معارف عامة

ملخص قصير لمسرحية ماكبث لشكسبير

خلال حكم الملك العظيم دنكان، ملك اسكتلندا، كان يعيش لورد ماكبث. وكان من رجال الملك المقربين، لما يتمتع به من شرف وشجاعة فى القتال.


وعندما كان القائد ماكبث وزميله القائد بانكو، عائدين منتصرين من موقعة كبيرة، استوقفتهما ثلاثة اشباح، أقرب الى شكل النساء، فيما عدا أن لهم ذقونا ، كما أن جلودهم الشاحبة وملابسهم الغريبة جعلتهم لا يبدون مثل المخلوقات الأرضية.

بادرهم ماكبث بالحديث، لكن كل واحدة منهن وضعت اصابعها على فمها طالبة السكوت؛ ونادته الأولى بأسمه (ماكبث) وبلقبه الرسمى لورد جلاميس. واندهش القائد كثيرا عندما وجد نفسه معروفا من قبل تلك المخلوقات.

لكن دهشته ازدادت عندما نادته الثانية بلقب لورد كاودور، هذا اللقب الذى لم يكن يستحقه .. أما الثالثة فقد نادته قائلة : “مرحبا ؛ بالملك القادم ! “.

أدهشته هذه النبوءة لأنه كان يعرف، أنه طالما أن أبناء الملك أحياء، فلا يستطيع أن يأمل فى الوصول الى العرش، ثم التفتن إلى القائد بانكو وتعرفن عليه، وقلن له بكلمات غامضة : ” ستكون أقل شأنا من ماكبث، ولن تكون سعيدا فقط، بل موفور السعادة ! وتنبأن له ، بأنه لن يتولى العرش أبدا، الا أن أبناءه من بعده سيكونون ملوكا لاسكتلندا .. ثم استدرن فى الهواء واختفين، وهنا تأكد القائدان أنهن ساحرات.


وبينما هما واقفين يفكران فى هذه الأمور الغريبة وصل رسول خاص من قبل الملك. ليخلع على ماكبث لقب واسم دوق كاودور .
وكان لهذا الحدث الغريب أثره على نفس ماكبث، لأنه تطابق مع ما قالته الساحرات، الأمر الذى ملأه بالحيرة وأصبح غير قادر حتى على الرد على الرسول .. ومنذ تلك اللحظة، بدأت الآمال الضخمة تملأ ذهنه، فى امكانية تحقيق النبوءة الثالثة، وبالتالى فقد يصبح ذات يوم ملكا لاسكتلندا .

فالتفت إلى بانكو ، وقال :
“ألا تتمنى أن يكون أولادك ملوكا، خاصة وأن ما وعدتنى به الساحرات قد تحقق؟
فأجاب بانكو :
” إن هذا الأمل قد يدفعك للتطلع إلى العرش، ورسل الظلام قد يصدقون معنا فى أشياء صغيرة ، حتى تقودنا إلى ارتكاب أفعال شريرة ” .

لكن كلمات الساحرات، كانت قد استقرت فى أعماق تفكير ماكبث، حتى أنه أعرض عن تحذيرات بانكو الطيب. ومنذ ذلك الوقت وجه كل تفكيره فى كيفية الفوز بعرش اسكتلندا.


عندما قص ماكبث لزوجته تلك النبوءة الغريبة للساحرات، وما تلى ذلك من أحداث. وكانت الليدى ماكبث سيدة شريرة تطمح فى مكانة عالية لنفسها ولزوجها، وتتمنى لو أنها هى وزوجها يصلان إلى هذه المرتبة العظيمة بأية وسيلة كانت.

وأخذت تناقش ماكبث فى ذلك الأمر، ولم تتورع فى أن تقول له أن قتل الملك أمر ضرورى جدا لتحقيق النبوءة .


وحدث فى تلك الفترة أن قام الملك بزيارة ماكبث فى قلعته، بصحبة ولديه مالكولم، ودونالبين، ومجموعة من اللوردات والمستشارين لتهنئة ماكبث بانتصاره فى الحرب .


كانت قلعة ماكبث مبنية فى مكان لطيف، والهواء هناك منعش وصحى، حيث أقامت طيور السنونو أعشاشها على الجدران، ذلك أن هذه الطيور، لا تقيم أعشاشها الا فى الأماكن المعروفة بجوها الطيب وعندما دخل الملك، سعد جدا بالمكان، وسعد كذلك بنفس القدر لذلك الاهتمام والاحترام والتبجيل الذى لاقته به السيدة المضيفة ليدى ماكبث، التى كانت تجيد فن تغطية أهدافها الشريرة، وراء ابتسامتها؛ وتبدو كالزهرة البرية، التى تخفى حية تحتها !


وازاء تعب الملك من الرحلة ، فقد ذهب مبكرا الى الفراش، وبصحبته اثنان من الخدم (كما جرت العادة) ينامان بالقرب منه.

كانت سعادته بهذا الاستقبال غير عادية، حتى أنه قام بتوزيع بعض المنح والهدايا على الضباط الكبار، قبل أن يذهب إلى النوم، ومن ضمن هذه الهدايا، أرسل ماسة غالية الى الليدى ماكبث، تحية لها لما أبدته من كرم الضيافة والترحيب.

وفى منتصف الليل كانت الليدى ماكبث مستيقظة تخطط لقتل الملك.

وهى لم تكن تفعل ذلك خروجٱ عن المألوف بطبيعة كونها امرأة، لكنها كانت متخوفة من طبيعة زوجها؛ من أن تكون مشبعة بلين العاطفة الانسانية، للقيام بعملية القتل . ورغم أنها كانت تعرف رغباته الطموحة ؛ لكنه كان يخشى ارتكاب الأخطاء الفاحشة، ذلك أنه لم يعد لارتكاب مثل هذا الجرم العظيم.

صحيح أنها نجحت فى إقناعه بالجريمة، لكنها كانت تشك فى إرادته بالتنفيذ، ولتلك الرقة التى كان يتميز بها قلبه ( اذ كان أكثر منها كرما ولطفا ) والتى قد تعوق تنفيذ المهمة. لذلك قامت هى نفسها بالذهاب الى حجرة نوم الملك وبيدها سكين حادة، واقتربت من سرير الملك، وقد عملت حسابها أن يكون الخادمان فى حالة سكر وغافلين عن الحراسة.
كان دنكان يرقد نائما من أثر تعب الرحلة ؛ وعندما نظرت اليه عن قرب، وجدت فى وجهه وهو نائم شيئا ما ، جعلها تفكر فى والدها. ولم يطاوعها قلبها أن تهم بقتله !


وعادت لتتحدث مع زوجها ، الذى بدى متراجعٱ حيال ذلك الأمر . فهناك عدة اعتبارات تقف الآن ضد هذه الفعلة. ففى المقام الأول هو ليس شخصٱ عاديٱ ، بل من المقربين إلى الملك؛ كما أن الملك يحل فى ضيافته اليوم، ومن واجب المضيف أن يمنع أية محاولة لقتل ضيفه لا أن يحمل هو سكين الجريمة، بل ورأى أن الملك دنكان ملك رحيم، واضح فى خصومته مع أعدائه، ومحب لأعوانه من النبلاء، وبالنسبة له بصفة خاصة.

كما أن مثل هؤلاء الملوك هم رسل العناية الالهية، وسوف يلقى كل من يؤذيهم العقاب مضاعفٱ من أعوانهم. هذا بالاضافة الى أن الملك كان يخصه دون الرجال جميعا لرجاحة فكره، فكيف يلوث كل هذا التكريم ، بدماء جريمة بشعة كهذه ؟ !

واكتشفت الليدى ماكبث أن زوجها بدأ يتحول تجاه الخير، وقرر ألا يتمادى فى ذلك الأمر أكثر من ذلك .. لكنها كانت أمرأة من ذلك النوع الذى لا يتراجع عن هذفه الشرير بسهولة، فبدأت تصب فى أذنيه كلمات تشحن رأسه بوجهة نظرها وأخذت تقدم له المبرر تلو المبرر لكى لا يتراجع عن تحقيق ما وعدته به الساحرات؛ وكم سيكون التنفيذ سهلا؛ وكيف أن فعلة مثل هذه ذات ليلة قصيرة، ستسعد باقى لياليهم وأيامهم القادمة، وتوصلهم إلى العرش والسلطة الملكية ! .وأخذت تسخر من تراجعه عن قصده ووصفته بأنه متردد وجبان .


وهكذا ، تناول الخنجر فى يده، وتسلل بخفة الى الحجرة التى يرقد فيها الملك دنكان ! ولكن بينما كان فى طريقه، تخيل أنه رأى خنجرا آخر فى الهواء مقبضه يتجه ناحيته، ونصله يقطر دمٱ. وعندما حاول أن يمسكه، لم يكن هناك شئ غير الهواء، وأن الأمر ليس إلا مجرد خيالات، نتيجة لما يدور فى رأسه المحموم والمهمة التى ينبغى عليه أن ينفذها.


ونفض عنه خوفه، ودخل غرفة الملك، وقتله بضربة واحدة من خنجره، وبمجرد اقتراف الجريمة، ابتسم أحد الخدم المرافقين للملك، وهو نائم ، بينما صاح الآخر : ” جريمة ” واستيقظ الاثنان. وشرعا فى تلاوة صلاة قصيرة، وقال أحدهما ، ” فليغفر لنا الله ! ” فأجاب الآخر ؛ ” آمين ! ” ثم عاودا النوم مرة ثانية.

وحاول ماكبث الذى كان يقف مصغيا اليهما، أن يقول : ” آمين ” . عندما قال أحدهما، ” فليغفر لنا الله ! ” ، إلا أن الكلمة وقفت فى حلقه، ولم يستطع أن يقولها، رغم أنه كان فى حاجة ملحة للمغفرة .. !


وتخيل أنه سمع صوتا يصيح ” : لن يذوق ماكبث طعم النوم بعد الآن : لأنه قتل نائما، نائما بريئا، وهذه سنة الحياة “.

وظل الصوت يردد صيحاته فى أرجاء البيت : ” لن يذوق طعم النوم بعد الآن، فلقد قتل لورد جلاميس رجلا نائما، لذا فلن يذوق لورد كاودور طعم النوم؛ لن ينام ماكبث بعد الآن ! ..


ومع طلوع الصبح، اكتشفت الجريمة التى لا يمكن اخفاؤها. وأظهر ماكبث وزوجته حزنا كبيرا، وكانت الأدلة ضد الخدم من القوة بما فيه الكفاية لادانتهما . رغم أن كل الاتهامات الخفية كانت تشير الى أن ماكبث هو الذى فعلها، لأن لديه من الدوافع القوية أكثر مما لدى الخدم المسكين للقيام بذلك؛ وهرب ابنا دنكان مالكولم الأكبر إلى انجلترا، ودونالبين الأصغر إلى ايرلندا ..
وبهروب ابنى الملك، اللذين كانا من المفترض أن يخلفاه فى الملك، وأصبح العرش خاليا، وتوج ماكبث ملكٱ، وهكذا تحققت نبوءة الساحرات تمامٱ.

وتنقلب نعمة الملك إلى نقمة بسبب الكوابيس التي تلاحق ماكبث ثم انتحار زوجته بسبب الهلوسات والتخيلات التى أصابتها والتي لاحقت ماكبث أيضٱ ورؤيته شبح صديقه بانكو بعد أن أستأجر رجلين لقتله هو وأبنه فلينس، ولكن فلينس أبن بانكو يلوذ بالفرار. وتنتهي القصة بمقتل مكبث على يد ماكداف أحد اللوردات.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع