هل تصدق أن التبهرج والتزين وحلاقة الرأس أحد أهم الحلول الفعالة لخورك النفسى وأزماتك الصحية ؟
أن تطلق لحيتك أو تهمل مظهرك أو تتبشع وتتشعث مع كل ضائقة أو وبال من نوع ما؛ فهذا وكأنك تعين الأزمة عليك وتفسح لها السبل لفرض سلطانها وسيطرتها خارجك وداخلك.
فكلما نظرت فى المرآة؛ تذكرت ضمورك النفسى أو خذلانك، أو قل ما شئت من ألفاظ الخضوع والوهن.
فشعرك أشعث ولحيتك طويلة ووزنك يقل كل يوم بشكل مفرط أو يزيد بشكل مفرط، ووجهك شاحب، ومظهرك مبعثر.
بالطبع ستشفق على نفسك فتستسلم للخضوع والانهيار، وتصدق البؤس والاضطراب.
زد على ذلك عبارات الشفقة والمواساة التى تسمعها من كل من يرى وجهك أصفرٱ وبشرتك شاحبة وعينيك غائرتين وصوتك منكسرٱ ومشيتك مفعمة بالخذلان.
حرى بك أن تتزين وتتبهرج وتتعطر، وتبالغ فى الزينة والأناقة، وكلما اشتدت محنتك أو سيطر عليك مرضك، زد من هذه الزينة والأناقة، ثم زد منها أكثر وأكثر، ثم زد منها، حتى تصدق أنك قوى، وسيم، حر، شديد وأكبر من بؤسك وفتورك.
ثرثر فى أحاديث بعيدة عن فاجعتك واحكى فى أمور غير نائبتك، اضحك بصوت عال، ابتسم للجميع بسبب وبدون سبب، العب مع الأطفال.
وستجد الانشراح والانفراج يهرولان إليك، ومعهم سلامك وهنائك الداخلى، فأنت الرابح الأقوى، الذى تصدى وحده بفضل الله لمحنته وأزمته، وأصبح أكثر جرأة وأشد جبروتا فى مواجهة كل آت، لقد أصبحت أمتن وأقدر من العثرات، وبدون مساعدة، فقط بالتناسى وإخفاء الملمة عن الناس وعن عينينك، حتى تختفى فعليا وتتلاشى.
ومرة بعد مرة، ستجدك تحسن إستضافة الكروب والنوائب، حتى تتمكن تدريجيا من إيقافها قبل الوقوع أو نسيانها بعد الحدوث.
واعلم أن لا أحد ممن تعرف يود أو يسعد برؤية هذه الهيئة الحزينة، ( محدش ناقص)
(إتزوق وإحلق ونعنش نفسك، الدنيا فانية وكلنا هنموت).
