مقالات نورا عبد الفتاح

إهدأوا لمصلحتكم



الهدوء غاية ووسيلة، غاية لمن أنهكته الحياة، ووسيلة لمن يثابر لينجز فعلا ما.

ليس هذا الهدوء الذى تجلس فيه فى صمت وحيدٱ، تترك أعمالك وتستريح، وانما الهدوء الذى يمنحك الرصانة ويكافئك بالرجاحة، ويساندك فى كل قراراتك، ويبدو فى أقوالك وأفعالك رغمٱ عنك.


على الرغم من الارتباط القوى بين الاستقرار والأمان والتؤدة والصمت، إلا أنهم أصبحوا جميعٱ فى زماننا، حلمٱ يحتاج إلى خطط وترتيبات مقدمة؛ كيف ستهرب من كل من يطاردونك بالمكالمات الهاتفية؟
كيف ستجد مكانٱ هادئٱ بحق ؟
كيف ستجد مكانٱ بلا تلفاز ولا هواتف ذكية ؟
كيف ستحظى بمكان بلا أصوات ؟

عرش الهدوء صعب المنال، ويحتاج إلى معارك ضارية، ومجهودٱ مضن.

يتطلب الابتعاد عن كل مهلكات السلام الداخلى، وكل مدمرات الاستقرار النفسى.

يتطلب الابتعاد عن كل ما من شأنه، الصياح والصراخ والثرثرة والصوت العال.
يتطلب الابتعاد عن الجدالات والنقاشات والمجالس المفعمة بالشكوى.
يتطلب الابتعاد، الابتعاد وفقط ؟

هل يمكنك أن تبتعد ؟

النتيجة المرجوة تستحق العناء.



كل هؤلاء الهادئون من حولك، يتحدثون بدماثة وكياسة وطمأنينة وضحكة واسعة، يحاربون كل يوم من أجل الهدوء الذى يحتاجونه، والذى بتجربتهم العملية تأكدوا من استحقاقه لكل ما يبذلون من أجله.

يحاربون بكل أدواتهم، لأنهم لا يجدون خيارٱ آخر.
فتحمل الضجيج والتوتر، احتمال غير وارد فى حساباتهم، بعد أن ذاقوا طعم السلام الداخلى وعرفوا قيمته.

قلدوهم أو حتى حاولوا تقليدهم، فما تحتملونه اليوم لن تحتملونه غدٱ.

إهدأوا لمصلحتكم، ومن أجل صحتكم النفسية والجسدية، فلقد أصبحت ضوضاء العالم لا تحتمل.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع