الدورة الشهرية سر البقاء
هو احنا ممكن نتفق على إن الدورة الشهرية هى اللى بتحافظ على بقاء البشر وإنها هى الوسيلة الوحيدة لتكاثر البنى آدمين وإن من غيرها البنى آدمين هيختفوا ؟
ولو افترضنا إن واحد راجل راح يتجوز واحدة فقالوا له بس عايزين نقولك على حاجة؛ هى مبتجلهاش دورة شهرية يعنى مش هتخلف، هيكمل فى الجواز ويلغى فكرة الإنجاب ؟
طب لو افترضنا إن الرجالة هما اللى كان بيجيلهم دورة شهرية كنا هنبص للموضوع نفس البصة اللى بنبصها له على مر العصور على إنه حاجة تكسف وتقرف ولا كنا هنحس إن الموضوع موضع فخر، علشان احنا بنحب نفخر بأى حاجة عند الرجالة ؟
من زمان وأغلب الناس فى أجزاء كتيرة جدا من العالم بتتعامل مع الدورة الشهرية على إنها مثار قلق أو شر؛ فيه ناس بتقول إنه دم ملوث والمفروض منجيش جنبه ولا جنب اللى عندها وناس بتقول ده دم غريب لأن الطبيعى إن الدم يبقى جوا الجسم بس، وفيه ناس كانت بتقول إن اللى عندها الدورة الشهرية مينفعش تشتغل لأنها هتبوظ الشغل ولا تطبخ لأنها هتبوظ الأكل ولا تشرب من بير لأنه هينشف ولا تمشى على زرع لأنه هيموت، وفيه بعض القبائل فى أماكن متفرقة من العالم كانت الناس فيها بتاخد البنت اللى جاتلها الدورة لأول مرة وتحطها فى كوخ بعيد ويبقى مش مسموح لها تطبخ لنفسها ولا تستحمى ولا تسرح شعرها، وفيه أماكن فى فرنسا فى العصور الوسطى كانت بتستخدم الدم ده فى أعمال السحر والشر عموماً ولحد دلوقتى واحنا فى 2022 والقيامة قربت تقوم ولسه فيه ناس بتستخدمه فى السحر بردو.
فيه رجالة كتير لما مراتاتهم بيبقى عندها الدورة الشهرية بيسيبوا الأوضة ويناموا بعيد وفيه منهم بيقلب وشه على مراته بشكل غير مفهوم وفيه بيتجنب الكلام مع مراته على اعتبار إنها فى حالة معينة وهو هيسيبها لحد ما ترجع لطبيعتها وبعدين يبقى يرجع يكلمها عادى وفيه بعضهم بيصرح عادى إنه قرفان منها.
الكلام ده كله بيحصل من زمان ولحد دلوقتى، ماعرفش مين أول واحد إقترح إن البشر يبدأوا يعملوا قصة وفيلم على موضوع الدورة الشهرية ونحمله فوق حجمه بكتير جداً كدا ويفضل مستمر كل هذه القرون ؟
ساعات نقول على البنت الصغيرة اللى لسه مجاتلهاش عيلة ومافيهاش أنوثة واللى فى السن ده من 12 ل 52 ست لازم تتحط فى إطار معين فى الوقت ده، واللى تعدى السن ده تبقى عجزت ومتنفعش فى أى حاجة.
والغريب فى الموضوع إننا بندى فكرة إن الدورة الشهرية دى شئ مؤذى ومقرف؛ حقها وزيادة، لكن فكرة مثلاً إنها بتأثر على المود وبتخليه فى حالة مش لطيفة أوى وإننا المفروض نستحمل مود الست أو البنت فى الوقت ده؛ مش فى دماغنا وبنعمل نفسنا منعرفش عنها حاجة أو مبتحصلش، مع إن ربنا قايلنا إن طلاق الحائض ميقعش، يعنى ربنا اللى بيقول إن الست دى بتبقى دماغها مش مظبوطة فى الوقت ده.
لما باكون فى الشارع أو فى أى مكان وفيه واحدة ست بتتخانق لسبب ما والعفاريت راكباها زيادة عن اللزوم، باشك جدا إن دورتها قربت، ولما واحدة ست أو بنت بيبقوا فى مرحلة أنا خلاص قرفت وعايزة أسيب الشغل أو خلاص عايزة أتطلق ومش عايزة أكمل فى الجواز وأسألها إنتى دورتك إمتى، تقريباً بنسبة % 100
بتبقى دورتها هتبدأ بعد يوم أو يومين.
فباطلب منها تستنى لما تيجى وتخلص وتبقى تقوللى هتعمل إيه، وأغلب الستات دى بترجع فى قرار الطلاق أو سيبان الشغل لما بيستنوها تخلص.
أنا باحاول أتأدب مع ربنا على قد ما أقدر ومباحاولش أفهم حكمته من أى حاجة وباعترف إن فيه حكمة من كل حاجة بس مباهتمش أوى إنى أعرفها، بس الحاجة الوحيدة اللى فكرت أعرف الحكمة منها هى سبب تغيير المود وفوران الدماغ اللى بييجى للستات والبنات قبل الدورة الشهرية.
لو قلنا ده شغل هرمونات، طب ما ربنا كان يقدر يعمل شغل الهرمونات ده كله من غير تغيير المود !
ما علينا؛ المهم إن كدا كدا الستات بيبقى مودهم مش فى أفضل حالاته، واحنا كمان عندنا أفكارنا القديمة اللى محوشنها من القرون السابقة والعصور المظلمة، اللى بتقول إن الدورة الشهرية دى مثار قلق وشر، وزود عليهم الأزواج اللى بيغيروا معاملتهم مع زوجاتهم فى الوقت ده، فتلاقينا دخلنا فى دايرة مقفولة ومطلعناش منها لحد دلوقتى، إن الدورة الشهرية دى شر وأذى زى ما قالوا فى القرون الماضية وإنها مصدر خزى وعار زى ما بنقول دلوقتى وإنها بتغير فى المود وتخلى بعض الستات تتجنن وتعمل مشاكل وإنها بتسبب تعب جسمانى…. ومبنشوفش فيها الميزة الأساسية واللى هى سبب حدوثها وهى إن العالم ده كله يخلف عيال ويستمر.
مرة كنت ماشية مع بنت أعرفها عندها 17 سنة، دخلت اشترت فوط صحية واللى فى المحل إدالها كيس شفاف وهى مشيت كدا عادى، فلما جت لى باقولها إنتى مالك عاملة إعلان كدا ؟ ، ما تقوليله يديكى كيس مش بيبين، قالتلى ( إيه المشكلة يعنى، هو انتى من الناس اللى بيخبوا وكدا ؟) ومشينا فعلا، ومع إن المشى فى الشارع كدا معجبنيش أوى بس أنا اتبسطت منها جدا.
موضوع الدورة الشهرية ده هياخد حجمه الطبيعى لو سيبناه فى حاله ومحطيناش بصمتنا، يعنى نسكت عنه خالص ونسيبه كدا ييجى ويخلص فى سلام، ومادام مش عارفين نتكلم عنه صح، يبقى منتكلمش عنه أحسن ونسيب له فرصة يتعافى مننا ومن موقفنا ناحيته !