بريد نورا عبد الفتاح

أسرار حياتى على جروب الواتس آب

أنا زوجة فى الثانية والثلاثين، متزوجة منذ سبع سنوات، مشكلة حياتى أن زوجى يخبر كل من يعرف تفاصيل حياتنا بأدق الأحداث، ويجعل أحاديثنا وأفعالنا مشاعٱ لدى كل معارفه وأصدقائه وعائلته.

ولن أخفى عليكِ أننى أعرف كلمة السر فى هاتفه وكنت أفتش فيه أحيانٱ، فإذا به يخبر عائلته كلها عن أخبارنا وأفعالنا ومتى نأكل ومتى نستحم ومتى ننام وماذا نقول فى كل مستجدات حياتنا وهم أيضٱ يفعلون نفس الشئ، فإذا بجروب الواتس اب الذى يتحدثون فيه يتحول إلى سجل من الفضائح لبيوت جميع المشتركين فيه، ويطلعون على أسرار بعضهم البعض، التى يمكن ذكرها والتى لا يمكن ذكرها.

وكلما بحثت فى هاتفه لأعرف هل هو مستمر فى سرد الأسرار على هذا الجروب أم لا، أجده مستمرٱ وبكل نشاط، مما يضايقنى بشدة ويشعرنى أن أسرار حياتى كلها مطروحة أمام الجميع، كما تنقص قدره فى نظرى يومٱ بعد يوم، هل أفاتحه فى الأمر أم أستمر فى متابعة الهاتف فى صمت ؟
وهل يمكن أن يتوقف عن هذه العادة وهو الآن فى الواحدة والأربعين ؟

صديقتى العزيزة :

أقدر شعورك فى الإحساس بأنك فى العراء أو عدم الأمان والاستقرار فى ظل ما يفعله زوجك، ولكنى لا أقدر أبدٱ تفتيشك فى هاتفه المحمول الذى لن يجلب لكِ إلا الوساوس و( وجع الدماغ).

إفتحِ معه الأمر بوجه عام فى حديث عام عن إفشاء الأسرار أو الحكايات الغير مسموح بها مع الناس، ولا تخبريه بأنك تعرفِ أمر هذا الجروب العجيب الذى يحكون فيه عن حياتهم وإنسِ أمره تمامٱ وتناسى كلمة السر الخاصة بهاتفه وإنشغلِ بمحاولة إقناعه أن إفشاء أسرار البيوت بوجه عام وأسرار الأزواج بوجه خاص، أمر محرم شرعٱ ومرفوض من العقل تمامٱ، فإن فهم وتراجع فلتنسِ الأمر، وإن لم يفهم فمن حقك إخفاء ما يجب إخفائه عن شركائه فى الجروب الغريب، فليس الجميع يستحقون معرفة كل الحقيقة،
وإدعُ له بالهداية.

وأما عن ما إذا كان من الممكن أن يتوقف فى هذه السن؛ فبالطبع نعم من الممكن جدٱ حتى وإن كان فى الواحدة والثمانين.

وعليكِ بالمثابرة فى إقناعه بأهمية حفظ الأسرار بشكل غير مباشر، وإتركِ هاتفه تمامٱ.


مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع