الروح وعلومها

بعض من قدرات العقل

يمتلك العقل قدراتٍ خارقةً، ويرجع السبب في اعتبارها خارقةً إلى أنّها غير مفهومةٍ وغير مفسرةٍ علمياً.

فهناك العديد من المشاهدات والظواهر التي تُظهر قوّةً فريدة للعقل أو اللاوعي أو الحدس، وهذه القوة على اختلاف أسمائها بين الناس قوّةٌ نادرةٌ وقليلة الاستخدام لأنّ تعلمها على قدرٍ عالٍ من الصعوبة.


ويُعتبر العقل ميزةً فريدةً للإنسان تميزه عن غيره من المخلوقات، وهو لا يُعبّر عن (الدماغ) أو ذلك العضو الذي يتحكّم بمختلف العمليات الحيويّة في جسم الكائن الحيّ.



ويمكن للعقل التحكم بالجسم بشكلٍ كبير وإعطائه قدراتٍ مميزة لا يتخيلها كثيرٌ من الناس.

وفي حين تكون بعض هذه القدرات لحظيةً وتحدث لمرةٍ واحدةٍ في حياة الشخص بشكلٍ لاواعي، ويكون بعضها الآخر تحت السيطرة ويمكن أن يستدعيها الشخص في أيّ وقت.

ومن أمثلة ذلك قدرة بعض ممارسي رياضة اليوجا المتميزين أن يتحكموا بحرارة أجسادهم، بحيث يشعرون بالدفء في الشتاء دون وجود مصدر حرارة.

بيّنت دراسةٌ سنة 1982 ميلادية أنّ بعض الرهبان في التبت استطاعوا التحكم بحرارة أجسامهم وعملياته الأيضيّة بشكلٍ كبيرٍ بحيث زادوا درجة حرارة أطراف أصابعهم حوالي 8 درجاتٍ مئويةٍ عن المعدل الطبيعي، وذلك من خلال التأمل والتركيز وممارسة اليوجا.

كما يستخدم الرهبان في معبد شاولين في الصين قوّة العقل والتركيز في استخراج (الطاقة الداخلية)، والتي من خلالها يمكنهم رفع أوزانٍ كبيرةٍ أو زيادة قدرة تحملهم بشكلٍ كبيرٍ وغير ذلك.

وهذه التمارين كلّها تمارين ذهنيةٌ بحتةٌ وليست جسدية مثل أية تمارين رياضية أو قتالية.

ويمكن تبسيط مبدأ القوّة التي يمنحها العقل بمثالٍ بسيط، حيث يكون شخصٌ ما متعباً بعد يومٍ طويلٍ من العمل وليلة ٍطويلةٍ من السهر، وهو يأوي إلى الفراش ويجرّ أرجله جراً، وبعد أن يضع رأسه على الوسادة ويبدأ جسده بالاسترخاء ويستسلم للتعب والنعاس، يرن الهاتف فجأة ويجيب هو متثاقلٌ، ويجد أنّ شخصاً يحبه قد اتصل به لأنّه جاء من السفر بعد غيابٍ طويل ويرغب بمقابلته فور وصوله إلى المطار.

عندها فقط تظهر تلك الطاقة العجيبة بمجرد فكرة لقاء شخصٍ يشتاق إليه ويحبه، ويقفز من السرير وكأنّ التعب لم يكن، ويحلّ محلة طاقةٌ ونشاطٌ، وهنا يمكن ملاحظة تغيّر الحالة الجسدية بشكلٍ مفاجئ خلال دقيقةٍ واحدةٍ أو أقل، فهو يذهب إلى المطار على الرغم من تعبه ونعاسه وهو ممتلئ بالطاقة والشوق والترقب، فقوّة التفكير هنا غيّرت الحالة الجسدية دون أسبابٍ مادية كأخذ قسطٍ من الراحة أو تناول أحد مشروبات الطاقة أو غيرها.
كذلك يستطيع بعض الناس الشعور بالخطر سواءً بما يسمى العقل أو الحدس أو غيره، ويظهر هذا الشعور كإحساسٍ غامضٍ في النفس أو أحياناً كفكرةٍ أو إشارة من العقل تنبه الشخص إلى الخوف من شيءٍ معينٍ، أو التفكير في شيءٍ معين، وأكثر الأمثلة شيوعاً شعور بعض الأمهات بالخطر أو الخوف في حال حدوث طارئٍ مع أطفالهن، ولا يوجد سببٌ علميٌّ واضحٌ يفسّر كيفية معرفة الأم بحدوث خطبٍ ما مع طفلها، ولكنها إحدى الظواهر الغامضة التي تتكرّر مع الكثير من الأمهات.

يمتلك بعض الأشخاص هذه الحاسة بشكلٍ أكبر من غيرهم، وهم على الأغلب لا يستطيعون تفسيرها فهو شعورٌ داخليٌّ قويٌّ وغامضٌ، قد يدفع شخصاً ما إلى تغيير طريقه المعتاد في اللحظة الأخيرة، أو تجنّب الذهاب إلى مكانٍ ما، أو مغادرة المكان فور وصوله أو غير ذلك.

والبعض يصف الاحساس بأنّه شعورٌ بالألفة أو الإعادة والتكرار، أي كأنّه يعيد عيش مشهدٍ مرّةً أخرى وكأنّه يتذكره، وهو أمرٌ يمكن أن يحدث بشكلٍ متكررٍ مع بعض الأشخاص أو قد يحدث مرّةً واحدةً في الحياة أو لا يحدث أبداً مع الكثير من الأشخاص.

ويمتلك البعض قدرةً عجيبة عندما يأتي الأمر للتواصل مع الآخرين، وكأنّه (يقرأ أفكارهم) أو حتّى يضع أفكاره الخاصّة في داخلهم.

ويمتلك البعض هذه القدرة بشكلٍ كبيرٍ، بحيث يمكنه أن يفكر بشخصٍ بشكلٍ مركزٍ فيلتقيه هذا الشخص في ذلك اليوم، أو قد يكلّمه مباشرةً على الهاتف ويخبره أنّه كان يفكر به، ويحدث هذا الأمر كثيراً بين الأصدقاء المقربين،د.

حيث يمسك أحدهما الهاتف ليتصل بالآخر فإذا هو يتصل به لأنّه كان يفكر به في ذات الوقت، وقد يعتقد الكثير من الناس أنّه مجرد صدفةٍ، ولكن الحقيقة أنّ تكرارها بشكلٍ مستمرٍ ينفي كونها صدفة.


قانون الجذب يُعتبر أحد اشهر القوى الذهنية المعروفة، وهو يشابه إلى حدٍ كبيرٍ القدرة السابقة، ولكنه يشمل كافّة جوانب الحياة المختلفة وليس فقط التواصل مع الآخرين.

وهو يتطلّب طاقة تركيزٍ عالية، حيث يركّز الشخص على شيءٍ معينٍ لفترةٍ كافيةٍ فيجذب ذلك الشيء إليه.

وقد تكون أشياء صغيرة، مثل: أن يفكر الشخص في كلمةٍ معينةٍ ويركز عليها، ثمّ يجد أنّه يسمعها في كّل مكانٍ من الناس الذين يقابلهم في ذلك اليوم أو من التلفاز أو الراديو وغير ذلك.

أو التفكير في أغنيةٍ معينةٍ بشكلٍ كبيرٍ، ثمّ سماع شخصٍ يقتبس سطراً أو عبارةً منها دون أن يعلم، وغير ذلك الكثير.

ويمكن تعلم قانون الجذب من خلال ممارسة التأمل وتمارين زيادة القدرة على التركيز، وعادةً ما ينصح باستخدام قانون الجذب للتركيز على كلّ ما هو جيدٌ ومرغوبٌ في الحياة لجذب النجاح والسعادة.

وهناك العديد من الكتب التي تتحدث عن قانون الجذب وتوضح طريقة استخدامه والاستفادة منه.

كذلك يستطيع العقل أن يصيب الجسد بالمرض بمجرد التفكير فيه بإلحاح، كما يستطيع أن يشفيه بشكلٍ كاملٍ، وهناك الكثير من الدراسات والحالات التي يخبر فيها الطبيب المريض بأنّه لن يمشي مجدداً أو أنّه لن يعيش لمدةٍ طويلةٍ ثمّ يحصل عكس التوقعات الطبية والعلمية فيشفى المريض، اعتماداً فقط على حالته الفكرية وإيجابيته وقوّة مثابرته.

وقد أظهرت دراسةٌ في إحدى مستشفيات سان فرانسيسكو الأمريكية عند تجربة العلاج بالضحك، أنّ الحالة النفسيّة الإيجابيّة للمرضى قد ساهمت بتسريع شفائهم بشكلٍ كبيرٍ، دون أيّ تغييرات على طريقة العلاج المتبعة أو الأدوية المعطاة لهم.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع