مقالات نورا عبد الفتاح

حركات بلا حدود

فيه حاجة بنسميها حركات ستات؛ بيبقى فيها شئ من حب الظهور والفخر بالنفس واستعراض السلوك الحسن وأشياء من الطمع وأشياء من الكذب وأشياء من المكر وأشياء من تلقيح الكلام وأشياء من البهتان والافتراء على خلق الله ….. إلى آخره.

سمعة حركات الستات فى العموم سيئة جداً وعادة بتبقى مرفوضة ومحدش بيرحب بيها.

أنا مباعرفش أعمل أى حاجة من حركات الستات دى نهااااائياً وحاولت والله كتير بس باتوتر وبافشل ومباكملش.

تفتكر أنا كدا كويسة وشاطرة وبرافو عليا ؟
يمكن !
تفتكر أنا كدا مبسوطة بنفسى وراضية ؟
الحقيقة؛ لاء خالص !
لأنى فيه حاجات كتييييييير طول الوقت ولمدة سنوات مباعرفش آخد حقى فيها، بينما اللى بيعملوا حركات الستات دى بياخدوا حقهم وحقى وحق أنور وجدى.
تفتكر هما كويسين وشاطرين وبرافو عليهم ؟
آه.
تفتكر هما كدا مبسوطين وراضيين ؟
آه جداً، 1900 قيراط.

لأنهم عندهم إعتقاد راسخ إنهم من غير الحركات دى مش هياخدوا حقهم وهيتداسوا بالجزمة ومحدش هيحطهم فى اعتباره.
والكلام ده صح.

من كام يوم كنت فى تجمع ما، وكنت قاعدة مع ستات كتير، كانت الحركات دى شديدة جداً وفى كل اتجاه ومع إن محدش وجه لى أى حركة من إياهم إلا واحدة بس، لكن بقية الحركات كلها كانت فيما بينهم وأنا بمنأى عنها بس كانت مأثرة عليا والله وحسيت إنى مش قادرة أقعد كتير.

بس لأول مرة فى حياتى أنبهر بالناس دول وأحس إنهم عندهم قدرة وطاقة مش عندى وأنا بانبهر بأى حد بيعمل حاجة أنا مباعرفش أعملها، وباستغرب إزاى بيعملوها كدا بمنتهى التلقائية والبساطة والتمرس ولا يبالوا، ولا كأنهم عملوا حاجة !

تحس إن كل واحدة فيهم بتعمل حركة من إياهم لحكمة ومغزى وهدف وتقصد بيها حاجات (ما وراء السلوك) بتوجهها لواحدة تانية وتالتة علشان توصل رسايل معينة نتيجة موقف أو مواقف قديمة.
الناس دول أنا عذرتهم جداً كلهم فى الحركات المعفنة دى !
تفتكر ليه ؟
لأن كلهم يستاهلوا بعض، وكل واحدة فيهم بتعمل حركات مش كويسة وتقول كلام مش مستحب من اللى قدامها؛ بتعمل كدا لأنها إتعمل معاها مواقف مشابهة وقريبة من اللى هى بتعمله دلوقتى، فهى كل اللى بتعمله إنها بتجيب حقها اللى مش هييجى غير كدا !

وغالباً كل واحدة فيهم بتعمل نفس الحوارات على ولادها وجوزها وجيرانها واخواتها وكل اللى تعرفهم، حركات الستات مبتعرفش تميز، أول ما بتصيب الست بتنتشر على جميع الأصعدة والمستويات والمواقف، ومبتعرفش حدود !

وبكدا تكون الستات دى سعيدة ومرتاحة وراضية وقريرة العين !
ليه ؟
لأنها بتاخد حقها، وبكل الهدوووووء !

يا بختهم !
عندهم قوة نفسية بتساعدهم إنهم يرتاحوا ويتعاملوا فى الحياة بدرجة عالية من النضج وبيفضلوا متماسكين بكل جبروت مهما كان الموقف وحتى لو الموقف يستوجب الانهيار أو البكاء، بيمثلوا البكاء والانهيار ويتخطوه.

كان فيه مقولة عبقرية بتقول ( الحياة لمن يجرؤ ) وهما دول اللى يمتلكوا الجرأة للحياة !

قبل كدا كان الناس بتوع الحوارات والحركات دى بيصعبوا عليا والله وباحس إنهم بيبذلوا مجهود فى الحوارات دى وبيضيعوا طاقة كبيرة، بس بعد كدا اكتشفت إنهم بالتمرين المستمر ولأن التكرار بيعلم الحمار، بقوا بيعملوها بمنتهى السهولة والعفوية ودون أدنى مجهود !

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع