مقالات نورا عبد الفتاح

واحد من ثلاثة

هناك شئ مكتشف حديثاً إسمه طاقة الذكورة وآخر يسمى طاقة الأنوثة، ليس لهما أى علاقة بالذكورة والأنوثة المعروفين لدينا، فالأمر متعلق بطاقة تحيط بالشخص أو تكمن داخله وتوجه سلوكياته كلها وتشكل حياته وتسيّر أموره وكلها بأمر الله.

هذه الطاقة تؤكد لنا فكرة واحدة وهى أن الذكر والأنثى لن يجتمعان ولن يتفقان ولن يتساوى أحدهما بالآخر ولن يشبه أحدهما الآخر يوماً قط، هذا إذا عادوا إلى طاقة الفطرة لدى كل منهما.

خلق الله كل واحد منهما بطاقة معينة وهى أحد أهم إن لم تكن أهم مكوناته، ولن يمكن تغييرها قط إلا إذا أراد الشخص نفسه تحويل مسارات طاقته تجاه شئ ما، أى أن الراغب فى تحويل مسارات طاقة الآخر لن يفلح مهما حاول، ليس لأن الطرف الآخر عنيد وإنما لأن طاقة الآخر تنفر من التغيير الإجبارى وتتجه عكس التنفير لا إرادياً دون أن يبذل صاحبها أى مجهود.

بمعنى أنه عندما تختل طاقة أحد إثنين فلابد وأن يقابلها تغييراً فى طاقة الآخر، مثلاً الشخص النكدى أو كثير الشكوى الذى يملأ الجلسة طاقة حزن وتشائم وسوء ظن بالله، ينقل لا إرادياً طاقته الغير طيبة إلى من حوله بلا إستثناء، إلا لمن يعلم كيف يمنع أن تنتقل إليه طاقة الغير وهؤلاء قلة، والمحيطون يتشبعون بهذه الطاقة لا إرادياً، لأن مسارات الطاقة تسير فى إتجاهات معلومة ومحددة وتعلم أين تذهب ولا تتراجع ولا تتفاهم ( يعنى هتخرج منه تروح للى حواليه غصب عن أى حد ).

هذا هو الطبيعى لدى البشر عموماً ولدى الأزواج بالتأكيد على إعتبار أنهم بشر، ولو طبقنا هذه الفكرة على علاقة الأزواج، لوجدنا أنهما يتعاملان مع بعضهما فى الغالب أكثر من بقية البشر، ولذلك ففرص الخلاف والإحتكاك النفسى والشد والجذب كثيرة ومتعددة، وفرص تبادل الطاقة فيما بينهما أكبر بكثير من فرص تبادلها مع الآخرين، لذلك عندما يصدر عن أحدهما طاقة غير مريحة للآخر، لااااااابد وأن تلقى صداها لدى الآخر وتحركه رغماً عنه.

يقول علماء الطاقة أنه إذا كان أحد الزوجين يستمد طاقته وراحته وإحساسه بالأمان من شريك حياته وينتظر رؤيته بشدة وعندما يراه يطوقه بذراعيه بعنف ويتشبث به حتى يشبع إحتياجه للأمان أو الراحة، فلااااابد للآخر أن ينفر ويبتعد لا إرادياً لأن طاقته إرتبكت، من كم الطاقة التى سحبها منه الآخر، فحركته طاقته للابتعاد رغماً عنه حفاظاً على نفسها.

أو مثلاً الرجل الذى يتحكم فى زوجته فيمنعها من العمل ومن الخروج بمفردها ومن الإبقاء على صديقاتها ومن فعل أى شئ يخصها؛ سيجعلها تلقائياً ودون جهد منها تنفر من هذه المسارات الطاقية المضادة للطبيعة فتشجب الوضع وتمتنع عن الإستجابة وتتوقف عن الإنصياع للزوج فى هذه الأمور وفى غيرها، حفاظاً على طاقتها الطبيعية التى خلقها الله بها والتى تحركها رغم أنفها.

أو الزوجة التى تحاول أن تحبس زوجها فى البيت وتبعده عن أصدقائه وأهله وتلغى وجوده بأى حجة، ستولّد منه نفوراً أوتوماتيكياً دون أدنى جهد منه فى الإتجاه المضاد حفاظاً على الطاقة الطبيعية الداخلية لديه من حب للحرية وللإنطلاق أو الإختلاط أو إثبات الذات.

كذلك العصبية والانتقاد طاقتين ( طبيعيتين ) لدى الذكور ( ربنا خلقهم كدا )، وإلى أن يسيطر كل ذكر على غضبه فسيظل يصدر طاقات غاضبة وانتقادية، ليس لأنه شرير ولكن لأن طاقته( ممشياه )رغماً عنه فى هذا الإتجاه ولكن لا ننسى أنه يمكن أن يغير هذا الإتجاه ( إذا أراد هو وليس زوجته )، والزوجة خلقها الله تحنو وتحتوى وهنا يضبطان الميزان ويتساوى طرفى المعادلة، فذكورته دفعته للانتقاد وأنوثتها دفعتها للإحتواء، لأنها قوية فى حكمة لاحتواء إنتقاد أو غضب زوجها وليس لأنها ( مهزأة وملطشة ).


الشعور بالأمان مثلاً حاجة ملحة جداً للأنثى، لابد أن يقابله بذل للأمان وتحقيق للطمأنينة من جانب الذكر وإلا إختلت المعادلة وأنتجت نتاجاً عجيباً لا نفهمه من إضطراب وتوتر وسوء علاقة وتشويش فى طاقة كل منهما وطاقة البيت كله.

لو فهم كل طرف إحتياجاته وطبيعته وإحتياجات وطبيعة الآخر سياعدان الطاقة أن تسير فى إتجاهاتها، التى ستسير فيها فى كل الأحوال، ولكن بدلاً من أن يصاحب سيرها توتر وتشويش لديهما، سيصاحبها هدوء وراحة لكليهما.

أما أن يحتاج الرجل للحرية فيجد من زوجته تحجيم لطبيعته المنطلقة، وتحتاج الزوجة من زوجها الشعور بالأمان فتجده منشغل بالمهم والتافه ولا يعطيها ما تبغيه من الأمان بحكم طبيعتها، أو أن يثور الرجل بحكم طبيعته فلا يجد ليناً يستقبل هذه الثورة من زوجته، فتختل طاقات الجميع بسبب الجميع، فلا أحد يفهم طبيعته وإحتياجاته ويسيطر عليها ويضبطها، ولا أحد يفهم طبيعة الآخر وإحتياجاته، ونظل واقفين عند نقطة أننا مختلفون ونظل نحاول ونثابر على تغيير الآخرين، بدلاً من تقبل طبائعهم التى لن تتغير إلا بأمر ونية من داخلهم؛ هم فقط !

ونبقى فى معركة دائمة ليس مع بعضنا وإنما مع مسارات طاقية تسير بأمر الله وتتحرك دون تدخل أحد ولا ولم ولن تتأثر بتدخل أحد إلا إذا كان تدخلاً متفقاً مع الفطرة !

لو إختلطت عليك الأمور وإرتبك الفهم أو أننى أسأت التوضيح، أعد قراءة الأمثلة !

هذا المقال؛ الأول من ثلاث مقالات تدور حول هذا الشأن، وسيتبعه بإذن الله واحداً عن فطرة الذكور وآخر عن فطرة الإناث.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع