع من أنواع الخوف التي عادة ما تكون متعلقة بفكر التهديد أو حدوث خطأ ما في المستقبل وليس الآن.

قد يستمر الخوف والقلق لمدة قصيرة ثم يزولان وقد يدوما لفترة أطول فيسيطرا على حياتنا مما يؤثر على قدرتنا على تناول الطعام أو النوم أو التركيز أو السفر أو الاستمتاع بالحياة أو حتى مغادرة المنزل أو الذهاب إلى العمل أو المدرسة، قد يعيقنا ذلك عن القيام بالأشياء التي نريدها أو نحتاج إلى القيام بها، كما أنه يؤثر على صحتنا، وفي قراراتنا في الحياة ويمنعنا من اتخاذ أي إجراء للنجاح وهنا يجب محاربته والتغلب عليه.

وللتغلب على الخوف في حياتك حاول إتباع الآتى :.

1.إدراك أنه لا يمكن القضاء عليه، ولكن يجب إدارته

عندما نخشى الخوف سنركز أكثر على محاولة القضاء عليه بدلاً من محاولة إدارته.

لو تمعّنت قليلا لوجدت أن الأشخاص الناجحين يشعرون بنفس المخاوف التي نشعر بها لكنهم يتصرفون رغم مخاوفهم لأنهم لا يركزون على القضاء على الخوف ولكن يركزون على إدارته لذا تراهم يعملون على الرغم من خوفهم وقلقهم، لهذا يمكنك الإحساس بالخوف ولكن عليك التصرف رغم ذلك.

2.واجه خوفك إذا استطعت

إذا كنت تتجنب دائمًا المواقف التي تخيفك، فقد تتوقف عن فعل الأشياء التي تريدها أو تحتاجها ولهذا لن تكون قادرًا على اختبار ما إذا كان الموقف دائمًا سيئًا كما تتوقع.

لذلك ستضيع فرصة اكتشاف كيفية إدارة مخاوفك وتقليل قلقك، فمشاكل القلق تميل إلى الزيادة إذا دخلت في هذا النمط لذا واجه خوفك و عرِّض نفسك لمخاوفك فهي وسيلة فعّالة للتغلب عليها.

3.اعرف نفسك

الحديث الذاتي هو محادثة داخلية تعطينا في بعض الأحيان رسائل تسبب لنا الشك والخوف ثم نبدأ في سؤال أنفسنا عما ينبغي فعله وماهو الوقت المناسب و ماذا لو كان هذا وماذا لو كان ذلك…، وبدلاً من التقدم في الأمر، نبقي على الوضع الراهن ولا نفعل أي شيء، هنا منعنا الخوف من اتخاذ القرار الصحيح؛ لذا قم بتحسين مستوى وعيك فيما يتعلق بالتحدث مع النفس.

في اللحظة التي يخبرك فيها صوتك الداخلي بأشياء تخيفك توقف واسأل نفسك، ما الذي أخشاه حقًا؟ ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ هل أنا واقعي أم الخوف يحكمني؟

حاول معرفة المزيد عن خوفك أو قلقك، ضع أهداف صغيرة قابلة للتحقيق لمواجهة مخاوفك، اعرف الأشياء التي تساعدك عندما تكون خائفًا أو قلقًا هذا يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لمعالجة المعتقدات الأساسية التي تقف وراء قلقك.

4.فهم الخوف

الخوف موجود ليبقينا آمنين ونحن لا نستطيع الحكم عليه أنه سيئ أو جيد بطبيعته، ولكنه أداة يمكن أن نستخدمها لاتخاذ قرارات أفضل، فالخوف ليس مصممًا لإبقاءنا جامدين وغير نشيطين ولكن لمساعدتنا في التصرف بطرق تولد النتائج التي نحتاجها ونريدها، لذا احتضن الخوف كإرشادات لتوجيه أفعالك لكن لا تدعه يتحكم فيها.

5.حدد خوفك

لا تدع الخوف يسيطر عليك، حدد ما الذي تخاف منه فبمجرد تحديده ستصبح في وضع أفضل لاتخاذ الخطوة التالية، فمثلا إذا كنت ستترك عملك، فكر ما الذي تخشاه ، هل هي حقيقة أنك لن تجد وظيفة أخرى؟ أم أنها مجرد ذريعة لعدم البحث عن وظيفة جديدة، حدد ما يخيفك وبناءا على ذلك اتخذ القرار و جِد الحلول.

6.اعد خطة عمل لإدارة خوفك

إذا كنت تشعر بالخوف سواءا كان مبررا أو غير مبرر قبل الانزعاج والتصرف برغم الخوف قم بعمل طارئ في تخطيطك للأشياء العملية التي تقلقك وتقبل أي شعور سيء قد يواجهك حتى تكون قادرًا على التصرف على الرغم من هذا الخوف،  سيساعدك هذا كثيرا في التغلب عليه.

7.اتخذ إجراءات لمعرفة المزيد عن نفسك

في كثير من الأحيان عندما نشعر بالخوف نجعل المشاكل أكبر بكثير مما هي عليه بالفعل، ننسى أيضًا أن قرارات الحياة تتعلق أحيانًا بالتعلم والتحسين، حيث أننا قد لا نحصل دائمًا على الأمور في نصابها الصحيح في المرة الأولى لذا قم فقط باتخاذ الإجراءات اللازمة في مساعيك وكن مستعدًا.

إن ما نخشاه وكيف نتصرف عندما نخاف من شيء يمكن أن يختلف من شخص لآخر ما عليك سوى معرفة ما الذي يجعلك خائفًا ولماذا، هذه هي الخطوة الأولى لحل مشاكل الخوف التي تسيطر على بعض الناس، احذر أن تدخل في دائرة الذين يشعرون بالخوف ويريدون تجنب المواقف التي تجعلهم خائفين أو قلقين فقد يكون من الصعب كسر هذه الدورة، بدلا من ذلك يمكنك أن تتعلم كيف تشعر بأنك أقل خوفًا وأن تتعامل مع الخوف حتى لا يمنعك ذلك من العيش.

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع