خاطرة الأفورة
فيه ناس بتتكلم بمشاعرها أوى؛ تحكى تفاصيل مؤثرة، تقول كلام مؤلم للنفس لو بيتكلموا عن حادثة أو حد فقير أو مظلوم أو مقهور بشكل ما، بيحبوا يسردوا فى الأحداث اللى فيها مشاعر سواء حب أو كراهية، بيحبوا يلعبوا على مشاعر المشاهد أو المستمع.
الناس دول أنا لحد من أيام قليلة كنت مباقدرش أستحمل معاهم أكتر من دقايق وبعد كدا بيبقى لازم أختفى، لأنى مباستحملهمش بصراحة، يعنى لو حد فقير أوى مثلاً أو افتقر فجأة، مش لازم الحكاية تتحكى بصوت مؤثر وتفاصيل عن إن ابنه عنده سرطان ومبيمشيش ومراته ماتت وهى بتولد إبنه التانى وسابت له عيل عنده يوم والبيت اللى ساكن فيه إتهد علشان هيوسعوا الكوبرى الدائرى وعليه أقساط وهيدخل السجن وإخواته خدوا ميراثه وضحكوا عليه …. وكل ده ب tone صوت مؤثر، ( طب ما تحكوا عدل وخلاص !)!
ممكن أسمع الحكاية من حد بيشتكى عادى وبيتكلم عدل وميبقاش قاصد يلعب على مشاعرى وينكد عليا، يبقى عايز حل أو مساعدة، لكن اللى بيقصد النكد واللعب بمشاعر المستمع باقفل منه على طول وبابقى عايزة أمشى بسرعة، وأنا باعرف الفرق بين الاتنين بسهولة شديدة.
علشان أول ما بتوصلنى رسائل المعاناة الصعبة جداً لشخص ما حتى لو بتتحكى وأنا ماعرفوش أصلاً باحس إنى تعبت فجأة ودوخت. 😂😂 والله العظيم باحس إنى دوخت جداً ولازم أمشى أو أسكته. 😂😊
وأقوله خلاص متأفورش متقرفناش، كفاية !
لكن فى الأيام القليلة اللى فاتت إكتشفت حاجة؛ إن الناس اللى بيتكلموا بالمشاعر دول
هما دول اللى المشاعر والأحاسيس اللى باقية فى الدنيا باقية بيهم وعلشانهم ومن خلالهم !
وإننا لو طفينا شوية المشاعر اللى باقية فى هذا العالم بإننا نمنعهم يتكلموا بمشاعرهم وعن مشاعرهم وعن مشاعر الناس، يبقى إحنا كدا بنوأد شوية الإحساس اللى فاضل لنا فى الدنيا، تخيل كدا كلنا بلا مشاعر. 😂
فيه ناس ممكن يكونوا عندهم إحساس وبيحسوا بغيرهم بس مبيتكلموش عن كدا بيبينوا فى الأفعال بس، ودول مش هينفعونا بحاجة، اللى هينفعونا هما الناس اللى بنقول عليهم أوفر وبيتمسكنوا فى أى قصة أو أى حديث.
سيبوا الناس اللى عندهم أفورة فى مشاعرهم، سيبوهم يأفوروا لاحسن الموضوع بقى عايز وقفة !
ويا ريت نتعلم منهم شوية أفورة بس بوسطية ونبقى كلنا اوفر فى مشاعرنا بس بحساب ( الأفورة الوسطية الجميلة ).
بدل ما يتعلموا هما كبت مشاعرهم زينا والدنيا تخرب !