مقالات نورا عبد الفتاح

العتاب على قدر الطاقة



العتاب ليس على قدر المحبة كما قالوا لنا، إنما العتاب على قدر ما تبقى لك من طاقة.

لمن يقول؛ أن العتاب واجب مع ( العشرة ) التى دامت سنوات، أقول له ( ده كان زمان).
أيام أن كنا نتقبل اللوم والملامة ونعتبرها بقاء على الود وصورة من صور التمسك بالعلاقات المختلفة، التى لا تشوبها ضغينة أو غل.


أما الآن من ذا الذى يفهم العتب على أنه حرص على الشخص وتمسك بالود، ولا يفهمه على أنه تعنيف وهجوم ؟

الحلال بيّن والحرام بيّن، كذلك الحق بيّن والباطل بيّن، فالعاقل يعلم جيدٱ ما الذى يضايق ويجرح ويزعج، فليس ثمة شئ يختلط فيه الصواب بالخطأ أو الإنصاف بالظلم، وكلٱ يعلم جيدٱ ماذا يفعل وماذا اختار، إما الحرص على حقوق الغير ومراعاة مساحاتهم من الراحة، وإما التغافل واللامبالاة والعيش لنفسه.

إن استطعت فاغفر وسامح، ففى الصفح والغفران قوة وراحة أما التوبيخ والتأنيب فلا ضمان لنتائجهما بل فى أغلب الأحيان يجعل الخسارة أكبر ويؤدى إلى قطع حقيقى للصلة أو توقف تام للود.

تجاوز ولا تعاتب كما كان يفعل نبينا.



إن اسودت الصورة فى عينيك، واستمر أحدهم فى اختيار نفسه وتجاهل حقك بشكل متكرر، اترك له اختياره وارحل فى هدوء ، فإن اعتدل فأهلٱ به وسهلٱ، أما إن سكت عن رحيلك، فلتعاتب نفسك على تفكيرك فى عتابه واستعادته يومٱ.



ولكن لا تضع العتاب واللوم والمحاسبة حلولٱ قريبة وواردة طوال الوقت؛ ثمة أناس لا يستحقونها، لا ينفع معهم إلا تغيير المعاملة وإما الترك.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع