لماذا نهتم بعلم الفيزياء
يُمكن تعريف الفيزياء بأنّها علم طبيعي يعتني بدراسة مجموعة من القوانين العامة والخاصة بالمادة والطاقة في جميع أحوالها وأشكالها، ويهتم أيضاً بدراسة جميع أنواع التفاعلات الكونية.
وهكذا فإنّ علم الفيزياء في غالبية الأوقات والأحيان يعالج الحركة، أي تغير مواضع وأماكن الأجسام بمرور الزمن، وأيضاً بنية أو تركيب الأجسام التي لا يُمكن الاستغناء عنها في الطبيعة، كما يُعالج الظواهر المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالضوء، والصوت، والكهربية، والمغناطيسية، والحرارة وغيرها من الظواهر التي نلاحظها أو لا نلاحظها في هذا الكون.
بشكلٍ عام فإنّ علم الفيزياء يهدف إلى تزويد الإنسان بأفضل وأكثر وأدق المعلومات عن الكون الذي يعيش فيه، بما في ذلك أصغر المكوّنات مثل الذرات وما داخلها من جسيمات دقيقة لا يُمكن رؤيتها بالعين المجردة، وأكبرها مثل الأجرام والمجرات السماوية في الفضاء الكوني.
أسباب دراسة الفيزياء الخصائص لديها القدرة على معالجة ومناقشة الظواهر الفرعية المرتبطة بالظاهرة الأصلية، كما تستطيع التنبؤ بظواهر وأحداث جديدة غير معروفة أو محسوسة بالنسبة للإنسان.
مهما كانت دقتها وقوة معلوماتها إلّا أنّها لا تُمثل الحقيقة النهائية للموضوع الذي ندرسه، ولكن تعتبر نموذجاً مهماً ومفيداً للدراسة الحالية في إطار الظروف والحدود التي نعيشها خلال فترةٍ مؤقتة.
تتميز هذه المادة بالبساطة والترابط والقبول. عند اختلاف نظرية مع نظرية أخرى جديدة أكثر صحة ودقة منها فإنّه يتم استبدال النظريات القديمة بالحديثة بالاعتماد على الدقة وعمق الدراسة والبحث.
الكمال :
عندما نصف مادة الفيزياء بالكمال فإننا لا نعني صفة الكمال المطلق الذي هو من صفات الله عزّ وجلّ، ولكننا نعني أنَّ هذه المادة تحاول الوصول إلى الكمال من خلال الدراسة العميقة لكلّ النظريات الكبيرة والجزئية المرتبطة بها حتّى يتم الوصول إلى مجموعة من القوانين الكاملة للأحداث التي تحدث من حولنا، والوصول إلى هذه الصفة من أهمّ الآمال التي يطمح إليها الباحثون الفيزيائيون، مع أنَّ ذلك قد يكون ضرباً ونوعاً من الخيال.
إرتباطها بالفكر الإنساني :
تحظى الفيزياء بمكانة مميزة في الفكر الإنساني لأنّها تتأثر بفروع المعرفة الإنسانية المختلفة، لذلك كان لها الدور المهم والأثر الحاسم في الحقول المعرفية والعلمية المختلفة، مثل: الرياضيات، والفلسفة، وعلم الأحياء، والكيمياء، وقد أحدثت مجموعة من التطورات في القطاعات الطبية والتقنية، منها:
أدّى التقدم الذي أحدثته في مفهوم الكهرومغناطيسية إلى الانتشار الواسع في استخدام الآلات والأدوات والأجهزة الكهربائية، مثل: الحاسوب والتلفاز.
أدّت تطبيقات الديناميكا الحرارية إلى تطورٍ مذهل في مجال وسائل النقل الحديثة والمحركات.
لعبت ميكانيكا الكم الفيزيائية دوراً مهماً في اختراع المعدات المهمة في دراسة الظواهر الكونية المختلفة، مثل: المجهر الإلكتروني، الأمر الذي أدى إلى دراسة الذرة وظهور عصر الذرة التي تمّ استخدامها في علاج وتشخيص الأمراض السرطانية المختلفة.
وتجدر الاشارة هنا الى الفرق بين الرياضيات والفيزياء برغم من إلتقائهما بشدة في كثير من المشاكل ، الرياضيات ينظر اليها على انها اختراع بشري استلهمه الانسان من قدرته الفطرية لمعالجة الافكار المجردة معالجة دقيقة ، بينما الفيزياء تعنى بالعالم المادي وهو شيء ليس لنا يد على الاطلاق في خلقه أو تكوينه ، ومع ذلك فقد التقى العلمان لحل مشاكل الطبيعة بدقة ونجاح باهرين .
ويمكن القول أن علم الفيزياء يستمد قوته من التجربة ويحتكم اليها ، ولغته في ذلك هى الرياضيات ، أما هدفه فهو بلا شك الوصول الى جوهر الحقيقة ، سواء بالنسبة الى أصغر الاشياء أو أكبرها في هذا الكون.