الأسرةعلم إجتماععلم نفس

ماذا أخبرونا عن الزواج

العلاقة بالزوج : –

« اهرسيه زي البصلة ، قبل ما يصبح أصلة » : مثل سوداني ، والأصلة نوع من الثعابين العملاقة ؛ يعني اضغطي على جوزك بكل قوتك ، علشان ما يتحولش لثعبان شرس .

– « يغلبك بالمال ، اغلبيه بالعيال » : لو جوزك زادت فلوسه وإمكانياته .. خلفي أطفال كتير علشان فلوسه تخلص بالصرف عليهم ( بدل ما يصرفها على واحدة غيرك ) .

– « ابنك على ما تربيه ، وجوزك على ما تعوديه » : تقدري تشكلي جوزك زي ما بتشكلي ابنك . هنا بقى العداء موجه من الزوجة للزوج .. تضغط عليه لغاية ما تهرسه .. تجيب أطفال كتير علشان مايكونش عنده وقت ولا طاقة يلتفت حواليه .. وتعوده على اللي هي عاوزاه من الأول زي ما بتربي ابنها بالظبط .

هل ينفع دي تكون علاقة زوج وزوجته ؟ هو يدبح لها القطة ، وهي تهرسه ؟ هو يكسر لها ضلع ، وهي تغلبه بالعيال ؟ هو يتعبها وما يريحهاش .. وهي تشکله على مزاجها ؟ دي حرب .. مش مودة ورحمة .

تصور الرجالة والستات في مجتمعنا ، بيدخلوا مؤسسة الزواج ، وعقلهم الباطن فيه الكلام ده ، من غير حتى ما يكونوا واعيين بيه جواهم .. رسائل موروثة ومتغلغلة ومتأصلة فينا حتى الجذور .. طب دول هيعملوا جواز شكله إيه ؟ هيبنوا بيوت عاملة إزاي ؟ هيعيشوا مع بعض بأي منطق ؟ نكمل ..

النظرة للمرأة : – « يا مخلفة البنات ، يا شايلة الهم للممات » : البنت هم ( ولا حول ولا قوة إلا بالله ) . – « الرجالة غابت والستات سابت » : الرجل هو حاكم المرأة وحاميها من الوقوع في الخطأ .. وبغيابه تسير المرأة على حل شعرها بلا وازع ولا رادع . – « شورة المرة تجيب لورا » : رأي الست دايما غير صحيح ، وعواقبه وخيمة . – « شاورها لا تدير برأيها » : مثل مغربي .. خد رأيها ، لكن ما تعملش بيه . زي اللي قبله . – « شاوروهم وخالفوهم » : هنا بقى مش خد رأيها وما تعملش بيه .. لأ ، خد رأيها واعمل عكسه ..

– « لما قالواده ولد ، انشد ضهري واتسند .. ولما قالوا دي بنية اتهدت الحيطة عليا » : يعني لما عرفت إني خلفت ولد ، فردت | ضهري من الفخر .. ولما عرفت إني خلفت بنت ، كأن حيطة وقعت عليا من الصدمة .

إذن الرجل – تبعا لهذا الإرث الشعبي – وهو بيتعرف ، أو بيرتبط ، أو بيتجوز ، أو حتى بيخلف بنت .. مهم يحتقرها ، ويقلل منها ، ويستعر من وجودها .. ما ينفعش ياخد رأيها .. ولو أخده ما يعملش بيه .. ويستحسن يعمل عكسه .. لأن أكيد تقديرها للأمور سيئ ، وغير عاقل ، وغير حكيم .. واحدة ست بقى .

النظرة للرجل : – « اللي خدته القزعة ، تاخده أم الشعور » : يعني الرجل – غالبا الزوج- في كل الأحوال زي قلته .. و « أم الشعور » دي طبعا غريمة الزوجة . – « اللي تسيبه الهانم ، تاخده مساحة السلالم » : نفس معنى المثل السابق .. بالإضافة إلى أن الزوجة أو الحبيبة الأولى ترى نفسها هانم .. وترى الغريمة أو الحبيبة الثانية خادمة حقيرة . – « خدتك عواز ، خدتك لواز ، خدتك أكيد العوازل ، كدت أنا روحي » : يعني الراجل هنا- باختصار – طلع مقلب .

– « يا واخد قلبي ومعزل ، حبك لا مطلع ولا منزل » : حبك مالهوش أي لازمة ولا فايدة . – « يا واخدة القرد على ماله ، بكرة يروح المال ويبقى القرد على حاله » : الراجل قرد !

– « لو كانت للرجولة شنبات ، كان الصرصار سيد الرجال » : الراجل صرصار ! طبقة أخرى من طبقات العقل الجمعي الشرقي .. بتؤصل في المرأة احتقار الرجل .. اللي هو زي قلته .. ومقلب .. ومالهوش قيمة ولا لازمة .. ومش محصل قرد ولا صرصار .

تخيل الرجالة والستات عندنا بيرتبطوا ببعض ، وجواهم هذه القمامة الفكرية .. تخيل إن موقفهم المسبق من بعض هو موقف احتقار وامتهان وتقليل .. تخيل كمية الأصوات اللي بياخدوها معاهم لبيوتهم وأوض نومهم وسرايرهم ، وهي بتكرر هذه الجمل الخائبة في عقولهم الباطنة ليل نهار ! إزاي العلاقات ما تبوظش ؟ إزاي الجوازات ما تنتهيش ؟ إزاي المجتمع ما يتشوهش ؟

فيه تاني ؟ آه طبعا .. ده لسه فيه بلاوي ..

  تخوين الرجل : – « قصقصي طيرك ، قبل ما يلوف على غيرك » : خلصي عليه وطلعي عينه وفلسيه ، علشان ما يروحش لواحدة تانية . – « يا مآمنة للرجال يا مآمنة للمية في الغربال » : الرجالة مالهاش أمان . – « بره وجوه فرشت لك ، وأنت مايل وإيه يعدلك » : الرجالة کده ، کده حالها مایل .

– « فرشت لك جوه وبره ، خدت فرشتي واديتها للضرة » : – الرجالة أندال . – « نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب ، ديل الكلب عمره ما يتعدل ولو علقوا فيه قالب » : الرجالة مش بيتغيروا . – « يا مآمنة للراجل وسط الحريم ، يا مآمنة للمعزة وسط البرسيم » : بعد ما كان قرد ، وبعدها صرصار .. الراجل دلوقت بقى معزة !

– « جنازته ولا جوازته » : يموت أحسن ما يتجوز عليكي . – « الراجل زي القرع ، بيمد لبره » : الراجل کده کده خاین . تفتكر الأمثال دي بتزرع في البنات والسيدات إيه ؟ الكلام ده لما تسمعه أي واحدة في بيت أهلها أو من قرايبها أو وسط أصحابها ، هيحصل إيه في عقلها ؟ تناقل هذا الميراث الشعبي عبر الأجيال ، أثره هيكون إيه في تركيبة مجتمعنا النفسية ؟

دور المرأة : طبیعی جدا يكون فيه توقعات من كل طرف لدور الطرف الآخر العلاقة اللي تنشأ بينهم .. يعني الراجل وهو داخل الجواز بيكون متوقع إن دور الست هيكون كذا وكذا .. نفس الكلام بالنسبة للست .. الأدوار والوظائف والمواقف دي إحنا بنعرفها منين ؟ إيه مصدرها ؟ بنعرفها من اللي بنشوفه في بيت أهالينا أولا ومن اللي بنتفرج عليه في التلفزيون والسينما ثانيا ، ومن اللي بيوصلنا من تجارب
اللي قبلنا وخبراتهم ثالثا ( عن طريق الحكاوي والفولكلور والأمثال الشعبية ) .

خلينا نشوف إيه هو دور المرأة كما وصلنا من خلال موروثنا الشعبي العظيم : – « جوزك يحبك عفية .. وجيرانك تحبك سخية .. وأهلك تحبك غنية » : يعني جوزك عاوز صحتك تكون كويسة . ـ « الطريق لقلب الرجل معدته » : مهم تكوني بتعرفي تطبخي كويس ، علشان يحبك . ـ « الراجل بحر والست جسر » : دور المرأة التفهم والتسامح ومد جسور التواصل . – « الأم تعشش والأب يطفش » : مهمة الست الحفاظ على استقرار البيت ، أما الأب لأ ! – « بنت الأصل تخلي كوخها قصر » : مطلوب من المرأة تهتم بجمال وهيئة وتفاصيل بيتها ، علشان « الملك » اللي عايش فيه . – « الست المفرفشة ، جوزها بيروح البيت م العشاء : مرة أخرى .. مطلوب من الست تكون بهلوان ، دمها خفيف ، تضحك وتهزر وتنكت ، علشان راجلها يحب جو البيت ، ويرجع بدري من بره . – « كوني له أرضا ، يكن لك سماء » : انتي أرض تحت رجله .. وهو سماء فوق راسك .

ده يا سيدي الدور المتوقع من المرأة في علاقتها بالرجل .. صحتها كويسة ، بتعرف تطبخ .. بتسامح على طول .. محافظة على الاستقرار .. مهتمة بجمال بيتها .. مفرفشة ودمها خفيف ..

ورغم إن كل دي صفات حسنة وجيدة ومطلوبة .. لكن حد جاب سيرة « مثقفة » ؟ لأ حد قال « بتعرف تفكر وتتناقش » ؟ ما حصلش .. حد ذكر أي حاجة عن « قوة شخصيتها » أو « اعتزازها برأيها » أو « نجاحها في شغلها » أو « تحقيقها لذاتها » ؟ مستحيل .. بالعكس .. ده اللي بتكون فيها الصفات دي بيتجنبوها ويهربوا منها !

من كتاب ذكر شرقى منقرض ل د. محمد طه.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع