هل للثقافة خصائص وسمات ؟
خصائص الثقافة يوجد العديد من الخصائص المميِّزة لأيّ ثقافة، منها ما يأتي:
الثقافة اجتماعيّة: تُعدّ الثقافة ظاهرة اجتماعيّة، فهي نتاج أيّ مجتمع ولا تتشكّل كظاهرة فردية، أي أنّها تحتاج إلى وجود مجتمع كامل حتى يستطيع أيّ فرد تشكيل وتطوير ثقافته من خلال تفاعله الاجتماعي مع الآخرين ضمن المجتمع.
الثقافة سلوك متعلّم: لا تُعدّ الثقافة إرثاً بيولوجيّاً يُورَث من الآباء، كما أنّها ليست أمراً يُكتسب بالفطرة، لكنّها موروث اجتماعي، أيّ يتمّ تعلّم السلوكات السائدة في المجتمع من خلال التفاعل والتواصل مع الأفراد الآخرين فيه.
انتقال الثقافة: تنتقل الثقافة من جيل إلى آخر من خلال انتقال الصفات الثقافية من الآباء إلى أطفالهم، والذين بدورهم ينقلونها إلى أطفالهم مستقبلاً، وهكذا.
والجدير بالذكر أنّ انتقال الثقافة ليس المقصود به انتقالها بالوراثة عن طريق الجينات، إنّما من خلال التفاعل واللغة، إذ تُعدّ اللغة الأداة الرئيسية في أيّ ثقافة.
قدرة الثقافة على إرضاء أفراد المجتمع: تقدِّم الثقافة وسائل عديدة وفرصاً مناسبة من أجل تلبية الاحتياجات والرغبات بما يتوافق مع الطرق الثقافيّة السائدة في المجتمع، منها الاحتياجات البيولوجيّة، أو الاجتماعيّة، كما تساعد الثقافة على إشباع احتياجات الفرد من غذاء، وملابس، ومأوى، وتلبي رغباته من مال، ومكانة، وشهرة.
اختلاف الثقافة من مجتمع إلى آخر: الثقافة ليست واحدة في جميع المجتمعات، فكلّ مجتمع له ثقافته الفريدة وطرقه الخاصة التي تميّزه عن غيره من المجتمعات، كاختلاف العادات والتقاليد، والمعتقدات من مجتمع إلى آخر.
الثقافة مستمرة وتراكميّة: يمكن اعتبار الثقافة بأنّها ذاكرة العرق البشري، فهي لا تسود في المجتمعات لفترة زمنيّة معينة ثمَّ تُنسى، إنمّا تُعدّ عملية مستمرة تنتقل من جيل إلى آخر مع إمكانيّة إضافة سمات ثقافية جديدة عليها.
الثقافة ديناميكيّة: تتغيّر الثقافة من مجتمع إلى آخر ومن جيل إلى آخر عبر الزمن، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تلك التغيّرات تتمّ بسرعات مختلفة.
أهمية الثقافة توجد العديد من الأسباب التي تجعل الثقافة مهمة جداً.
الأجداد: تُعدّ الثقافة مصدراً مهماً للحصول على معلومات تتعلّق بالأجداد والتاريخ، وكأنّها بوابة تساعدنا على الوصول إلى تاريخ أسلافنا والتعرُّف عليه، ومعرفة التقاليد الثقافية التي كانت سائدة في وقتهم، فالثقافة قادرة على تخليد تلك الأمور.
فهم الذات: تساعد دراسة الثقافة السائدة في المجتمع الذي ينتمي إليه الفرد على التعرُّف على نفسه بصورة أفضل من خلال معرفة أصله وتاريخه بصورة واضحة، وبما يُعزز كرامة الفرد، واحترامه لذاته، وشعوره بالفخر بانتمائه إلى تلك الثقافة.
التنوّر ومعرفة تطوّر الفرد: يُساعد التعمق بدراسة الثقافة على إلقاء نظرة على العصور القديمة، والتعرُّف على الثقافات الأخرى، وتوضيح مراحل التطوّر التي مرّ بها الإنسان.
القيم الأخلاقية: تمتلك كل ثقافة مجموعة من القيم والمعتقدات والمعارف الخاصة بها، والتي تساعد على إنشاء مجتمع أفضل.
لذا فإنّ اتّباع ثقافة ما يغرس تلك القيم الثقافية في الشخص، ويجعل منه شخصاً مسئولاً وقادراً على التفاعل مع مجتمعه ومع الآخرين.
الانضباط: تشتمل كل ثقافة على مجموعة من القواعد والقوانين الخاصة بها، والتي يؤدي اتّباعها إلى الحصول على سلوك سليم ومنضبط، فقد وُضِعت كل قاعدة في الثقافة لسبب ما، لذا من المهم التقيُّد بها بشكل صحيح وعدم إهمال التقاليد الثقافية السائدة.
المعرفة: تُوفر دراسة جميع جوانب الثقافة التي ينتمي إليها الفرد معرفة عميقة له عن ماضيه، فيصبح هذا الفرد أكثر دراية ووعياً به، إذ إنّ كل شيء تمّ شرحه في التاريخ.
التعاطف: تهدف التقاليد الثقافية ضمن أيّ ثقافة إلى انتشار السلام بين سكان الأرض، فهي تُعلِّم الناس كيفيّة التعايش مع الثقافات الأخرى السائدة في جميع أنحاء العالم، واحترام الجميع والتعاطف معهم حتى يسود السلام والأمان.
فهم معنى الحياة: تساعد دراسة الثقافة على فهم المعنى الحقيقي للحياة التي نعيشها، وفهم كافة مراحلها، فالثقافة توجّه الأشخاص نحو الطريق الصحيح الذي ينبغي اتّباعه في كلّ مرحلة تحتاج إلى تصرُّف مُختلف من قِبل الشخص.
حماية الأجيال المقبلة: يُمكِن حماية الأجيال القادمة من الابتعاد عن ثقافتهم من خلال نقل التقاليد الثقافية القيّمة التي تركها الأجداد والتي تتميز بالخبرة إليهم؛ لجعل حياتهم أسهل.
المسؤولية: يساعد انتماء الشخص لثقافته ومجتمعه والتزامه بما فيه من عادات وتقاليد، وقوانين، وغيرها على أن يكون شخصاً مسؤولاً تجاه نفسه وتجاه مجتمعه.
اكتساب الثقافة : إنّ عملية اكتساب الثقافة هي عملية مستمرة، إلّا أنّ الكثير من المفاهيم الثقافية يكتسبها الفرد في سنّ مبكرة من حياته، ومن عدّة مصادر كالآباء، أو الأقارب، أو المدرسة، أو التقاليد الدينية، فعند وصول الفرد إلى سن الخامسة يكون قد اكتسب عدداً من المفاهيم الثقافية الأساسية، ثمّ بعد ذلك يتمّ تطويرها تدريجيّاً في سن المراهقة من خلال التنشئة الاجتماعيّة وتفاعل الفرد مع مجتمعه.