Uncategorizedمقالات نورا عبد الفتاح

هل ستشارك فى تكوين الصورة ؟



على الرغم من كون موضوع الرجل والمرأة قديم قدم الإنسان على الأرض، فضفاض ومتشعب يصعب الصمت عنه أو عدم الحديث فيه من حين لآخر، كما من النادر أن يمر انسان بمراحله العمرية المختلفة دون أن تزوره أفكار من هذا النوع لعدة مرات.

إلا أننى لا أفضل الكتابة عنه، حتى لا أضع نفسى فى خانة المناصرة للنساء والمعقدة المليئة بالنقص، التى تحاول نشر أفكارها الأنثوية المناهضة للذكور والذكوريين.

ولكن وبموضوعية شديدة أو هذا ما أجده فى نفسى بمنتهى الأمانة؛ أن هناك تراجع ما بشكل ما لدور الرجال بوجه عام، يقابله تقدم ما لدور النساء بوجه عام أيضا.



وليس الأمر بخصوص كون النساء أصبحن وزيرات وسفيرات وظريفات وهذا الهراء ولكنه شعور عام ليس له شكل معين أو تفاصيل واضحة.

ربما لكون النساء كن فى السابق مسيطرات داخل البيت بحكم تفرغهن، والرجال مسيطرون خارجه بحكم عملهم، ولما دخلت النساء إلى مجالات العمل المختلفة، أصبحن مسيطرات فى الداخل والخارج، بينما الرجال لا يزالون مسيطرون فى الخارج فقط.

ربما !

وربما يكون دخول المرأة مجالات العمل وقضاء ساعات وساعات من يومها كانت تقضيها فى بيتها بين أبنائها هو السبب الذى أخذ بالذكور إلى مكانة متراجعة أكثر ضعفا عن الذكور الذين تربوا بين أيادى أمهات متفرغات، فتكون المرأة ظلمتهم مرتين، مرة بتركها لهم والبحث عن العمل ومرة بمنافستها لهم وأحيانا التفوق عليهم فى بعض المجالات.

ربما !

وربما نجد أنفسنا ونحن فى تمام الاقتناع بهذه الأفكار، أمام نماذج تحطم هذا الاقتناع تحطيما.

فتجد رجلا مسيطرا فى الخارج بتفوقه فى عمله وترقيه الدائم والسريع ومسيطرا فى الداخل بالاهتمام الكامل ببيته والقيام بمسئولياته وتربيته لابنائه والتزامه الدينى والاخلاقى.
فنراجع أنفسنا فى فكرة تراجع الرجل.

كما قد نجد امرأة بالكاد أنهت تعليمها أو لم تنهه، لا تنمى قدراتها فى أى اتجاه، لا تقيم حوارا ولا تربى طفلا، لا تعرف سوى الطبخ ان وجد، فهى لا مسيطرة فى الداخل ولا فى الخارج.

فنراجع أنفسنا مرات عدة فى فكرة تقدم النساء التى سلمنا بها منذ قليل.

كل رجل سفير كل الرجال على الأرض، وكل امرأة سفيرة كل النساء على الأرض، وكل رجل يلعب دورا جوهريا ما بشكل ما فى رسم الصورة العامة للرجال فى العالم، وكل امرأة تلعب دورا جوهريا ما بشكل ما فى رسم الصورة العامة للنساء فى العالم، وسنظل جميعا نلعب هذا الدور وكلا منا هو الذى يختار دوره ويختار حظه من هذه الصورة ويؤثر فى الشكل العام الذى سيكون عليه بنى جنسه فليختر ما شاء.
وليست هناك قاعدة لرسم هذه الصورة ولن تكون.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يمنع النسخ من هذا الموقع