مقالات نورا عبد الفتاح

بيقولك مصر هتفلّس

هو احنا متفقين إن ربنا موجود ؟
موجود حوالينا فى كل  مكان وفى كل وقت وشايفنا وشايف كل حاجة ؟
ومتفقين إن نعمه علينا مالهاش أول من آخر وإن فيه نعم كتير جداً إداها لنا واحنا منستحقهاش ؟
وأنقذنا من حاجات كتير كنا فاكرين إننا عمرنا ما هنطلع منها وعمرها ما هتعدى وعدت ؟

ومتفقين إن ربنا بيمشى كل حاجة فى الدنيا بإرادته ومافيش حاجة بتحصل ضد رغبته ؟
وإنه لو حطنا فى وضع مش مريح من وجهة نظرنا، فاحنا نستاهله ونستحقه لأنه مبيظلمش حد ؟

ومتفقين إنه سبحانه وتعالى لو عايز يغير أى وضع للأحسن أو للأسوء هيغيره فى ثانية بدون أدنى مجهود ولا مقدمات ؟

طب لو ربنا حطنا كلنا دلوقتى فى وضع اقتصادى صعب، يبقى احنا نستحقه ولا منستحقوش ؟

هل احنا لو قعدنا نندب ونلطم على الفلوس اللى راحت أو الأسعار اللى عليت المشكلة هتتحل وقيمة الجنيه هتعلى بكرة الصبح ولا سعر الدولار هينزل بكرة بالليل ؟
ولا الحكومة هترفع الأجور ؟

طب لو كلنا انهرنا وقعدنا نشتم فى الحكومة ونهرى فى الوضع الاقتصادى العالمى فى العموم وبعد الكورونا وبعد حرب روسيا على أوكرانيا على وجه الخصوص، ونقول كلام فاهمينه وكلام كتير مش فاهمينه، هنحل حاجة ؟

هنوصل لحاجة جديدة ؟

طب هل احنا بطلنا نستورد فوانيس رمضان وولاعات وماكياج وحاجات أتفه من كدا بكتير ؟

طب هل احنا أتقنا شغلنا وادينا شغلنا وقته وكفينا بلدنا لمرة واحدة فى تاريخنا المعاصر، ولا ناس كتير مننا بتروح الشغل تمضى وتنام أو تمضى وتروّح أو تشتغل ساعتين وتمشى ؟

إمبارح بالليل نزلت أشترى حاجات لقيت حاجات كتير غليت % 30 و%40، طب البياعين دول بضاعتهم اللى باعوها امبارح وخبر تغيير قيمة العملة كان أول امبارح، الموضوع لحق يسمّع عندهم إزاى بالسرعة دى، ده على أساس إنهم استوردوا اللبن والبانيه أول امبارح بالليل ؟

طب دول ليه مبنعملش معاهم أى موقف أبسطهم إننا منشتريش منهم أصلا أو على الأقل نشترى أقل الكميات الممكنة لحد ما يتربوا ؟

طب هل كلنا إتأذينا بنفس الدرجة ؟
طب هل اللى إتأذى بدرجة أقل فكر يساعد اللى إتأذى بشكل أكبر أو حتى يحط لسانه فى بقه ؟
بالعكس؛ أغلب اللى شغالين ندب وشتيمة فى الوضع هما اللى مستواهم المادى كويس جدا والوضع الجديد مش هيفقرهم ولا هيجوعهم، بس هما اتعودوا على الندب !!

طب هل إحنا عندنا اليقين فى ربنا بالدرجة اللى تخلينا نثق فى إن الرزق كله من عنده ومحدش بيتدخل فى رزق حد، ولا احنا بنعمل نفسنا بتوع ربنا فى العادى ولما تيجى أى بلوة بنبان على حقيقتنا على طول ويطلع مافيش إيمان ولا يقين ولا يحزنون ؟

طب هل ربنا هيفرق معاه سعر العملة والوضع الاقتصادى العالمى، يعنى مثلا الرزق كله بإيدين ربنا فى الأوضاع العادية ولو حصل أزمة عالمية هيستعصى عليه الإمر ؟
حاشا لله.

هو احنا كام مرة فى مصر من أيام الثورة قالولنا فى القنوات كلها، مصر هتفلس ومصر مافيهاش احتياطى وهتحصل مجاعة فى مصر وهتحصل ثورة جياع وهتحصل مجاعة عالمية بسبب الكورونا ومحصلش أى حاجة ؟
إنت فاكر إن محصلش حاجة من دى علشان احنا شعب محترم وعامل وبيحب شغله أو علشان الحكومة شاطرة ومحصلتش ؟

طبعاً لاء، الكلام ده محصلش لحد دلوقتى علشان ربنا مش عايزه يحصل وعلشان ربنا كريم معانا جدا وبيسترها معانا طوووول الوقت واحنا اللى بننسى وبنفتكر إننا بنتخطى الصعاب بشطارتنا.. !!!

الوضع الحالى بإذن الله هيعدى، هيعدى بستر ربنا وهيعدى لو ربنا شاف إننا نستاهل إنه يعدينا منه ولو معداناش منه فلازم نبقى عارفين إننا منستاهلش نعدى.

رمضان جاى بعد أيام قليلة بإذن الله، مش عايزين ننسى الكلام اللطيف بتاع إن رمضان بيحب الأكل ورمضان بتاع الحلويات ورمضان بتاع الكنافة والقطايف والمكسرات ورمضان بتاع العزومات والسهر والحاجات اللى كلها فلوس بتروح فى الهوا دى.

كان فيه واحد جارنا فى بيت أبويا، جارنا ده ربنا يبارك فيه وفى عمره وفى صحته، من أكثر الناس اللى شفتهم فى حياتى تديناً، كان لما بيشوفنى فى رمضان كان دايماً يقوللى جملة واحدة، إزيك يا نورا ؟ ما تتفضلى عندنا  (علشان انا وبنته كنا اصحاب من واحنا صغيرين )، ولا بلاش أعطلك عن نفحات رمضان، روحى الحقى النفحات !

الراجل فاكر إنى طول الوقت باحاول ألحق نفحات ربنا لينا اللى بتكتر فى رمضان وفاكر إنى باستغل كل دقيقة فى الشهر علشان أستفيد أكبر استفادة !

ميعرفش إن أغلب الناس بتقسم فترة ما بعد الفطار إلى خشاف وبعدين شوربة وبعدين أكل مليان سمنة وزبدة وبعدين حلويات وبعدين مكسرات وبعدين سجاير ومشروبات وبعدين سهرة فيها أكل بردو وبعدين سحور ولازم يبقى تقيل علشان ميجوعوش تانى يوم لحد الفطار … وبعدين يناموا ويصحوا الصبح يشتموا فى الأوضاع الاقتصادية وفى الحكومة وإن الدنيا بتغلى كل يوم.

الخلاصة إن كل حاجة منقدرش عليها فحلها عند ربنا، مافيش اختيارات تانية ولا تالتة، فاللى عايز يطلب منه الحل، هيلاقيه موجود فى كل الأوقات وفى كل الأماكن، واللى عايز يندب ويلطم ويسد نفس خلق الله عن الدنيا، يندب ويلطم ويعمل كل اللى فى نفسه، بس عايزينه يبقى ييجى يحكيلنا نتايج تجربته الشيقة مع النكد والهرى وازاى النكد ده معملش أى حاجة ولا جاب أى نتيجة فى كل مرة كان بيندب فيها.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع