زوجى يخوننى وأنا أعلم
أنا متزوجة منذ تسع سنوات وأعلم أن زوجى يخوننى بشكل مستمر، كل عدة أسابيع أو أشهر وأحيانٱ أيام أو فترة قصيرة أجده ( يطلعلى بأى حاجة) أكتشف منها إنه بيخوننى من خلال سماعى لحديثه مع أحد أو مكالمة هاتفية أو يخبرنى أحدٱ بشكل مباشر بأنه رآه فى وضع مشبوه، وقد مللت تكرار ذلك كما أن نفسى لا تهون علىّ إلى هذا الحد، وأحس أننى مقصرة وظالمة فى حق نفسى ومستهينة بتربيتى وأهلى وقيمتى كلما تكرر الأمر واعتذر هو وقبلت الاعتذار وأنا أعلم أنه سيتكرر، حتى بدأت أفكر فى الطلاق والذى يشجعنى عليه أهلى وأحد أولادى أما إبنى الآخر وزوجى شخصيٱ يحاولان إثنائى ولكنى حائرة ومتعبة !
صديقتى الحائرة :
تعددت الرسائل الخاصة بهذا الشأن ولم أجب أى منها لأن (الموضوع ده ماسخ أوى ).
لا تتحيرى، مادمتِ تعرفين أن هذا التعدد ينم عن نزوات وغرائز وضعف إرادة وليس عن حب أو إهانة مقصودة ضدك، بل إشفقِ عليه من نفسه، وعامليه كمريض بضعف الإرادة وعدم السيطرة على النفس، إعتبريه كالطفل المصاب بالتبول اللا إرادى، هل تعتقدين أنه يسيطر على نفسه ويستطيع التحكم فى نفسه؟
بالطبع لا.
بل على العكس، إنه لا يقوى على السيطرة وهو شاعر بكل الأسى والألم لعدم قدرته هذه.
كذلك متعدد العلاقات النسائية لا يتحكم فى نفسه ويعلم بضعفه هذا وحزين على حاله كل الحزن.
ولكى يستطيع التحكم فى هذا الأمر يحتاج للمراس والتمرين لفترة قد تطول أو تقصر حسب حالته، ولأن الأم هى التى تصبر على عدم تحكم إبنها فى التبول، تصبر الزوجة على عدم تحكم زوجها فى نزواته النسائية، لأن الأم فى الغالب ما تكون قد قصرت فى هذا الجانب وأطلقته بغرائزه إلى( بنات الناس) وانتهى دورها.
والآن جاء دورك.
بالطبع لن أقول لكِ، ( شوفى نفسك مقصرة معاه فى إيه، والكلام الفاضى ده)، لأن تقصير الزوجة لا علاقة له بخيانة الزوج فى أغلب الأحيان وليست قاعدة يمكن إطلاقها وتعميمها.
وفى نفس الوقت لم أعتد قط على وضع الطلاق حلٱ لأى مشكلة زوجية، خصوصٱ بعد أن أثبت الكثير من الرجال أنهم ضعفاء جدٱ فى مسألة السيطرة على غرائزهم حتى فيما يخص الطعام والشراب، ففقدان السيطرة على الجوع والعطش له علاقة وطيدة بفقدان السيطرة على الغرائز الجنسية، لذلك أمر الله من لم يستطع الزواج بكثرة الصيام.
حاولِ مساعدته قدر ما تستطيعين، طالما وجدتِ فى نفسكِ من ناحيته ذكريات قديمة أو مزايا أخرى فى أى اتجاه، وكونِ أنتِ أقوى منه ومن ضعفه وانقلِ له بعض من قوتكِ وأشعريه أنكِ صديقة تساعده وليست عدوة تهاجمه.