التربيةتنمية بشريةعلم نفس

هل تستطيع التغلب على نفسك ؟

ما من إنسان يعيش على هذه الأرض إلاّ ولَدَيه ضعف ما أو مشكلة ما في حياته، فهذا هو الإنسان.
وكثيرون هم الذين يُستعبَدون لعادات سيّئة أو شرّيرة تتملّكهم.

نفس الإنسان هي كيانه، وجوهر حياته، وهي دوماً توجهه وتخاطبه بعمل أشياء، تكون إيجابية حيناً وسلبية حيناً آخر.



وهنا يختلف النَّاس في طريقة تعاملهم مع نفوسهم، فمنهم من يطلق لها العنان وينقاد خلفها، فتضيع كل جهوده، ويفنى عمره وهو يلبي رغبات نفسه جميعها، ومنهم من يقود نفسه بدلاً من أن ينقاد خلفها متبعاً هواه، فنجده يقودها بحزم وحكمة في نفس الوقت،

فكيف يقود الإنسان نفسه ويتغلَّب عليها، وما هي مخاطر الانقياد خلف رغبات النفس بشكل جامح ومطلق؟؟؟

إنَّ أشدَّ وأصعب أنواع القيادة هو قيادة الإنسان لنفسه، وهى معيار النجاح أو الفشل في الحياة، وهي البوصلة الّتي توجه صاحبها إمَّا إلى السعادة وإمَّا إلى الشقاء.



ولقيادة الإنسان لنفسه وتغلُّبِه عليها طرق منها
إنّ أوَّل محطات البناء في الأمم والشعوب، هي بناء النفس وتهذيبها وتربيتها، وأوَّل معاول الهدم في الأمم والمجتمعات والشعوب، هو فساد النفس وانحرافها، وأوَّل محطَّات الفساد في النفس إكثارها من المحرَّمات، وانسياقها بشكل مطلق خلف المباحات، دون تعقُّل أو تنظيم، والأمم الواعية والحيَّة هي التي تعطي جوانب التربية الاهتمام الذى تستحقه.


ربما سيبدو الأمر غريباً بعض الشيء أن يُطالب الإنسان بالتغلب على نفسه، ففي العادة هو مُكلفٌ بالتغلب على مصاعب الحياة وظروفها الخارجية، وليس مُجابهة نفسه.

ونقصد بالتغلب على النفس تفقّد الأمور المُعيبة في النفوس، والعادات والسلوكيات السيئة التي تعيق تطور الإنسان ونجاحه، بل وصلاحه في كثيرٍ من الأحيان، وتغييرها ومواجهتها بأقصى الإمكانيات.

الخطوة الأولى على الطريق هى البحث عن السلوك الذي يقوم به الشخص بشكلٍ يوميٍّ ودائمٍ، ويرتبط قيامه بها بالكثير من الأمور السلبية التي تجرها تلك العادة.

لذا يجب على الشخص البحث عن عاداته المحورية، وتغييرها أو القضاء عليها، وبالتالي تحسين حياته، واختفاء العديد من السلوكيات التي كانت نتيجةً لتلك العادة، ونضرب هنا مثالاً حول عادة الإدمان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي تُضيّع وقت الإنسان، وتسلب جسمه الصحة والعافية، وتُشغله عن دراسته أو عمله وبالتالي ضمان الفشل في المجالين وعند إيقاف تلك العادة، سوف تتوقف جميع السلوكيات المتعلقة بها والمبنية عليها.


ومن بعض الأمور المستحسن إتباعها للتغلب على النفس :

حسن الإيمان بالله سبحانه، فقوَّة الإيمان بالله هي مفتاح لكل خير ومغلاق لكل شر.

كذلك التدرُّج في تربيتها وبرفق، وذلك بالتنوُّع في أشكال الطاعة لله سبحانه بحيث يشمل ذلك المحافظة على الفرائض، والاستمرار في أداء السنن والنوافل وضمن قاعدة القليل الدائم خير من الكثير المنقطع.

تنظيم حاجات الإنسان ومتطلباته في الحياة، وفق الأولويّات المتاحة، وعدم التوسُّع في الكماليات على حساب الضروريات أو الحاجيَّات.

كما يستحب الاعتدال في عمل الأمور المباحة، بما يحقق له عنصر السعادة والطمأنينة في الحياة، وبما لا يتعارض مع غيرها من الأشياء.

كذلك عدم مطاوعة النفس في كل ما تطلبه من المباحات، كنوع من التربية والترويض لها، وحملها إلى منازل الجدِّ والإقدام.

مخالفة النفس وبشدة في الأمور المحرَّمة، أو التي يترتب عليها ضرر واضح، أو حتى تقود إلى ضرر واضح.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع