مقالات نورا عبد الفتاح

أبو جلابية

لحد وقت قريب جداً كنت باحب آخد وأدى مع نفسى فى كل شعور
حد قدامى بيحس بيه؛ سواء عبر عنه بالكلام أو باين عليه بس مقالش !
السعادة، الكآبة، الحزن، القلق، الكره، الضيق، الراحة، الغل، الطيبة، الحب، الخووووف !!!
من زمان وانا باشوف إن مشاعر الخوف مختلفة عن كل المشاعر الحلوة والوحشة ولو اتحطت فى كفة قدام أى شعور تانى؛ هتكون أتقل بكتيبير!

شعور الخوف ساعات كنت باتخيل شكله؛ كنت باتصور إنه شخص طويل جداا وعريض ونحيف جدااا؛ لابس جلابية شديدة الاتساخ؛ جبان جدااا متستغربش؛ اه جبان؛ رغم انه بيخوف لكن جبان !!
لأن اللى بيستغل أوقات ضعف شخص ويستخدم ضعفه ضده يبقى فى منتهى الجبن !

اسنانه سوداء ومتكسرة؛ موجودة أنصاف أسنان مش كاملة؛ مالوش صوت ولا بيبان من بعيد، ده بتلاقيه فجأة بقى قريب جداً منك من غير مقدمات ومن غير أى استعداد من ناحيتك !

بيقعد جنبك أو قدامك أو وراك بمسافة قريبة جداً من غير أى استئذان ومعندوش أوبشن إنه يروح ويسيبك فى حالك !

بياكل ويوسخ حواليه وبيكركب الدنيا فى أى مكان بيروحه؛ بيقضى حاجته فى أى ركن، بينام ويصحى وقت ما هو عايز، بيعيش حياته بالطول والعرض والارتفاع، من غير ما يسبب صوت، بس بيسيب ( أثر رررر) !!
مشكلته الأساسية فى الأثر اللى بيسيبه، ده إذا ساب المكان ومشى، أنا اعرف ناس كتيير عايشين بالخوف وبيشتغلوا بالخوف وبيناموا ويصحوا بالخوف وبياكلوا ويشربوا والخوف معاهم بجلابيته القذرة وأثره القذر، ومبيسيبهمش !!!

زى الضيف التقيل السمج اللى بيزور من غير استئذان ويبات عندك غصب عنك وبعد كدا يديك فكرة إنه قرر يعيش معاك !!!

شوفت فيلم mother ؟ 😂
هو عامل زى الناس اللى كانوا فيه بالظبط ؟ 😂
وانت تبقى عامل زى جينيفر لورانس بطلة الفيلم. 😂
وأى حد هتطلب مساعدته هيبقى عامل زى جافيير بارديم ما كان بيعمل مع مراته؛ مش عارف يعمل أى حاجة وبيوهمها إن الوضع هيتحسن وهو أصلاً مش مصدق نفسه ! 😂

ورغم إنى مخى على قدى وعارفة كدا وباحاول أظبط الناس اللى بتلجأ لى فى مشاكلها نفسياً على قد ما أقدر؛ لكن كنت باحس إنى باعمل حاجة عبقرية جدااا 😂😂

الحاجة دى عكس علماء النفس ما بيقولوا وده ضد توجهى دايماً لأنى باعشق علماء النفس، بس فى الحتة دى باختلف معاهم. 🤓

هما بيقولوا لما حد يبقى خايف أو عنده فوبيا أو نوبة هلع، علشان النوبة تعدى أو الموقف اللى الفوبيا شغالة عليه فيه يخلص؛ ( يتفه ) من شعوره بالخوف؛ أى يراه تافهااااً ويقنع نفسه إنه مبيخوفش ومافيش حاجة؛ بس طبعاً ساعات كتير اللى لسه فى مراحل المرض الأولى ومبيعرفش يتعامل مع وضعه الجديد؛ ( مبيعرفش ) يعمل كدا رغم محاولاته !

طب ازاى مش هيشوف جلابية الخوف السوداء والاسنان المكسرة ووشه الاسود وريحته الوحشة ؟
إحنا هنساعده ولا هنضحك عليه ؟

الأكثر نفعاً من كدا من وجهة نظرى إننا نقوله بص؛ فلان عمل الحاجة دى ومحصلوش حاجة وفلان عمل كذا ومحصلوش حاجة، لعله يصدق !

يعنى مثلا اللى بيخاف من الموز؛ متستغربش فيه ناس بتخاف من الموز جدااا كمان !
ناكل موز قدامه ونقوله ( بص، احنا بناكل موزة أهو ومحصلناش أى حاجة ) !

وهو يشوف بنفسه ان اللى بياكل موز مبيحصلوش حاجة وممكن يجرب قضمة وهيلاقى انه محصلوش حاجة !

وقس على ذلك كل المواقف اللى ينفع معاها الكلام ده.

لكن موضوع تهميش شعور الخوف واللا مبالاة مبينفعش فى كل الأحوال ولا مع كل الناس ولا بينفع أصلاااا خااالص مع ( المرضى ) اللى عندهم مرض له علاقة بالخوف زى اضطراب الهلع أو الفوبيا بأنواعها.

والكلام ده يمشى على الخوف المرضى والخوف العادى من الأهل أو من رئيس العمل أو من الأشخاص الجديدة أو أعمال معينة …. إلى آخره

نرجع لأبو جلابية؛ أبو جلابية ده بيفكرنى بالناس اللى بتخاف ولا تختشيش 😂
بيخاف بس عامل نفسه مرعب، دمه تقيل وعامل نفسه ظريف، صوته وحش وعايش فى دور إن صوته حلو، بيلبس جلابية سوداء مقطعة وفاكر نفسه أشيك من جورج كلونى، ضعيف جداً وبيمثل القوة المفرطة !

كل ده مش محتاج مننا غير حاجة واحدة؛ نعرفه قيمته الحقيقية؛ ونقوله بمنتهى الوضوح إنت جبان ودمك تقيل وصوتك وحش وجلابيتك مقرفة ( واغرب عن وجوهنا؛ ثكلتك أمك )؛ هيمشى على طول ويسيبنا نعيش فى تبات ونبات ونخلف صبيان وبنات. 🥳
بس مين الشاطر اللى هيقوله كدا ؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع