الصراخ لا يدل على الحزن دائماً
يصرخ الكثير من الأشخاص بسبب شعورهم بالحزن ، ولكن بالنسبة للبعض لا يكون هذا هو السبب الوحيد ؛ فالصراخ هنا نوع من التعبير عن العاطفة عموما . فعلى أية حال ، حتى نحن نفعل ذلك عندما نشعر بالراحة أو الفرح أو عندما نضحك أو نكون مفعمين بمشاعر الحب .
بالطبع ، يمكنك أن تعرف بشكل عام عندما يكون صراخ شخص تعبيرا عن عاطفة سلبية ، ولكن ليس بالضرورة أن تكون الحزن . أحد أكثر الأمثلة شيوعا على ذلك يتمثل في النساء اللواتي نشأن على فكرة أن الغضب ينم عن عدم التهذيب ( لا ، أنا لا أفهم ذلك أيضا ) .
ولكن إذا تم تلقينك ذلك من الطفولة المبكرة ، فلا غرابة إذا تعلمت الصراخ عندما تشعرين بالغضب ( لأن الفتيات مسموح لهن بذلك ) .
ولا عجب أن ترافقك هذه الاستجابة إلى مرحلة البلوغ . بهذا يمكنك أن تعرف أنه إذا رأيت شخصا ينتحب ويبدو حزينا ـ ولا تعرف أنه غاضب بالأحرى – فقد لا يقدر لك قولك : ” أه . . . لا بأس ، لا تحزن ” بنبرة المتعاطف .
لا أحد يريد أن يسمع ذلك عندما يكون غاضبا . إذا حصلت على استجابة لا تلائم تعاطفك مع أحزان شخص ما ، ففكر فيما إذا كنت تبدي تعاطفك تجاه الشعور الخطأ .
الصراخ والغضب ليسا الشعورين الوحيدين اللذين يمكن أن يقتنع بهما الآخرون . فصراحة ، قد يكون من المربك محاولة قراءة مشاعر الآخرين ، خاصة إذا كنت لا تعرفهم بما يكفي .
يمكن أن يكون الأمر واضحا جدا ، ولكننا جميعا نلجأ إلى إخفاء مشاعرنا في بعض الأحيان ، وقد يكون من الصعب قراءتها والاستجابة لها .
مثال آخر على ذلك هو أولئك الذين يستخدمون الفكاهة للتغطية على الشعور بالخوف أو الحرج . في بعض الأحيان ، من الأفضل تركهم وحدهم : فمن الواضح ” أنهم يريدون فهم الآخرين إخفاء مشاعرهم ، فلماذا تزيد من حرجهم عبر لفت الانتباه إلى ذلك ؟
لكن في أحيان أخرى قد يحتاجون حقا إلى المساعدة ، إذا كانوا يحاولون إخفاء خوف حقيقي وكبير . على سبيل المثال .
لذا فالعبرة هنا ألا تفترض أن العاطفة التي تراها هي العاطفة الحقيقية . ربما تكون كذلك ، ولكن إذا لم يكن الأمر مفهوما ومبررا ، ففكر في احتمال وجود شيء خفى يحدث . إذا كنت ترغب في المساعدة ، فهذا شيء حسن . ولكن أنت بحاجة إلى معرفة جذور المشكلة الحقيقية ، وقد يكون من الأسهل أن تسأل الشخص المعني عما يحدث . لا تفترض أن العاطفة التي تراها هي العاطفة الحقيقية.
من كتاب قواعد الناس ل ريتشارد تمبلر