علم نفسمقالات نورا عبد الفتاح

طريقة تحضير السعادة فى المنزل

فيه كلام عبقرى جدا أثبتته الدراسات وعلماء النفس؛ قالوا كلام غريب جداً فى إشكالية السعادة والإشكاليات المرتبطة بيها؛ قالوا إن السعادة مش قرار ولا حاجة ولا فى التفائل ولا حتى فى الرضا؛ قالوا السعادة فى حل المشكلات؛ (آه والنيعمة ) بصوت بدرية طلبة.

قالوا إن التعاسة بتيجى لما يكون فيه مشكلات خارج سيطرتنا وإحنا مش عارفين نحلها؛ يبقى السعادة هى إننا نكون ضد التعاسة؛ يعنى لما نحل المشكلات اللى بتسبب تعاسة، وطول ما احنا عندنا مشكلات مفتوحة وماتحلتش هنفضل تعساء أو على الأقل مش هنكون سعداء، حتى لو خدنا قرار إننا نكون سعداء أو ملينا دواخلنا بأطنان وأطنان من الرضا عن نفسنا وعن مشاكلنا؛ هنفضل تعساء لحد ما نحل المشاكل دى أو على الأقل نقللها أو نمشى فى طريق حلها، غير كدا لن يكون هناك سعادة رغم كل المحاولات !

قالوا إن اللى بيعيش الحياة صح وبشكل أقرب إلى المثالية بكل تفاصيل الحياة هما الناس اللى بيحلوا المشاكل مش اللى بيتصوروا إن تجنب المشاكل أو الهروب منها أو تكبير الدماغ هى الشطارة.

قالوا حاجة تانية غريبة جداً مصدقتهاش فى الاول بس إقتنعت بيها بعد كدا؛ بيقولوا إن الست اللى مش بتشتغل برا البيت ومركزة أوى فى تفاصيل حياة أولادها بتعيش الحياة صح أكتر من اللى بتشتغل برا البيت، يعنى مثلاً الست الريفية البسيطة جداً اللى أحياناً ممكن تكون مش معاها مؤهل عالى أو متوسط أو حتى أقل من كدا، بس بتركز فى دقائق الأمور والمواقف الخاصة بابنها، بتعيش أفضل من اللى حققت طموحات خاصة بيها هى، بعيدة عن بيتها واترقت وكبرت فى شغلها وأثْرت نفسها مادياً ومعنوياً.

قالوا إن مافيش حاجة تخلى شخص يعيش تفاصيل الحياة قد شخص ملتصق بطفل من وقت تكوينه لحد ما يبقى شخص راشد ومسئول، ومحدش بيعمل كدا غير الأمهات المتفرغات لأسرهن والقليل جداً من الآباء.

يعنى كدا الأمهات اللى بتركز فى حملها وحركة جنينها وميعاد ولادته والفيتامينات اللى بتاخدها ولبس البيبى والولادة والرضاعة وإزاى تبدأ تأكله وإمتى أسنانه هتطلع وإمتى هيمشى وإمتى هتفطمه وإمتى هيحفظ قرءان وإمتى هيروح المدرسة وإزاى تقعد تفكر فى المدرسة عقود وقرون علشان تختار أنسب واحدة ليه وتدخل كل ربع ساعة على جروب الماميز تسأل على الهوم ورك وعلى الجلاد الأخضر وعلى الكويز بتاع بكرة وعلى المدرس اللى صوته عالى واللى بيتكلم بسرعة واللى الاولاد بيحبوه واللى الاولاد بيكرهوه وكل شوية تبقى عايزة تروح تشتكى المدرسة علشان زودوا المصروفات، والحاجات دى واخدة كل أحاديثها ودماغها وتركيزها ووقتها.

وبعد كدا تتفق على دروس خصوصية وعلى اللبس والجمعيات والأعياد والإدخار وتطلع بابنها من مرحلة لمرحلة كأنه لسه طفل رضيع، لو حصل مشكلة فى المدرسة مهما كانت صغيرة لازم تتدخل فيها، لو ودته لدكتور هى اللى تتكلم حتى لو هو فى ثانوى ولا فى الجامعة، ولما ييجى يتجوز غالباً هى اللى هتتولى الموضوع كعادتها من ساعة ما اتولد !

الناس الخبراء والعلماء دول بيقولوا إن الست دى هى أكتر شخص بيعيش الحياة وبمقدار كبير من السعادة، رغم إنها كدا من وجهة نظرى بتعيش حياتها بس بتمنع إبنها إنه يعيش، بس مش دى مشكلتنا دلوقتى، إحنا بنتعلم منها هى إزاى نعييييش؛ إزاى نوااااجه الحياة، إزاى نحل المشكلات اللى قالوا لنا إن حلها هو اللى بيجيب السعادة والإحساس بالحياة !

لأن أغلب الأمهات بتؤدى الأعمال دى بس مبتعيشهاش، مبتحسش بيها، بتؤديها وخلاص.

على نفس الدرب قالوا إن الشخص اللى بيعيش فترات فقر وحرمان وظروف قاسية ومعاناة؛ معاناة حقيقية لا خلاف عليها، يعنى مش مشكلات صعبة من وجهة نظره هو؛ لاء دى صعبة من كل الزوايا بحيادية وموضوعية تامة؛ ويبقى عايش بيحاول يتخطى مشاكلة والأحاسيس القاسية بالجوع والمعاناة؛ بيعيش صح أكتر وأسعد بكتير من اللى ظروفه أفضل أو أريح أو ( مشاكله ) أقل.

الناس دول عايزين يقولوا حاجة واحدة؛ علشان تبقى سعيد لااااازم تمشى فى طريق واحد إسمه حل مشاكلك أو على الأقل( تبدأ ) تحلها.

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع