هل هناك علاج بالكتابة
ينصح علماء النفس بكتابة المخاوف والهواجس التي تنتابنا، انطلاقاً من أن الكتابة تسهم بنقل مخاوفنا من العقل إلى الورق، الأمر الذي من شأنه ان يساعد على تجسيد المشاعر والأحاسيس السلبية والعمل على مواجهتها والتغلب عليها. ويؤكد العلماء أن 20 دقيقة في اليوم كافية لاستعادة التوازن النفسي والثقة بالذات.
ثمة مثل روسي يقول “مهما كررت كلمة سكر فلن تشعر بطعم الحلاوة”. لكن الكثيرون منا يلجأون الى تكرار كلمات تحمل معان طيبة، أملاً بتعويض النقص بالإطراء من قبل الآخرين من خلال ما يعرف بالحديث الإيجابي الذاتي، أي حين يوجه الشخص لنفسه عبارات في مديح النفس، مع التركيز على قدراته التي تميزه عمن حوله والمواهب التي يتمتع بها والنتائج التي يمكنه تحقيقها.
لكن العلماء يؤكدون أن هذه الوسيلة تجدي نفعاً في حال كان الشخص على قناعة تامة بما يقول، ولا يكيل عبارات المديح لنفسه كالببغاء الذي يردد كلمات لا يفهم معناها أو مغزاها.
وينصح علماء النفس قبل ممارسة الحديث الإيجابي الذاتي بالعودة إلى أسلوب قديم نسبياً يمنح الإنسان المزيد من الثقة بالنفس، لقي انتشاراً واسعاً لدى الكثيرين في بداية سبعينات القرن المنصرم، وتحديداً الكتابة، او العلاج بالكتابة.
ويؤكد المختصون أن الكتابة تسهم بنقل مخاوفنا من العقل إلى الورق، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على إستعادة التوازن النفسي، ومن ثم التخلص من المخاوف والأحاسيس السلبية التي تنتاب الإنسان.
ويقسم العلماء هذه المخاوف إلى ما نتمكن من الشعور به وتحديده عبر الوعي، وإلى ما يختبئ من مخاوف في اللاوعي، مع الإشارة إلى أن الدماغ يتكون من خلايا إما تكون مشحونة بشحنات سلبية وإما إيجابية، وأنه كلما زاد عدد الخلايا المشحونة بالمعلومات والمشاعر السلبية، فإن ذلك سيؤدي إلى تقليص فرص الدماغ بتقبل ما هو إيجابي، لذلك يجب تفريغ الدماغ من الشحنات السلبية بقدر الإمكان وبانتظام.
ويلفت العلماء إلى أن تفريغ الدماغ من الأفكار السلبية لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة في اليوم، وذلك من خلال تجسيد الهواجس المثيرة للقلق عبر كتابتها على ورقة، مهما بدت بالنسبة للإنسان ثانوية أو حتى سخيفة.
فإذا كان “الكتاب خير جليس” فإن الكتابة جليس لا يقل خيراً كما يؤكد العلماء.
ويلفت المختصون إلى أنه وبعد القيام بهذه الخطوات تزداد ثقة الإنسان بنفسه وبقدراته، خاصة إذا استشعر أن وجوده مهم بالنسبة لشخص ما، وأنه عنصر فعال ومفيد في محيطه، وعمل على تحقيق الرضا الداخلي والنظر للحياة بعين التفائُل.