ستر وغطا
فيه حاجة أمهات وآباء كتير بيعملوها وهى إنهم بيحسسوا الطفل إن علاقته بيهم مش خاصة بيهم وإن سره فى بير وإنهم ملجأه لو حس إنه مكسوف أو محبط أو غلط واعترف بغلطه، فساعات مثلاً تلاقى عيل صغير جداً وعنده 3 أو 4 سنين، جاى يوشوش مامته أو باباه فى ودنهم ويقولهم على حاجة فى الغالب ضايقته أو مزعلاه أو محسساه بعدم الارتياح، فتلاقى أمه أو أبوه يقولوله بصوت عالى قدام الناس زى الهبل بالظبط( لاء لاء متقعدش توشوشنى كل شوية، لو عايز تقول حاجة، قول بصوت عالى قدام الناس، دول مش ناس غريبة، دول يادوب خالتك وعمتك وجدتك وجيراننا كلهم و39 واحدة من صحابى، هاه قول قدامهم عادى).
فالولد طبعاً يكتم فى قلبه ويسكت ويمشى !
بس وهو جاى يوشوش الأم كان جاى بشعور أنا متضايق وجاى أرمى تعبى عليها وآخد منها دعم علشان هى الجانب المريح فى حياتى، لكن وهو ماشي كان ماشي باحساس، أنا كنت متضايق ودلوقتى بقيت متضايق ومحرج ومحبط ومتهزأ ومفضوح قدام الناس دى كلها ومش هاروح أقولها حاجة تانى لما تكون قاعدة مع ناس حتى لو هاموت !
نفس الكلام بيحصل لما الأم أو الأب يحبوا يعاتبوا ابنهم أو بنتهم فى حاجة عملوها فيكلموهم قدام الناس أو فى الشارع بصوت عالى أو فى تجمع عائلى علشان يسبكوا دور الأم والأب قدام الناس.
طب ما تعاتبوه وتهزأوه وتدوله محاضرات وتضربوه كمان لو الموضوع يستاهل، بس عندكوا بيت تهزأوه فيه !
نفس الكلام لو عيل عمل حاجة غلط أو جاب درجة وحشة أو ممسوك عليه ذلة ما؛ يلاقى بعد شوية العيلة كلها بتتكلم عن الذلة الممسوكة عليه دى أو يكتشف إن أمه قالت لخالته وجدته ،وأبوه قال لعمته وأولاد عمته وجدته والولد اتفضح وهو كان فاكر إن أمه وأبوه ستر وغطا، طلعوا ولا ستر ولا غطا !
جدير بالذكر بردو فى هذا الصدد اللى مش لطيف؛ بلاش والنبى الفكرة بتاعة إن اللى عنده عيل صغير عنده شهور لازم يصوره وهو بيستحمى من غير هدوم ويسيب الصور عند الجد والجدة، وبعد كدا العيل ده يكبر ويبقى فى الجامعة وصوره وهو بيستحمى وهو عنده سنة عند جدته فى البيت والعيلة كلها بتتفرج عليها فى كل المناسبات ويمسكوها عليه ذلة جديدة، وعلى فكرة مافيش أى حاجة جميلة فى إننا نصور طفل رضيع مش فاهم حاجة فى الدنيا ولا حول له ولا قوة وهو من غير هدوم ونحتفظ بالصور فى بيت العيلة الكريمة، عايزين نتقى الله فى أولادنا وننضف دماغنا شوية.