قصة زوجة تكره الحشرات
قال ٱحدهم
زوجتي الغالية تكره الحشرات و الحيوانات بأكملها و لكم ٱرتفعت صرختها المدوية في ٱرجاء الحي كله لرؤيتها صرصاراً أو لأن قطة جارنا ٱقتحمت منزلنا
كنت كلما تشاجرنا و خاصمتني أجد من الصراصير ٱو قطة الجيران حجة لتركض إلىٰ أحضاني وكان الإمر ينجح في كل مرة.
ترجتني كثيراً ٱن أقوم بتأجيل سفري لأن الحمل يتعبها ولأنها تحس بانقباضة في صدرها، رغم إلحاحها الشديد سافرت.
في الحقيقة لم تكن الرحلة بتلك القيمة المهمة لكنني أردت اللهو
خصوصاً ٱن تلك السكرتيرة الحسناء الفاتنة ستذهب معنا.
عدت بعد ٱسبوع لم تكلمني فيه سوى مرة واحدة لتطمئن علىٰ وصولي سالماً.
أعلم ٱنها غاضبة مني لكن لا بأس بعض الحشرات ستحل الأمر إلا أنني صدمت بمعرفة إجهاضها وأننا خسرنا أول مولود كنا سنرزق به.
حزنت جداً و أحسست بتأنيب الضمير ظننتها ستخاصمني إلى الأبد.
لكنها لم تلمنى، حتىٰ لم تقل شيئاً ولا حتىٰ كلمة واحدة.
ظلت تتصرف بعفوية.
حين أنزلت سكرتيرة الشركة صوراً لنا في نزهة سوية، ظننت ٱن الحرب ستقام
لكنها أخبرتني إنني إبدو وسيماً في الصور.
أما اليوم فقد كان مختلفاً جداً و نحن نتناول الطعام. مر صرصوراً بجوارنا، ركضت إلىٰ النافذة لأغلقها قبل ٱن تبدأ بالصراخ و جمع الجيران حولنا
لكنني وقفت مصدوماً في مكانى.
زوجتي تطارد الصرصور بفردة حذاء و تقتله لم تكتفي بذلك بل حملته وقامت برميه ثم إغتسلت و عادت لتكمل طعامها.
في الغد حين عدت من العمل كانت قطة الجيران تصول و تجول في البيت علىٰ مرأى من زوجتي دون أي رد فعل.
الآن فهمت ٱن زوجتي انطفأت وأن المرأة التي تمسكت بيدي مترجية ألا أسافر
قد اختفت منذ الليلة التي وقعت بها ولم تجدني بجانبها لأسعفها فكان ابننا هو القربان.
الآن عرفت أنني لو أحضرت أسداً إلىٰ البيت لن تركض لحضني لتحتمي بي
بل ستتجاهله أو تركض خلفه بحذاء لا أستغرب حتىٰ إن قامت برميه بالرصاص.
فقدت حقي بإسنادها منذ اللحظة التي ٱحتاجتني حقاً فلم تجدني، لأني كنت ٱتودد لأخرىٰ.
هي انطفأت
و ٱنا اشتعلت ندماً و حسرة
و كلانا خسرنا.