أمى تزوجت !
أنا طالب فى السنة الثانية فى الجامعة، تُوفى والدى منذ حوالى ثلاث سنوات، عشنا حياة هادئة أنا وأمى وأخى الأصغر والآن ومنذ سبعة أشهر تزوجت أمى، زوجها رجلٱ ليس سيئٱ ولكنى لا أحبه بأى صورة، ولا أستطيع التأقلم على وجوده فى حياتى وحياتنا بهذه الصورة التى تفرضه على كل تنزهاتنا وقراراتنا وكل أخبارنا بكل ثقة وثبات طوال الوقت.
وحاولت عدة مرات أن أطلب من أمى أن تضع له حدودٱ لا يتخطاها ولكنها لم تفعل وتقول لى ( أى كلام يسكتنى وخلاص) حتى ضجرت وبدأت أفكر فى ترك البيت والعيش مع جدتى والدة أمى، فهل أنتقل إلى جدتى أم ماذا أفعل ؟
صديقى الصغير :
أمك لا تقول لك ( كلام يسكتك وخلاص ) إنما هى على دراية تامة بأنك تحتاج إلى بعض الوقت لتتأقلم أنت وأخوك وهى فى انتظار هذا الوقت.
بالطبع ستشعر بالغرابة من دخول رجل كان غريبٱ عليكم إلى حياتكم بشكل يجعل منه شريكٱ فى أمكم وفى حياتكم ولكن إنتبه إلى أنك وأخوك وبعد بضعة سنوات تزيد أو تنقص ستتزوجان وتكون أمكما قد كهلت وشاخت وصعبت حركتها، ماذا ستفعلان لها عندما تتركانها ولا تأتيان لزيارتها إلا مرة فى الأسبوع تكون لبضع ساعات ثم تعود لوحدتها، وستكون حينها غير قادرة على إيجاد شريك.
والرجل ليس سيئٱ كما تقول، فالأمر كله يحتاج مجرد وقت للتعايش
وأنت أيضٱ من حقك أن تطلب منها وقتٱ مخصصٱ لك ولأخيك وأن تكون هناك أسرارٱ بين ثلاثتكما، لا يعلمها إلا الله، وأن تكون هناك بعض التنزهات مع أمكما من حين لآخر بدونه، فهذا من حقك وحق أخيك ويجوز لكما الحديث فى ذلك معها.
لكن أن تمثل ضغطٱ عليها بسوء معاملة أو بترك البيت والعيش عند جدتك فهذا غير لائق، فهى لم تفعل خطأ تعاقب عليه.
بل انشغل أنت بمذاكرتك ودراستك وجامعتك وأصدقائك وستجد تلقائيٱ أن هذا الرجل لا يحتل من تفكيرك شيئٱ يذكر، بل ستجد نفسك منشغلٱ فكرٱ ووقتٱ بما لا يسمح لك بتذكر ما يعكر مزاجك.
فكلما ركزت على رفضك للرجل ونبذك لوجوده، كلما زادا واستمرا، فكر فى الأمر بموضوعية ولا تتعجل فى رفض الرجل، ربما تأتى الأيام بمواقف تثبت لك طيبته وأهمية وجوده وتؤكد لك صحة إختيار أمك.
فأنت فى الغالب لو كانت أمك حتى ذلك الوقت أرملة وحيدة ما كنت ركزت معها بهذا الشكل ولانشغلت بدراستك وأصدقائك عنها، إفعل ذلك الآن وركز على ما يهمك فى الحياة وأتركها تعيش فى أمان وهدوء دون تعكير، وستسير الأمور أفضل مما تتوقع.
أتمنى لك إنشغالٱ مجديٱ وحياة هادئة مع أمك وأخيك وأبيك الجديد، لا مع جدتك.