ما معنى الغِيبة ؟
نظّمَ الإسلام العلاقات البشريّة فكانَ بهذا التنظيم قد أزالَ الأسباب التي تفتك بالمُجتعات فتُهلِكَها، وأرسى العدل بين الجميع فارتفعت عن الناس سحائب الشحناء والتباغض والتحاسد، وهذهِ الأمور التي أولى الإسلام لها أهميّة قُصوى في التنظيم الاجتماعيّ هي بفضلِ الأحكام الإسلاميّة التي تحثّ على العدل وتُجرّم الظُلم والتعدّي والبغي.
الغيبة هيَ أن يذكُرَ المسلم أخاه بما يكره في عدم حُضوره وغيابه بأمور موجودة لديه، سواءً أن يستهزء به أو يقلل من شأنه أو يظهر بعضاً من عيوبه ونقائصه
وتحدّثَ الناسَ بها، فإن كانَ ما ذكرهُ عنه بما يكره وهوَ ليسَ موجوداً فيه فقد افترى عليه ويسمى بذلك بُهتاناً.
وقد بيّنَ ذلكَ قولُ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام في الغيبة والبُهتان، فقد وردَ في صحيح مُسلم أنَّ النبيّ عليهِ الصلاة والسلام قال: (الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فقد بهته).
والغِيبة : هي ذكر المسلم في غيبته بما فيه مما يكره نشره وذِكره ، والبهتان : ذِكر المسلم بما ليس فيه وهو الكذب في القول عليه .
فعلى كل من وقع منه الغيبة أو البهتان أو النميمة أن يتوب ويستغفر فيما بينه وبين الله ، فإن علِم أنه قد بلَغ الكلامُ للمُتكلَّم عليه فليذهب إليه وليتحلل منه ، فإن لم يعلم فلا يُبلغه بل يستغفر له ويدعو له ويثني عليه كما تكلم فيه في غيبته.
وكذا لو علم أنه لو أخبره ستزيد العداوة ، فإنه يكتفي بالدعاء والثناء عليه والاستغفار له .
لا يختلف معنى الغيبة في المصطلح الشرعي كثيراً عن المعنى اللغوي ، فمعنى الغيبة شرعاً هو ذِكرُ المؤمن حال غيابه بما فيه و مما يكرهه من الأوصاف الموجودة في خِلقَته أو خُلُقِه، أو ذِكرُ ما يتعلق به من القوم و العشيرة و اللون و اللباس و المهنة و غيرها من الأمور لدى غيره من الناس، مما يُعَّدُ تنقيصاً له و لشأنه و مكانته، و تتحقق الغِيبَة بذِكْرِهِ بالكلام، و الكتابة، و الإشارة، و غيرها، كنشر صوته، أو صورته، أو وثائقه الخاصة به.