بريد نورا عبد الفتاح

أهل زوجى يفتشون حقائبنا


أنا متزوجة منذ ستة سنوات وأسكن فى بيت عائلة زوجى، الذين يفتشون حقائبنا كلها فى الصعود والنزول ويدخلون شقتى فى غيابى ويرتدون ملابسى دون إذنى ويأكلون طعامنا دون علمنا ويبيتون معنا فى شقتنا بدون مبررات، وينشرون ملابسهم المغسولة عندنا، ويسألون ويستفسرون طوال الوقت؛ أين تذهبون وماذا تفعلون ؟
يتدخلون فى حياتنا وفى طعامنا وشرابنا ومدارس أولادنا وأدق أدق تفاصيل حياتنا يتابعونها ويبدون آرائهم فيها، كما يتحدثون معى بطريقة غير لطيفة تخلو تماماً من الاحترام، والحياة وسط هؤلاء الناس غير مريحة وبها الكثير من الضغط النفسى والعصبى، وزوجى يرفض الانتقال للعيش مستقلاً عنهم، مع أن قدرته المادية تسمح بذلك.

صديقتى العزيزة :


كان من الأحرى أن يتوقف كل هذا العبث من البداية، وليس بعد ستة سنوات من هذه الفوضى.

كان عليكِ أن تشجبى وتعترضى وتنبذى وترفضى وتحاربى من البداية، منذ بدأ هذا التخطى لكل الحدود والتدخل الصريح فى حياتك مادام تعسر على زوجك القيام بذلك سواء بإرادته أو رغماً عنه.

المهم؛ أن الأمر ليس مستحيلاً ولا يزال الإصلاح ممكناً، أظهرى الرفض والإنزعاج حتى ولو بعينيكِ ونظراتك فى أول الأمر، ثم بالكلام حتى ولو فى شكل مزاح، ثم فى شكل حديث جاد، لكن فى كل الأحوال لابد أن تحاولى السير عكس هذا التيار العجيب من إختلال المعايير وارتباك المبادئ.

وعن نقطة عدم الاحترام فهذه فى يديكِ؛ أنت التى تجبرينهم على احترامك من عدمه، إفعلى ما يوجب على من أمامك أن يحترمك رغم أنفه، حتى وإن كان سئ الخلق مع الناس، علميهم كيف يحترمونك ويتأدبون معكِ، ومن لا تمكنه أخلاقه من احترامك، ومصرّ على التجربح والإهانة حتى الغير مباشرة، فلا تتعاملين معه واعتبريه هواءاً.

وعن نقطة دخول شقتك وارتداء ملابسك وتناول طعامك؛ فعليكِ أن تحاربى من أجل عدم توزيع نسخ مفتاح شقتك على عائلته، وهذا حقك.

تقربى إلى زوجك بكل الطرق ( إن شا لله تعملى قرد ) ثم تحدثِ معه فى أمر الانتقال إلى شقة مستقلة عنهم، مادام قدراته المادية تسمح بذلك.

وحتى يتم ذلك خففى هذا التداخل المفرط شيئاً فشيئاً، وتوقعى الكثير من الخلافات والمشاكل معهم، ولكن قبل البدء فى الصراعات حاولى فى درب الانتقال بعيداً عنهم، واقناع زوجك أن راحته ستكون فى الاستقلال عنهم، لأنه بالطبع لا يستريح لهذا الوضع.

واعلمى أن الأمر سيحتاج وقتاً طويلا، وليس هناك من مانع أن تذهبِ إلى بيت والدك يومين أو ثلاثة مثلا، إن كنتِ تجدى فيه الهدوء والراحة من وقت لآخر، واستعينى بالله واجعلى نيتك فى ذلك إصلاح الفاسد فى حياتك وضبط الأمور وليس خلق مشاكل معهم، وستنصلح أمورك بإذن الله.  

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع