مقالات نورا عبد الفتاح

يلا هات دَلوَك وتعالى 🪣

الحادثة اللى بقت مشهورة جداً اللى فيها ولد قتل بنت قدام الناس فى الشارع، علشان كان بيحبها وهى مكانتش بتحبه، فهو حس إنها بتتعالى عليه هى وأهلها، فقرر ينتقم لنفسه ويقتلها.

عايزين كل واحد فينا ياخد دلوه، علشان كلنا ندلوا مع بعض فى الموضوع.

الجريمة دى جريمة بتحصل فى كل حتة فى العالم، إن حد ينتقم من حد علشان بيحبه بينما الطرف التانى مبيحبوش، مش جديدة يعنى، بس متكرررررررة، وخلينا نحط خطوط كتير تحت متكررة ونرجع لها بعدين.

الحادثة دى عدى عليها أيام كتير وأنا بصراحة محاولتش أعرف تفاصيل خالص، ولا أقرأ أى خبر أو مقال أو حتى بوست بيتكلم عن الموضوع.

بس لما قررت أكتب عن الحادثة اضطريت للأسف الشديد إنى أقرأ أخبار وأشوف فيديوهات عن الحادثة علشان أفهم أنا هاكتب عن إيه.

الفيديوهات والأخبار يغلب عليها جداً من وجهة نظرى اللامبالاة والاستخفاف بحدث جليل زى ده؛ وإن فيه بنت اتقتلت وحياتها انتهت وروحها طلعت وخلاص خلصت على كدا، وولد هياخد اعدام وفى الغالب هيتنفذ فيه الحكم فى وقت مش بعيد، يعنى روح تانية هتزهق وشخص تانى حياته هتنتهى نهاية مؤلمة جداً وأهله هيعيشوا أكيد حياة صعبة جداً اللى متبقى من عمرهم.

الكلام عن إن البنت مكانتش كويسة؛ ده كلام بيتقال عن واحدة ميتة وراحت عند ربنا، يعنى مش تبعنا خلاص، يعنى منقولش غير الله يرحمها، بس لاء ازاى لازم نحكى ونقول رأينا ونعمل فيها قضاة ومحققين ومربيين.

والكلام عن الولد بردو مش شغلنا لسبب بسيط جداً إن الولد ده محبوس وفيه محكمة وقضاة بيشتغلوا على قضيته، فهو كلامنا وفتاوينا مالهاش أى محل أصلاً غير إننا بنتسلى على واحد هيموتوه قريب.

أنا أكيد مش محتاجة أقول إنى مبادافعش عنه لكن الكلام الكتير أوى ده فعلاً مالوش لازمة، ده غير إن والله أعلم من الواضح على الولد إنه مش متزن نفسياً ومش على بعضه خالص وعامل مجهود كبير جداً إنه ميقعش من طوله.
فالناس اللى بتقول الجواز مش بالعافية وهو مينفعش يقتلها علشان رفضته، ده بالنسبة للناس الأسوياء نفسياً؛ اللى فاهمة إن عادى إن واحدة ترفض تتجوزه فيسيبها ويتجوز واحدة تانية، لكن هو لو كان غير مستقر نفسياً وده واضح من كلام جاره اللى قال عنه إن طول عمره قافل على نفسه ومالوش صحاب خالص وحتى أهله بيقولوا إنه على طول قافل أوضته وقاعد لوحده، فده كدا ممكن جداً ميشفش الموضوع عادى وميتقبلش الرفض والموضوع ميعديش عليه سهل، فكوننا إحنا نرغى فى حاجة اللى باين منها أصلاً حاجات متناقضة ومتضاربة ومافيهاش الاحترام الكافى لأرواح بتزهق، فده غلط كبير.

لكن بردو أنا ماليش دعوة بتفاصيل الحادثة اللى أنا ماعرفش عنها غير اللى مقصود إنه يبان منها وفيه تفاصيل معظمنا ميعرفش عنها حاجة، بس اللى يهمنى دلوقتى إنى أرجع لحتة الحوادث المتكررة !

هنقفل الكلام عن الحادثة دى ونتكلم عموماً عن انتشار الحوادث بشكل محصلش قبل كدا فى التاريخ، ملاحظ إن الحوادث بتكتر جدا بشكل مش منضبط ولا مش ملاحظ ؟

مأساة انتشار الأخبار والقصص والحوادث فى ثانية وإننا نعرف الحوادث اللى فى كل قارات العالم كل الوقت وبتفاصيلها وتحليلها وأحكامها القضائية والآراء اللى مالية كل قعدة، مأساة ترقى إلى مرتبة المهزلة.

هو انتشار الأخبار وحرصنا كلنا على إننا نفضح الجانى علشان نردع اللى على وشك ارتكاب جرايم، وإننا نربى كل من تسول له نفسه قتل نفس بريئة أو التعدى على حقوق الغير، بيردع اللى على وشك ارتكاب جريمة أو بيربى اللى بتسول له نفسه القتل ؟

لاء، أبسلوتلى !

ده ممكن جدا يشجع اللى بيفكروا يذنبوا إنهم يذنبوا لما يلاقوا اللى بيفكروا فيه شائع ومنتشر وعادى كدا.

يعنى أنا دلوقتى لو مدير مدرسة فيها 2000 طالب مثلاً وفيها 3 أولاد طلعوا على سطح مبنى وخدوا مخدرات و3 تانيين استخبوا فى حتة وشربوا سجاير و2 تانيين اتحرشوا ببنت معاهم فى المدرسة و2 ضربوا مدرس فى المدرسة و 5 تانيين اتخانقوا مع واحد صاحبهم فى الشارع وقلعوه هدومه.

تفتكر الصح أنا كمدير المدرسة إنى أعرف كل قصة من دول وأعالجها بخبرتى فى إدارة المدرسة وحكمتى بحكم سنى وشغلى ومعلوماتى التربوية ولا الصح إنى أطلع فى الإذاعة الصبح وأقول لل 2000 طالب ” بصوا يا أعزائى الطلبة والطالبات :
إحنا عندنا هنا فى المدرسة 3 بياخدوا مخدرات على سطح المبنى الفلانى و 3 بيستخبوا فى المكان الفلانى ويشربوا سجاير و 2 اتحرشوا بزميلتكوا فلانة و2 ضربوا المدرس الفلانى و 5 قلعوا صاحبهم فلان هدومه فى الشارع، بس بصوا يا ولاد أنا هاعاقب كل مخطئ من دول عقاب شديد، إيه رأيكوا يا ولاد فى الأحداث، يلا إهروا واللى عايز يفتى يفتى واللى عايز يحط التاتش بتاعه يحط.

تفتكروا المدير كان يعاقب ال 15 عيل اللى غلطوا ويدى كل واحد جزاءه والموضوع يقف على 15 عيل ولا الصح إنه يعرف بقية ال 2000 اللى مكانش في دماغهم أخطاء أصلاً وهو اللى عرفهم كل الألوان والفنون المستخدمة لارتكاب هذه الأخطاء ؟

ولو طلع الناس اللى بتقول ( لاء لازم نعرف الناس علشان يبقوا عبرة ).

معلش مع عدم احترامى للكلام ده خالص؛ إحنا جربنا نرغى ونحكى عن كل حادثة كبيرة وصغيرة على أمل إن الجانى يبقى عبرة، واللى بيحصل إنه مبيبقاش عبرة بالعكس ده بيبقى قدوة وبيلهم غيره لارتكاب جرائم مشابهة.

وآدينا جربنا ننشر الجرايم على أوسع نطاق متاح ولاقينا الجرايم بتزيد بشكل خارج السيطرة، ممكن بقى نجرب نخبى الجرايم شوية ونقفل عليها ونسيبها فى إيد الشرطة والقضاء واللى بيموت نسيبه لربنا ونجرب ؟

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع