الروح وعلومهاتنمية بشريةعلم نفس

طاقة الألوان

علم النفس اللوني، علم النفس والألوان، سيكولوجية الألوان، علم نفس الألوان، كلها مصطلحات تَدْرُس أحد أقسام علم النفس التي تهتم بتأثير الألوان على مشاعر الإنسان والسلوك البشري.

ويفسر هذا العلم كيف أن طاقة الألوان تؤثر على النفس بتفعيل اهتزازات تحرك الأحاسيس، فينتج عنها الشعور بالراحة والاطمئنان أو الإرهاق والاضطراب، وبهذا نلخص كيف تغير الألوان الحالة النفسية للشخص فتحولها للفرح أو الحزن.


إن الضوء هو مصدر الطاقة الأكثر أهمية على الأرض، والعلاقة بين الضوء والألوان هي أن المجموعة الكاملة من الألوان مشتقة من الضوء بالأصل.

ينتقل الضوء في الفضاء الواسع مع طاقات أخرى وليس بمفرده، وتحتوي أشعة الشمس على جميع الأطوال الموجية التي تتكون من أطياف كهرومغناطيسية، ولكل لون من أطياف الشمس طول موجي وتردد خاص به ينتج عنه طاقة محددة ذات تأثير مغذٍ في اتجاه محدد.

يتدفق الضوء من خلال أعيننا لتُفَعّل إنتاج الهرمونات التي تؤثر على نظامنا البيوكيميائي الذي يتحكم بوجودنا.

فعلى سبيل المثال عندما نرتدي ملابس سوداء اللون بالأيام الصيفية المشمسة فإننا سنشعر بالطاقة الحرارية التي يمتصها اللون الأسود من الشمس، وعلى العكس تماماً عندما نرتدي اللون الأبيض خلال الأيام المشمسة الحارة فإننا نحافظ على توازن حرارة أجسامنا، وهذا مثال بسيط يشرح معنى طاقة الألوان.

فالمكان الذي نتواجد فيه يحتوي على مسارات طاقة لا يُمكن رؤيتها إنما يظهر تأثيرها علينا بالمنظومة التي تتألف من العديد من المتغيرات إلى جانب ترددات الألوان والمجال الكهرومغناطيسي.



وهناك أربعة ألوان أساسية نفسية في علم النفس اللوني هي الأحمر والأزرق والأصفر والأخضر، وتؤثر هذه الألوان على الجسم والعقل والعواطف والتوازن، أما عن دلالات الألوان في علم النفس ومعاني الألوان نقول:

– اللون الأبيض في علم النفس:
يمتص جميع الألوان الأخرى كلياً، لكنه يعكس القوة الكاملة للطيف، وتأثير هذا اللون يتمثل بتعزيز صفات النقاء والوضوح والنظافة والبساطة والكفاءة.
سلبيات اللون الأبيض تتمحور حول البرودة والفتور وتكوّن الحواجز.

– اللون الأسود في علم النفس:
يمتص اللون الأسود جميع الألوان الأخرى كما اللون الأبيض لكنه يخلق حواجز واقية لامتصاصه جميع الطاقة القادمة نحوه، وهو في الغالب إيجابي إذ يبرز تأثيره بارتفاع الكفاءة والسلامة العاطفية.
أما سلبيات اللون الأسود تتمثل بالثقل والبرودة والقمع.

– اللون الرمادي في علم النفس:
هو لون حيادي نفسياً، فهو اللون الوحيد الذي ليس له أي خصائص نفسية مباشرة، إنما له تأثير ملطف إذا تم استخدامه مع ألوان أخرى.
سلبيات اللون الرمادي هي التأثير بعدم الثقة، نقص الطاقة، السُبات.

– اللون البني في علم النفس:
يتكون اللون البني من اللونين الأحمر والأصفر مع نسبة كبيرة من اللون الأسود، لذا فهو ذو خصائص مشابهة إلى اللون الأسود إلا أنه أكثر دفئاً وأقل ليونة.
سلبيات اللون البني بأنه منشط للذاكرة السيئة.

– اللون الأحمر في علم النفس:
الأحمر هو أطول طول موجي مرئي، وهو لون قوي مثير يلفت النظر ويحفز الطاقة الحركية ويمد بالدفء، كما أنه لون عاطفي ومثير جنسي، ويستخدم للتنبيه إلى أمر ما والإنذار، تماماً كما في إشارة المرور.
سلبيات اللون الأحمر أنه يحرك العدائية في بعض الأحيان.

– اللون الأصفر في علم النفس:
هو لون إيجابي عاطفي، يعزز الإبداع، ويساعد اللون الأصفر الفاقع على تسريع عملية التمثيل الغذائي لاحتوائه على طاقة خاصة لذا فهو فاتح للشهية.
أما سلبيات اللون الأصفر تتمثل بالإحساس بالخوف، والاكتئاب.

– اللون البرتقالي في علم النفس:
هو مزيج من اللونين الأحمر والأصفر لذا فهو تحفيزي يبث الراحة، الأمان، الدفء، العاطفة، المرح.
سلبيات اللون البرتقالي، الحرمان والإحباط.

– اللون الأزرق في علم النفس:
اللون الأزرق الصريح هو أحد الألوان الهادئة غير المثيرة، وهو لون العقل والذهن والإبداع حيث يحفز على الصفاء، الاسترخاء، الانضباط، ويعزز الثقة بالنفس إلى جانب التفاؤل والسعادة.
سلبيات اللون الأزرق أنه يمد بالبرود، وقد يتجاوز الشعور بالبرد المعنى الحسي في بعض الأحيان.

– اللون الأخضر في علم النفس:
هو لون التوازن الروحي، وطاقته الإيجابية تشع بالطمأنينة وتحفز الحب وتبعث السلام، وهو لون الطبيعة التي يحبها الجميع.
أما عن سلبيات اللون الأخضر فإنها تتسبب أحياناً بالملل والركود في حال تم استخدامه بطريقة خاطئة.

– اللون البنفسجي في علم النفس:
هو أقصر طول موجي مرئي قبل الأشعة فوق البنفسجية، وهو لون روحي يحفز الوعي والتفكير والتأمل العميق.
وسلبيات اللون البنفسجي أنه قد يوقظ عقدة النقص، والكبت.

– اللون الزهري في علم النفس: هو لون الأنوثة، يرمز للرعاية والدفء والحب والحياة الجنسية.
سلبيات اللون الزهري هو توليد الضعف البدني، الخوف العاطفي.



سيكولوجية الألوان أو دراسة الألوان في علم النفس تدرس تأثير الألوان على الإنسان، كما تقوم بتصنيف الشخصيات الإنسانية إلى شخصية حسية وسمعية وبصرية، وتأثير الألوان يظهر بشكل واضح على الشخصية البصرية.

وقد أثبتت دراسات علماء النفس أن الألوان ذات تأثير كبير بالنفس البشرية يتعدى الطريقة التي نشاهدها بها، فقد تثير الألوان الغرائز البشرية، أو تدخل الإنسان في جو مفعم بالسعادة أو تخلق مساحةً من السلام والهدوء، ومن الممكن أن تضع الشخص في حالة من الاكتئاب والمزاج السيئ!

لكن تأثير اللون الواحد يختلف بحسب الشخص حتى في حالة تثبيت الزمان والمكان، وذلك تبعاً للعديد من العوامل أبرزها دلالات الألوان بالنسبة للشخص نفسه.

فعلى سبيل المثال يرمز اللون الأبيض إلى النقاء والصفاء، وهو اللون الذي ترتديه العروس ليلة الزفاف في العديد من البلدان، بينما ينظر إليه البعض بأنه لون النهاية فهو الكفن الذي يلف بهِ الإنسان عندما يغادر الدنيا!

ورغم هذا التعارض والمفارقات المعقدة إلا أن العلاج بالألوان هو وسيلة كثيرة الاستخدام وأثبتت فعاليتها في العديد من الحالات. فكيف يكون العلاج بالألوان؟


ينقسم تأثير الألوان على الإنسان إلى تأثيرات مباشرة وغير مباشرة، لكنها في جميع الحالات موجودة، وقد استخدمت الثقافات القديمة العلاج النفسي بالألوان في عدة أشكال، فعلى سبيل المثال نذكر الشاكرات التي تربط بين الطاقة والألوان وتعالج الجسم بتغذية النقص الذي يُعاني منه ليتحقق التوازن.

ويُعتبر العلاج بالألوان نوعاً تكميلياً للعلاج الطبي في حالة الأمراض العضوية فهو يسانده ويسرّع من فعاليته فضلاً عن تخفيف الآلام من الأمراض العضوية.

أما بالنسبة للعلاج النفسي بالألوان و علاج الاكتئاب بالألوان، فقد أثبتت فعاليته في علاج العديد من الأمراض النفسية وخصوصاً مرض الاكتئاب الذي ترتفع نسبة الإصابة به خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، وهو الوقت الذي يبدأ فيه فصل الخريف، وقد عزى العلماء هذه الظاهرة باختلال التوازن الضوئي الذي يحدث خلال هذا الوقت من العام.

والمريض الذي يُعاني من الاكتئاب حتى وإن وصل إلى مرحلة متقدمة منه، كمحاولة الانتحار والعزلة والإضراب عن تناول الطعام، إذا ما تم علاجه بالألوان فسيلقى نتيجة فورية، ويبدأ ذلك بإزالة بعض الألوان من المكان الذي يتواجد فيه المريض، ويضع الطبيب النفسي خطة علاجية بعد ذلك مثل تعريض المريض للون الأحمر لمدة ١٢ ساعة متواصلة مما سيجعله يتأثر باللون الأحمر المثير فيطلب الطعام لتناوله وهكذا.

لكن قرار العلاج بالألوان يحدده فقط الطبيب النفسي المختص بهذا المجال تبعاً لدلالات الألوان وتأثيرها على الشخص نفسه.


والقراءة في علم النفس اللوني غير محدودة، وكلما قرأت أكثر ستنهل علماً أكبر وستسخره لإسعادك أنت ومن حولك، وللمزيد من المعلومات عن علم النفس والألوان إليكم بعض كتب علم النفس اللوني التي يمكنكم قراءتها:

– كتاب فلسفة الألوان، إياد محمد الصقر.
– كتاب علم النفس اللوني، الرمزية اللونية، جمعة دراز.
– كتاب ألوان شيطانية ومقدسة، هيرمان بلاي.
– كتاب ألوان، طه حسين.
– كتاب رمزية الألوان بين الأديان، اليهودية والإسلام، محمد كمال جعفر.
– كتاب الألوان، كلود عبيد.

 علم النفس اللوني والمعرفة الوافية بدلالات الألوان ستجعل حياتنا أكثر سعادة !

كيف لا والألوان تحيط بنا في كل مكان، فهي موجودة في ديكورات المنزل، وفي ملابسنا، وفي جميع الأماكن المحيطة بنا من شوارع وأسواق وغيرها الكثير.

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع