من أين جاء كل هذا الإبداع فى فنون الإعدام
تعددت وسائل الإعدام على مر العصور ومع اختلاف الزمان والمكان ليؤكد لما هذا التعدد قدرات الإنسان اللا محدودة فى مجال تعذيب الإنسان وقتله بعد أكبر قدر متاح من المعاناة.
قطع الرأس
يمثل قطع الرأس وسيلة قديمة جدا للإعدام يمكن أن يتم الأمر بفأس أو سيف أو سكين أو باستخدام وسيلة أكثر تطورا هو المقصلة، وظل قطع الرأس منتشرا للإعدام منذ آلاف السنين.
وانتشرت هذه العقوبة فى القرون الوسطى، وكانت تقوم السلطات فى بريطانيا بتعليق الرؤوس المقطوعة على جدران برج لندن.
الصلب
هو وسيلة قديمة للإعدام، حيث يربط المحكوم عليه، أو يسمر بالمسامير فى قطعتين خشبيتين متعامدين، ويترك معلقا حتى يموت، وكان الصلب وسيلة الإعدام التقليدية بين القرنين السادس قبل الميلاد والرابع الميلاد، خاصة فى بلاد فارس، وقد انتقل منها إلى الإمبرطورية الرومانية، ومن المرجح أن الإسكندر هو الذى نشر هذه الوسيلة عبر القارات التى فتحها وهو يبنى إمبراطوريته الشاسعة.
وكان الرومان يحكمون بالصلب على العبيد والمتمردين والمجرمين والقراصنة وأعداء الإمبراطورية، وقد كانوا يعفون مواطنى الإمبراطورية من الرومان من هذه العقوبة، فيما عدا جرائم الخيانة العظمى.
الحرق
الإعدام بالحرق من أقدم العقوبات فى تاريخ البشر، ربما منذ قبل التاريخ، وهى وسيلة الإعدام المفضلة للساحرات، ويعدم بها الخونة والمهرطقين، حيث يربط الضحية فى عمود خشبى ويوضع أسفله المواد القابلة للاشتعال ثم يتم إضرام النار فيه.
استخدم الإعدام بالحرق فى الكثير من الممالك القديمة، ففى أيام الدولة الرومانية تم إعدام آلاف المسيحيين بهذه الطريقة، وأيام الدولة البيزنطية كان الحرق وسيلة أتباع الديانة الزرادشتية، عقابا لهم على عبادتهم النار.
الموت بألف جرح
هذه وسيلة إعدام صينية، ربما كانت الأشنع بين كل وسائل الإعدام المعروفة وغير المعروفة، ذلك لأنها تعمد إلى جعل الضحية يعانى من آلام شنيعة تستمر لعدة أيام قبل أن تحدث الوفاة، وظلت هذه العقوبة مستخدمة حتى عام 1905، ويتم فيها قطع أجزاء من لحم الضحية على عدة أيام ويعطى الضحية جرعات من الأفيون على فترات متباعدة كى لا يموت من الألم، ويرجح أن هذه الوسيلة كانت عقاب على الخيانة العظمى فى قوانين أسرة كينح من العصور الصينية القديمة.
المقصلة
هى آلة تستخدم كوسيلة للإعدام بقطع الرأس، تتكون المقصلة من إطار طويل من الخشب يوضع فى وضع رأسى، يعلق فى أعلاه نصل معدنى ثقيل وحاد، يزن نحو 40 كيلو جراما، هناك مكان يسند عليه المحكوم عليه رقبته، وعندما يطلق الجلاد سراح النصل ليهوى من مسافة 2.30 متر قاطعا رأس الضحية، وكان أول إنسان يعدم بالمقصلة هو نيكولاس بيليتيه وكان ذلك فى 25 أبريل عام 1792.
الرمى بالرصاص
هى وسيلة إعدام تستخدم أكثر وقت الحروب، يقوم بتنفذها مجموعة من الجنود يقفون فى صف ويصوبون أسلحتهم تجاه المحكوم عليه، ثم يطلقون الرصاص فى وقت واحد، وعادة ما يستخدم الإعدام رميا بالرصاص كوسيلة لإعدام الجواسيس وتعتبر وسيلة جالبة للشرف بعكس الشنق الذى يعتبر وسيلة تحقير، وكان أول تطبيق للعقوبة على جندى أمريكى يدعى “إيدى سلوفيك” عام 1945.
الكرسى الكهربائى
استخدم الكرسى الكهربى كأداة لتنفيذ أحكام الإعدام فى الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن العشرين، كان أول استخدام لهذه الأداة فى أواخر القرن التاسع عشر، واستخدم هذه الكرسى فى أكثر من 25 ولاية، وكان يطلق عليه أحيانا “الأم الصفراء”.
غرف الغاز
هى وسيلة إعدام يتم فيها حبس المحكوم عليه داخل غرفة محكمة الغلق، ثم تسريب غاز سام يتسبب فى موت المحكوم عليه مختنقا، واستخدمت هذه الغرفة كوسيلة إعدام رسمية فى الولايات المتحدة، لإعدام المجرمين خاصة القتلة المعتمدين، وكان أول شخص يتم إعدامه بغرفة الغاز فى الولايات المتحدة هو “جى جون” فى 8 فبراير 1924.
الحقنة المميتة
تعتبر إحدى وسائل الإعدام البديلة التى انتشرت فى القرن العشرين، كوسيلة إنسانية تحل محل عقوبات الشنق والحرق والكرسى الكهربى، وترجع عملية الإعدام بالحقنة المميتة إلى كارل براند الطبيب الشخصى لهتلر، فهو أول من اقترح حقن المحكوم عليهم بالإعدام بالسم.
المشنقة
يعتبر أحد أكثر وسائل الإعدام انتشار فى العالم، كما يصلح كوسيلة للانتحار أحيانا، واستخدمت المشنقة منذ فترة طويلة عبر التاريخ، وكانت الإمبرطورية الفارسية هى الدولة الأولى التى تقوم باستخدامها كوسيلة لإعدام المجرمين.
الثور النحاسى
فى القرن السادس الميلادى كان الطاغية فالاريس حاكم اليونان القديم، يريد أداة تعذيب وإعدام مبتكرة، فابتكر له الحكيم بيريلاوس الأثينى ذلك، فابتكر له آلة ميكانيكية، مصنوعة على شكل ثور بالحجم الطبيعى، مجوفة من الداخل، لها باب يدخل منه الضحية، ثم يتم إشعال النار أسفل الثور إلى أن يصل إلى درجة الأحمرار، كما كان الثور مزود بأنابيب موسيقية لتضخيم حدة صراخ الضحية.
التعليق والسحل والتقطيع
كانت هذه هى طريقة الإعدام الشائعة فى إنجلترا لمعاقبة المذنبين بتهمة الخيانة العظمى، وقد استمر العمل بهذه العقوبة حتى عام 1814، وكانت العقوبة مخصصة للرجال فقط، وكان يتم فى المرحلة الأولى من العملية، ربط المذنب بالحصان، ويتم سحله إلى موضع تنفيذ العقوبة، وبعد ذلك يتم تعليقه من رقبته إلى أن يشرف على الموت، ثم يتم فكه ووضعة على طاولة، ويقوم الجلاد بقطع بعض أعضائه.
عجلة التكسير
وتعرف أيضا بعجلة كاثرين، وكانت تستخدم فى القرون الوسطى، وقد ظهرت لأول مرة فى اليونان القديمة، ومنها انتشرت إلى فرنسا وألمانيا وروسيا والسويد، وتتكون الأداة من عجلة خشبية كبيرة، يربط بها المحكوم عليه بحيث تكون أطرافه مشدودة، وتتم إداراتها فى مقابل قضيب حديدى، بحيث تتكسر أطراف الشخص المربوط بها، وأحيانا يساعد الجلاد فى عملية التكسير باستخدام مطرقة ضخمة.
السحق
وهى طريقة كانت منتشرة فى أنحاء كثيرة من العالم، لكن بطرق مختلفة، ففى الدول الأسيوية كان سحق الضحية يتم عادة باستخدام الفيلة، وقد ظلت هذه الطريقة مستخدمة لأكثر من 4 آلاف عام.
التغريق
وقد شاع فى أوروبا خلال العصور الوسطى، وكانت عقوبة النساء اللاتى يرتكبن جريمة السرقة، كما كانت لمعرفة ما إذا كانت المرأة ساحرة أم لا، حيث يتم تغريق المرأة المشتبه فيها، فإذا طفت على السطح كانت ساحرة فعلا ووجب إعدامها، فإذا غرقت فمعنى هذا إنها كانت بريئة، وتم إلغاء الإعدام بتلك الطريقة عام 1623 بإنجلترا، وعادت فى فرنسا بعد قيام الثورة عام 1789 م.
الخازوق
هى وسيلة إعدام وتعذيب فى الوقت ذاته، ثمثل إحدى أبشع وسائل الإعدام، حيث يتم اختراق جسد الضحية بعصا طويلة من ناحية وإخراجها من الناحية الأخرى، ويتم إدخال الخازوق من فم الضحية أحيانا، وفى الأغلب من الشرج.
ووفقا لما ذكره المؤرخ هيرودوت، فإن الملك الفارسى درايوس الأول أعدم نحو 3000 بابلى بالخازوق عندما استولى مدينة بابل، فمن المرجح أنها ابتكار فارسى، بينما روما كانوا يفضلون الصلب.
لدغ الثعابين
وهى طريقة يلقى الشخص فى حفرة عميقة بها ثعابين سامة، حيث تهجم عليه الثعابين وتلدغه ليموت بالسم، وقد كانت هذه الطريقة تستخدم فى أوروبا خلال الألفية الأولى، وأشهر من تم إعدامهم بهذه الطريقة راجنار لودبوك بطل الفايكينج.
افتراس الحيوانات
وهى طريقة شائعة فى روما القديمة، حيث يتم إلقاء الشخص للأسود لتفترسه، وعادة ما يتم هذا فى حلبة أمام الجمهور، وفى أماكن أخرى يتم استخدام الذئاب أو الكلاب المسعورة، وفى آسيا يستخدمون القوارض، وفى أماكن أخرى يتم إلقاء الشخص لأسماك البيرانا المتوحشة لتلتهمه.
النفى
وهو إلقاء الشخص فى مكان غير مأهول، جزيرة صخرية أو رميلة صغيرة فى أغلب الأحيان، وتركه ليموت ببطء، وغالبا يعطى الشخص كمية قليلة من الطعام، وإناء من الماء، ومسدسا محشوا إذا أراد أن يقتل نفسه، وكانت هذه العقوبة شائعة بين ملاحى السفن بين القرنين السابع عشر والثامن عشر.
الغلى
يتم فيها تجريد المذنب من ثيابه ويتم وضعه فى وعاء ضخم يحتوى على سائل يغلى، أحيانا يتم وضعه فى السائل وهو بارد أولا ثم يتم تسخينه، ويمكن أن يكون السائل ماء أو زيت أو حمض أو قطران، وبعض الأحيان رصاصا مصهورا، وكانت هذه الوسيلة شائعة فى إنجلترا أيام الملك هنرى الثامن، ويقال أن عيدى أمين ديكتور أوغندا كان يستخدمها ضد أعدائه.
الدفن حيا
هناك طرق عديدة للدفن حيا، منها إدخال الشخص فى المقبرة، وتركه ليموت من الجوع والخوف وقلة الهواء، وأوقعها حفر حفرة وإلقاء الشخص فيها وإهانة التراب عليه.
وكانت تلك عقوبة النساء اللاتى يقتلن أزواجهن خلال القرن السابع عشر والثامن عشر فى روسيا.
كسر الظهر
وهى طريقة إعدام كان يستخدمها المغول، وتهدف هذه الطريقة إلى عدم سكب الدم على الأرض، حيث كان المغول يعتقدون أن الناس خاصة ذوى الدماء الملكية، لا يجب أن تراق دماؤهم على الأرض، ولذلك عندما دخل المغول بقيادة هولاكو إلى بغداد عام 1258، ودمروها عن بكرة أبيها، أسروا الخليفة المعتصم وقاموا بلفه بسجادة وأوسعوه ضربا ودهسا بالخيول حتى مات وهو داخل السجادة، حتى لا تراق دماؤه على الأرض.
الحبس
وفيها يتم حبس الضحية فى مكان ما دون ماء أو طعام، ويترك ليعانى موتا بطيئا بالجوع والعطش، وكثيرا ما كان يحدث هذه الأمر فى قلاع العصور الوسطى، حيث تكون هناك غرف مخصصة للحبس.
الإلقاء من أعلى
كان الرومان يلقون بالقتلة والخونة من أعلى صخرة مرتفعة تدعى صخرة تاريبيا، وعادة ما يتم استخدام هذه الوسيلة من قبل المتمردين وفى الثورات السياسية وفى عمليات الاغتيال والمؤامرات التى تحاك داخل القصور.