بُصّى يا سيجارتى
فيه حاجات غريبة كتير ومبافهمهاش فى الإنسان عموماً، بس من أكتر الحاجات اللى بتثير التساؤلات جوايا؛ هو ازاى فيه ناس بتدخن ؟
إسمه تدخين؛ دخان، ليه علاقة بالحرق والحرائق والمداخن والغيوم؛ يعنى كلها حاجات تعمل كتمة نفس ! 😂
الفتاوى كلها من سنين طويلة مؤكدة إنه حرام؛ حرام يعنى بيتحسب ذنب وذنب على ذنب بيعملوا جبل ذنوب، طب هو احنا ناقصين ذنوب، هنروح بيها فين، ده احنا كلنا ممكن نموت بعد دقايق أو ساعات أو أيام !
طب وليه أجيب لنفسى ذنوب من الهوا ؟
ده لمصلحة مين ؟
مضيعة للفلوس بطريقة فظيعة وبعدين نشتكى إن الفلوس مافيهاش بركة وبتطير.
لو قلنا إنها بتونس وبتسلى والكلام الهجص ده، فأى كوباية شاى ولا فنجان قهوة ولا أى حاجة بتتشرب أو تتاكل، هتدى نفس الإحساس بالونس، وبعدين اللى محتاج ونس ممكن يكوّن ونس حقيقى من الناس اللى تستاهل تكون حواليه، بدل ما يقرب من السيجارة ويبعد عن الناس ؟
لما كلنا عارفين إنها بتسبب الوفاة، وبتسبب سرطان الرئة وبتسبب بلاوى وكوارث ، طب فيه إيه ؟
هى الدنيا مليانة أمراض لوحدها، ليه نجيب لنفسنا أمراض لحد عندنا ؟
من أبشع وأفظع الغلطات اللى بيعملها أى مدخن؛ إنه يفضل يكرر على نفسه جمل زى ( السجاير دى دوا، السجاير دى الونس، السجاير دى أحلى حاجة فى الدنيا ، وعمرى ما هاقدر أبطلها )، كدا هو بيقنع عقله الباطن إنها حاجة حلوة وعمره ما هيبطلها، وحتى لو فكر يبطلها؛ هيطلع له عقله الباطن يقوله ( لاء انت عمرك ما هتقدر تبطلها، خليك كدا، دى جميلة ) !
المفروض بقى إيه اللى يحصل ؟
والكلام ده كلام علمى على فكرة؛ المفروض اللى بيفكر يشرب سيجارة، يطلعها من العلبة وبمسكها فى إيده ويبص لها كويس ويقول لها ( إنتى سيجارة مضرة لصحتى وممكن تموتينى وتعملى لى سرطان وبتضيعى فلوسى، وبتسدى نفسى عن الأكل المفيد، وبتجيبي لى ذنوب وانا عندى دنوب كتير أصلاً، وانا عايز أبطل ) ويروح شاربها وهو ساكت من غير ما يقول عنها أى حاجة إيجابية.
المفترض والأمل متعلق على إنه لما يكرر الكلام ده كل مرة؛ إنه يبرمج عقله على إنه يحطها فى مكانها الصحيح، اللى يخليه يشوف مشاكلها وعيوبها الحقيقية مش مزاياها اللى مش حقيقية !
وتدريجياً يبقى عقله هو اللى بيقوله أول ما يشوفها الكلام اللى هو دخله فيه قبل كدا؛ ( إنها مضرة وبتموت وبتعمل أمراض وبتضيع الفلوس وبتجيب ذنوب … إلى آخره ).
غريب أوى الإنسان ده؛ مبيحبش حد يؤذيه ولا يسبب له مشاكل من أى نوع؛ بيحب هو اللى يؤذى نفسه بإيده ويسبب لنفسه المشاكل بذات نفسه !
والإنسان الأغرب اللى بيعمل الموضوع ده شغله وشغفه ومتعته؛ إنه يصنّع حاجة مؤذية لعدد لا نهائى من البشر فى مقابل إنه يحقق مكسب مادى لنفسه، حتى لو ناس ماتت أو فقدت صحتها أو جنتها !
والأغرب من دول ودول اللى بيعزم على حد بسجاير واللى بيتعزم عليه عمره ما شرب قبل كدا، والللى بيعزم يفضل يلح عليه كأنه بيعمل له خدمة, واللى يجننى إن اللى عمره ما شرب سيجارة يستسلم بمنتهى انعدام الذكاء وياخدها ويشربها ويدخل فى الدايرة اللى ممكن ميعرفش يخرج منها ؛ طب ليه ؟
علشان محدش يقول عليه عبيط ولا مش راجل ولا بيخاف يجرب، فيدخل نفسه فى بلاوى المهم شكله فى ال 3 دقايق دول.
ناس غريبة أوى بصراحة !