مقالات نورا عبد الفتاح

طب وبعدين

فى السنوات الأخيرة بقى فيه فكرة شائعة جدا ولا تزال تشيع؛ مفادها إننا نرضى بأقل القليل من كل حاجة ونعمل أقل القليل فى كل حاجة، أو خلينا نقول الحد الأدنى، الحد الأدنى من الأخلاق، الحد الأدنى من إتقان العمل، الحد الأدنى من بر الآباء والأبناء، الحد الأدنى من الالتزام، الحد الأدنى من التدين، الحد الأدنى من النوم، الحد الأدنى من الاحتشام، الحد الأدنى من التراحم، الحد الأدنى من الأدب، الحد الأدنى من التعايش، الحد الأدنى من مساعدة الناس، الحد الأدنى من إننا نسمع بعض….. إلى آخره.

والشاطر اللى يتأقلم على الحد الأدنى ده وميطلبش أكتر وميديش أكتر !

حتى ال midetation لما انتشر من كام سنة كانت من أهم قواعده بتقول بص فى حيطة بيضاء ومتفكرش فى حاجة أو غمض عينيك ومتفكرش فى حاجة ولو جاتلك أى فكرة ابعدها بسرعة لو كانت وحشة أو أى فكرة عموما،،،،،خلوها بعد كدا، لما تدخل فى التأمل تأقلم مع الأفكار اللى بتجيلك وعود نفسك إنك تتقبلها من غير ما تتضايق، وخليها موجودة واقنع نفسك إنها مش مزعجة ووجودها مش مضايقك، ده طبعا لما لقوا الناس (مش عارفين) يوقفوا الأفكار علشان يعملوا تأمل صح، فقرروا ينزلوا للحد الأدنى من وقف الأفكار ويخلوها سيب الأفكار تيجى ومتنزعجش منها.

وشوية وبقى الكلام عن إن الناس كلها بتغلط والناس كلها من حقها تغلط وكلنا لازم نتقبل بعض حتى واحنا بنغلط … وإن الناس اللى بتحاول تعمل الصح هما اللى غلط وهما اللى بيخنقوا نفسهم وبيخنقوا اللى حواليهم والمفروض يفكوا شوية ويسيبوا نفسهم يغلطوا ويسمحوا للى حواليهم إنهم يغلطوا، لأن الشخص اللى بيغلط هو الشخص السوى لكن اللى بيدور على الصح والمثالية بيتعب نفسه على الفاضى وبيضيع وقت ومجهود من غير أى فايدة.

طب هو لو موضوع الغلط ده لطيف ولازم نتقبله كدا أومال ربنا قالنا ( من يعمل ” مثقال ذرة” خيرا يره ) ليه ؟
يعنى هو لو مش عايزنا ندقق فى تصرفاتنا وكلامنا بمقدار الذرة طب هيحاسبنا عليها إزاى ؟ ؟؟

حتى الكلام عن تقبل الخطأ ده مش بيقصد الأخطاء الغير مقصودة أو الأخطاء العفوية، لاء، ده بيقول الأخطاء عموما، يعنى يدخل فيها الكدب وإفساد ذات البين والسرقة والخيانة وكل الأخطاء اللى ترقى إلى مرتبة البلاوى، ونقول عليها أخطاء يجب تجاوزها ونسامح فيها علشان منبقاش من المثاليين اللى هما مش أسوياء.

وأحيانا بننزل للحد الأدنى من حقوقنا وساعات بيبقى طموحنا إن يوم شغل يعدى من غير ما حد يغلس علينا وإن قعدة عائلية تعدى من غير ما حد يلقح كلام أو إن ورق يخلص فى يومين بدل ما الموظف يخلصه فى أسبوع مع إنه لا يحتاج أكتر من 3 دقايق.

ويبقى اللى بيدينا أقل حقوقنا حاسين إنه مجاملنا والأب اللى بيقعد مع أولاده ساعة فى اليوم أب مثالى واللى بيصلى (الفروض) ده كدا شخص متدين وبتاع ربنا واللى مبيسرقش فى عداد الكهرباء بيتقى الله ومافيش منه واللى بيقول الصدق ده ملاك لأن الطبيعى إنه ينجو دايماً بالكذب…… طب وبعدين ؟

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع