مقالات نورا عبد الفتاح

أبو العيال

من زمان
واحنا بنصدر فى الافلام فكرة إن الراجل الحر السنجل اللى متفرغ لنفسه وللاهتمام بشكله وشغله؛ أفضل بكتير من الراجل اللى بيطلع موضع سخرية، لما يكون أب وعنده عيال مش عارف ينام منهم ومراته هتولد وهو مش عارف يتصرف وحياته صعبة عموماً علشان مراته بتتحكم فيه وبتمشيه على غير رغبته، لأن رغبته فى الغالب بتجنح إلى التخلى عن المسئوليات ووجع الدماغ.

وصديقه الأعزب عايش مرتاح ومبسوط ومقضيها إنحراف وكل حاجة ماشية على مزاجه ومافيش المسئوليات ووجع الدماغ اللى عند صاحبه المتجوز !

ولحد دلوقتى أغلب الأفلام والمسلسلات بتطلع الراجل المتجوز اللى عنده عيال ومسئولية؛ ده راجل مطحون ومش بيستمتع 7 دقايق فى السنة !

وعندنا بردو نموذج الراجل المتجوز اللى حجم شطارته بتتوقف على درجة تخليه عن مسئولياته والجواز ووجع الدماغ إياه !

وكلما تنصل من مسئولية البيت والأولاد يبقى كدا ده راجل صح وشاطر ومستمتع بحياته وكلما انغمس فى الجواز وتفاصيله؛ يبقى كدا عبيط وساذج وعايز قلمين يفوقوه !

صدق أو لا تصدق إن أنا أكتر راجل بيثير إعجابى وبيبهرنى وبيدخل قلبى فى ثانيتين؛ هو أبو العيال؛ اللى فاهم دوره وبيؤديه باستمتاع ومش شايفه عقاب ولا وجع دماغ؛ شايف إنه هو ومراته وأولاده وبيته كيان واحد، تحت مسئوليته هو فى الأساس، وراضى جداً عن حاله وسعيد بيه. ❤️

حتى لو عنده مشاكل فى شغله أو صحته أو وقته ضيق أو عنده أعذار كتير للتقصير، عمره ما يقصر، وفاهم هو موجود فى الدنيا بيعمل إيه !

فى مرة كنت موجودة فى مكان فيه حمام سباحة وفيه بنت عندها حوالى سنة ونص وولد عنده حوالى خمس سنين، وباباهم معاهم ( بيعلمهم السباحة )، والراجل كان فى منتهى الاندماج والاستمتاع باولاده وبتعليمهم السباحة وبالهزار معاهم، فجأة تليفونه رن، مراته راحت إدته التليفون؛ قال آلو بصوت جاد جداً ومختلف تماماً عن صوته مع أولاده.

المكالمة كانت مليانة عصبية وانفعال وصوت عالى جداً، وماتفقش مع اللى اتصل فى الكلام وقفل السكة فى وشه وحدف التليفون بعيد عن البسين بعصبية ورجع فى لمح البصر يكلم بنته ويقولها قلب بابى حبيبة بابى، وكمل تعليمها السباحة هى واخوها بدون ما يحملهم المشكلة اللى فى شغله واللى كان واضح إن فيها خسارة فلوس كتير ( ملايين ).

الراجل ده كان من ثانيتين بيتخانق على فلوسه المهددة بالضياع، بس استمتاعه باولاده نساه الهم ووجع دماغ الشغل.

لأنه فاهم صح؛ عارف إن وجع الدماغ هو الشغل والراحة هى البيت والاولاد مش العكس، لكن أغلب الرجالة مش هنقول كلهم، لو حصلهم مشكلة فى الشغل حتى لو (بسيطة) بياخدوها حجة علشان يطلعوا ضيقهم على اولادهم وزوجاتهم ومبيلاقوش حل غير انهم يصرخوا ليل ونهار فى وش اولادهم وبعد كدا يخرجوا يتبسطوا برا مع اصحابهم أو صاحباتهم أو يطفشوا من البيت وخلاص، أصلهم يا عينى مضغوطين !!!

على أساس إن اللى عنده مشكلة فى شغله لازم يعمل مشاكل فى بيته كمان وفى بقية جوانب حياته، علشان يبقى جوانب حياته كلها تبوظ مع بعض.

غريب وعجيب أوى الإنسان اللى مش مدرك هو ايه دوره وإيه اللى المفروض يتعمل وإيه اللى لاء، وهل هو ماشى صح ولا عايش زى ما الناس بيعملوا وبيقولوا وخلاص !!!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع