رابطة الكلاب والحمير ومن يفهمهما
هل لاحظت أن الكلب يحب الحمار ؟
ويكنّ له كل مشاعر الشوق والسعادة بالمشاركة كلما رآه؟
هل انتبهت يومٱ إلى مدى تعلق الكلب بالحمار ؟يمشى بجواره، يقف حينما يقف الحمار بينما يحرك ذيله بسعادة بالغة وهو بالقرب منه حتى ولو لم يفعل الحمار شيئٱ، فهو سعيد بجواره وفقط.
والحمار بدوره شاعر بالأنس، وكأنه يحس منه بتقدير واحترام للمرة الأولى من مخلوق، فلا أحد يقدره على الإطلاق.
فحتى أصدقائه وأقاربه من الحمير لا يضعونه هذه المنزلة ولا يقدرونه ذلك التقدير.
ولو لاحظت مزرعة متعددة الحيوانات تجدهما متلاصقين وأقرب لبعضهما عن باقى الحيوانات حتى التى من نفس النوع.
ربما لأن كلاهما طيب الطبع، يرضى بأقل القليل من الطعام وبأقل قدر من حسن المعاملة ؟
ربما الطيبة، البساطة، الصفح والتنازل هم ما يجمعهما على مبادئ واحدة ومنهج ثابت للعيش ؟
وربما لأنهما من أكثر الحيوانات التى تواجه إيذاءٱ بدنيٱ ونفسيٱ فى كل شارع وكل طريق بدون أدنى خطأ من جانبهما، فقد وجدا راحة فى تشارك المعاناة فالكثيرون يجدون فيهم ( صيدة سهلة)، لإيذائهم بالضرب أو إلقاء الحجارة إو حتى إفزاعهم فقط.
قال الدكتور ابراهيم الفقى رحمة الله عليه فى أحد ندواته؛ ( احنا ليه بنعتبر الحمار شتيمة ؟
مكان ما نقوله يقعد بيقعد، الأكل اللى بنجيبه بياكله، الشغل اللى بنطلبه منه بيعمله، بيسمع الكلام فى كل حاجة، وعمره ما بيقول لاء).
بالفعل الحمار من أكثر الحيوانات سلمية وبراءة، هل سمعت يومٱ عن حمار خائن، مؤذِ ضرب أحد بلا سبب أو أساء التصرف فى موقف ما أو رفض العمل أو رفض نوعية الطعام المقدمة له ؟
لا أظن !
وكذلك الكلب، يرضى بأى شئ مهما كان كنهه وكميته وشكله.
ولأن الكلب بطبيعته العاطفية الحساسة البادية عليه؛ يبادر هو باظهار حبه للحمار وليس العكس.
بينما يكتفى الحمار بابداء البهجة المستترة التى تتجلى فى نظراته لصديقه الكلب من وقت لآخر.
كم تمنيت أن أمتلك حمارٱ، حيث أرى بيننا العديد من الصفات المشتركة وأتصور لو أننى وبصحبتى كلب وحمار سنكون أسعد ثلاثى على وجه الأرض.
وقد ننشئ رابطة تجمع الكلاب بالحمير وقليلون من بنى آدم ممن يفهمونهما.